Site icon IMLebanon

موتوا بغيظكم…  

 

 

إنها ليست المرّة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يصحّح فيها دولة رئيس المجلس النيابي «البوصلة» فمنذ الزيارة التي قام بها الجنرال ميشال عون الى قصر عين التينة طالباً تأييد الرئيس بري في الانتخابات الرئاسية، قال له دولته بكل صراحة: لا أريد أن أنتخب رئيسين أنت وصهرك العزيز. يومذاك أصيب فخامته بخيبة أمل، إذ لم يكن ينتظر أن يكون جواب دولة الرئيس بري بهذه الصراحة وهذا الوضوح. لكنه تحمّل على مضض لأنه وفي سبيل الكرسي يهون كل شيء..

 

المرّة الثانية كانت عند الإستشارات الملزمة التي جاءت بتكليف الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة بالرغم من امتناع التيار الوطني الحر عن ترشيح الرئيس الحريري حيث أصيب الرئيس ميشال عون بخيبة أمل ثانية، عندما وجد نفسه هو وتياره الوطني الحر خارج الخدمة.

 

الخيبة الثالثة عندما أعلن دولة نائب رئيس مجلس النواب الاستاذ ايلي الفرزلي ترك «التيار»، والسبب طبعاً الصهر العزيز وتصرفاته غير المقبولة. والأفظع حبّ التسلّط، والسلبطة التي يمارسها الصهر العزيز في جلسات اجتماعات التيار الوطني.

 

الخيبة الرابعة التي هي بمثابة صفعة على الوجه، عندما أرسل فخامته رسالة الى مجلس النواب يشكو فيها الرئيس المكلف متهماً إياه بعدم التعاون معه، وأنه غير منسجم دستورياً بفرض شروط لتأليف الحكومة، فجاءه الرد بقوة من المجلس النيابي.

 

أما الخيبة الخامسة فكانت عندما كلف الثنائي الشيعي دولة الرئيس نبيه بري مساعدة الرئيس المكلف على تشكيل الحكومة، وبالرغم من كل التسهيلات التي قدمها الرئيس المكلف بقي الرئيس عون رافضاً، غير متعاون، فهو ساعة يحتج بالثلث المعطل وساعة ثانية يحتج بأن اختيار الوزيرين المسيحيين هو من حق رئيس الجمهورية فقط.

 

وهنا لا بد من التوقف عند هذا الكلام لنسأل فخامته: هل هو رئيس المسيحيين فقط؟ أم أنه رئيس جمهورية كل اللبنانيين؟

 

صحيح انه فشل بأن يكون رئيساً لكل لبنان.. والحقيقة ان الفشل أصاب البلد على الأصعدة كافة:

 

أولاً: صرف 56 مليار دولار على الكهرباء ولا كهرباء وهذا فشل كبير…

 

ثانياً: كارثة «البنوك» حيث كان القطاع المصرفي أهم قطاع إنتاجي في لبنان، إذ وصلت الودائع اللبنانية والعربية في البنوك الى 200 مليار، أي اننا أصبحنا كالمملكة العربية السعودية فكان القرار الذي اتخذته حكومة دياب المشكّلة من قِبَل فخامته، القشة التي قصمت ظهر البعير وسقط القطاع المصرفي ولأول مرة في التاريخ حدث مثل هذا الشيء في لبنان. فالبنوك لا تعطي المودعين أموالهم، لكن لبنان دولة الرئيس ميشال عون استدان من البنوك 100 مليار دولار وتمنّع عن سدادها أو إرجاعها الى البنوك.

 

ثالثاً: فشل في توطيد علاقات لبنان بمحيطه العربي والعالمي، إذ بدل أن يلعب دوراً محورياً في تقريب الحزب الى الدولة، ذهب بالدولة الى الحزب فأصبحت الدولة دولة الحزب.

 

نعود الى فشل عون في أن يكون رئيساً لكل اللبنانيين، فقد فشل أيضاً في أن يكون أكبر زعيم مسيحي. إذ انه على خلاف مع حزب القوات اللبنانية،

 

– خلاف مع الوزير السابق سليمان فرنجية،

 

– خلاف مع الكتائب،

 

– خلاف مع المسيحيين المعتدلين،

 

– خلاف مع حركة أمل،

 

– خلاف مع تيار المستقبل،

 

بمعنى أدق، لقد صار الرئيس عون وحيداً، طبعاً هناك موقف للحزب الذي يحاول أن يساعده.

 

ولنعد أيضاً الى الصفعات الأخيرة التي تلقاها فخامته وهي البيان الذي صدر عن جماعة القصر والذي يرفض تدخّل الرئيس بري للمساعدة على تشكيل حكومة.

 

فعلاً هذا الرئيس يعيش في كوكب بعيد كل البعد عن الواقع، وأثبت أنه رجل أناني، لا يحب إلاّ نفسه والصهر. أما ماذا حل باللبنانيين من كوارث ليس آخرها كارثة المرفأ التي أدّت الى مقتل 200 وجرح 5000 وتهديم ثلث بيروت وتهجير 300 ألف مواطن مسيحي من دون بيوت هاجر أكثرهم خارج لبنان. وهنا لو أحصينا عدد المهاجرين المسيحيين بسبب فخامة الرئيس ميشال عون في حربي التحرير والإلغاء وحرب اقتلاعه من قصر بعبدا وحرب 2006، وكارثة المرفأ لتبيّـن لنا أنّ عدد المسيحيين الذين هُجّروا من لبنان بسبب السياسة الرعناء يصل الى أكثر من مليون مسيحي… والمصيبة أنه يدّعي أنه حريص على المسيحيين. وهنا نقول له إنّه بفضل سياسته الحكيمة لن يبقى لا مسيحي ولا لبناني في لبنان.

 

لكننا نحمد ربنا، أنّ هناك رجل دولة عاقلاً اسمه الرئيس نبيه بري، فطالما هو موجود فإنّ هناك أملاً وحيداً بأنه لن يترك لبنان يسقط، بل سوف يعود لبنان بإذن الله الى سابق عهده.

 

وعلى كل حال بقيَ لفخامته 500 يوم والله كريم.