Site icon IMLebanon

الرئيس بري قيادة حكيمة وميزان للاعتدال

 

 

 

لا يختلف كثر في لبنان على مقولة ان رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري هو صمّام امان البلاد السياسي وخصوصاً في هذه المرحلة الصعبة التي يمرّ بها وطننا لبنان. فبحنكته ومراسه القانوني وقدرته على تدوير الزوايا واجتراح المخارج المناسبة منعاً للصدام وخسارة البلد وحرقه اقتصادياً واجتماعياً وامنياً، مما جعله يؤكّد تصميمه على انقاذ وطنه وترك كل الامور الاخرى والمتعلقة بشعبيته خصوصاً انه اذا فلتت الامور وعمّت الفوضى لا نعرف الى اين سنصل وشرعية الغاب ستسود والله اعلم ما هو المشروع المخفي للوطن وخصوصاً ان هناك بعض القيادات من يطرح التقسيم من تحت الطاولة، ليصبح البلد كيانات طائفية ومذهبية متقاتلة وضعيفة فتنهار الدولة ومؤسساتها. وهكذا نعود لموضوع المراوحة والنقاش غير المجدي والقاء المسؤولية على هذا الفريق او ذاك علماً ان الشعب الفقير هو الذي سيدفع الثمن وحده دون غيره.

 

فالرئيس بري العارف ببواطن الامور وبالتآمر الاقليمي والدولي على لبنان يحاول بكل ما اوتي من قوة وديبلوماسية سياسية ابعاد المؤامرات عن لبنان لانه هو الذي يتقن دوره كرئيس للمجلس ويقوم بدعم الرئيس سعد الحريري لانه لا يريد اي تفرقة في الشارع تساعد القوى المعادية للبنان على استغلالها وخصوصاً اسرائيل.

 

فالرئيس بري يدعم ويقف مع الحريري لانه على علم كما يبدو ان الشارع قد ينفلت فجأة، وان المندسين والمتآمرين سيندسون بين هؤلاء المستضعفين والمظلومين للقيام بالشغب وفق اجندة خارجية مدروسة لتمزيق لبنان.

 

فالرئيس بري كمحامٍ عريق وجريء بالحق والذي يعرف التوازنات السياسية في البلد ومرجعيتها المحلية والخارجية، فهو يضع كل ثقله لتجاوز الصغائر والشائعات التي تحاول بعض الاجهزة الاجنبية بثّها من اجل تفرقة الشعب اللبناني، فهو يعرف ان الاولوية اليوم هي انقاذ الوطن، وهو يعرف انه سيتم كل يوم اختراع موضوع ما للقضاء على البلد، ومنها طوابير الوقود واختفاء الدواء وارتفاع سعر الدولار وبث روح الفوضى والتخاذل بين الناس والاكثار من الشائعات.

 

فالمهم الآن اولاً وآخراً هو انقاذ الوطن وتأمين لقمة المظلوم والمستضعف، خصوصاً ان85% من الشعب اللبناني اصبح من الطبقة الفقيرة.

 

ومن وجهة نظر موضوعية، فإن دعم كتلة التحرير والتنمية التي يرأسها بري  سيكون لها وقع كبير على جماهير سعد الحريري، وبكل صراحة ورغم انني لا احبّذ التكلم بالطائفية والمذهبية وهذا ليس من شيمنا ولا من ايديولوجيتنا، فالرئيس الحريري وبكل صراحة اصبح اقوى من السابق فهو يتمتع ب 85% من تأييد شعبي وخصوصاً في الثغور والجبال ودار الفتوى وبهذا التأييد، ان اي ابعاد لسعد الحريري عن رئاسة الوزراء سيكون لمصير طائفة اساسية ومهمه وواسعة وممتدة على صعيد الوطن العربي خارج الحكم وهذا غير مقبول، علماً ان كل الاسماء المتداولة لها وزنها وتاريخها ولكن المؤسسات الاساسية لطائفة الرئيس الحريري لا تزال تتمسك به مما يزيد من قوته. من هنا الرئيس بري الحكيم في السياسة لا يستغني عن الرئيس الحريري، فالحريري يقول انا الرئيس بري والرئيس بري يجيب وانا الرئيس الحريري.

 

اذاً كيف سيستطيع رئيس مجلس النواب تدوير الزوايا؟ لعل الاسابيع القادمة ستبيّن لنا الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وان شاء الله سيتصاعد الدخان الابيض لأنني انا بطبعي، رغم معرفتي القليلة ببواطن الامور واستحالة تأليف حكومة لأسباب اقليمية ودولية، لا ازال اراهن على حنكة وخبرة دولة الرئيس بري.

 

فالرئيس بري الذي اكّد تمسكه الكبير بالمقاومة برفقة مناضلين    تلتف حوله الى الآن، وقد كان المساهم الاول في تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي وادّت مواقفه العربية والاسلامية المشرّفة ومواقفه اللبنانية التي ترفع الرأس الى إحداث نقلة نوعية بالعمل السياسي في لبنان، ذلك ان الرئيس بري يتعاطى مع كل اللبنانيين على اساس انهم لبنانيون وحسب وليسوا مسيحيين ولا مسلمين ولا ابناء هذا المذهب او ذاك، فدولة الرئيس لا يعرف الطائفية ابداً وهو المتخرج من ثانوية الامام علي بن ابي طالب التابعة للمقاصد الخيرية الاسلامية والمتخرج من الجامعة اللبنانية وجامعة باريس الاولى السوربون، وقريب دوماً من عموم المسيحيين والمسلمين ويداريهم مع الاخذ بعين الاعتبار هواجسهم، ولن يقبل بعض  المتنورين من الشعب ان يفشلوا مبادرته من اجل رئاستهم او الوصول الى كراسي الرئاسة، فالوطن فوق كل المراكز والشعب لم يعد يستطيع تحمّل هذا الدلع السياسي، خصوصاً انه اصبح جائعاً وفاقداً لكل احتياجاته حتى دوائه.

 

فالرئيس بري خبير في العمل الوطني والسياسي ولن يستغرب مواقف البعض المتناقضة، مستهجناً ممارسة بعض الساسة في لبنان سياسية دفن الرؤوس في الرمال وهو يعرف ان البعض يحاول تفشيله اعتقاداً منهم انه سيصبح الاقوى وسيحقق ما يدور في خلده، ولكن يتناسى البعض ان الوطن ينهار والشعب جائع، فهم لا يريدون التنسيق معه لانه لا يجاريهم في مطالبهم.

 

فالرئيس بري الذي يجاري ويحافظ على كل المواثيق والالوان المذهبية والطائفية في البلد، لا يهمّه الآن سوى انقاذ الوضع.

 

والرئيس بري يعرف اكثر من غيره ان اتفاق الطائف وخصوصاً في هذه المرحلة لن تتغيّر بنوده ومن المستحيل تعديله وهو يعرف اننا حتى توصلنا الى اتفاق الطائف دفعنا ثمناً باهظاً حوالي مئتي الف شهيد والآن الرئيس بري يدعو للوفاق الوطني قبل فوات الاوان وقبل ان تجرى تحالفات واتفاقات دولية واقليمية ستنعكس سلباً على لبنان لاسمح الله، لذلك يحاول دعم الحريري وتأليف الحكومة بسرعة قبل فوات الاوان فيما الآخرين لا يهمّهم سوى مصالحهم وزبائنيتهم. روما تحترق والبعض يتفرج عليها.

 

الرئيس بري داعماً للحريري يعرف ان لا شيء يجمع اللبنانيين والعرب سوى فلسطين ولا يريد في سبيل المراكز والكراسي والسلطة خسارة النصر الذي تم تحقيقه مع كل حلفائه من المقاومين الاسلاميين والمسيحيين والعروبيين والوطنيين.واننا اذ نحيي مساعي الرئيس بري لانقاذ وطننا من جميع المشاريع الفتنوية التي تحاك له، نشدّ على اياديه ونتمنى له التوفيق خصوصاً انه رئيس لمجلس النواب ويدعم المشروع العابر للطوائف والمذاهب ولنقف وراء هذا المشروع وخصوصاً الآن في هذه الآونة المصيرية من وطننا للوصول الى الاصلاح والعدالة والمحافظة على سيادة لبنان ونفطه.

 

ونردد ما قاله الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وكرّم الله وجهه «اعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً».

 

ولذلك فإن الاولوية في لبنان يجب ان تكون لدعم مبادرة الرئيس بري لكي نتصدى لكل تلك المؤامرات التي تحاك ضد وطننا ولدعم القضية الفلسطينية ومواجهة الارهاب الصهيوني والتكفيري لانهما عملتان لوجه واحد.

 

وللرئيس بري نقول: كمواطن بسيط مستقل عروبي لا أنتمي لأي  جهة اقليمية او دولية أو محلية ولا انتمي سوى لوطني لبنان العربي ولقضيتنا الاساسية العربية فلسطين.

 

انت ميزان الاعتدال والانفتاح في هذا البلد، وانت صاحب المواقف الشهمة والوطنية. مع تأكيدي أنني لست من المداحين وأطبق مايقوله  ضمير لبنان الرئيس سليم الحص من أن على الانسان أن لا  يطلب شيئا لنفسه سوى لوطنه.

 

نفتخر بك وبحكمتك، لا تردّ على الوصوليين وشائعاتهم وانت من علّمتنا وتعرف اكثر منا من يكون هؤلاء ومن وراءهم، انقاذ وطننا هو الاهم والله ولي التوفيق.