لا شك في أنّ لذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين وقعاً عزيزاً وغالياً يتردد صداه كل عام.
هذه الذكرى أليمة على قلوب كل اللبنانيين وبالأخص على عائلته الصغيرة، أي على أهله وشقيقته وعائلات رفيقيه وعلى حركة أمل وعلى رأسها الرئيس نبيه بري.
هذه المناسبة صار عمرها 43 سنة لكنها تعيش معنا يومياً. إذ لا يمكن أن تمر وتنتسى لأنّ شخصية الإمام موسى الصدر لم تكن شخصية عادية، بل كانت شخصية تاريخية مميزة، كان من الممكن -لو لم تُغَيّب- أن تُغيّر الكثير من الأمور.
وبالعودة الى الكلمة المميزة التي توجّه بها الرئيس نبيه بري الى الناس، لا بد من التوقف عند بعض المحطات التي تحمل الكثير من الرسائل السياسية في كل الاتجاهات. إذ لم يوفر لا كبيراً ولا صغيراً، حتى يمكن القول إنّ فخامة الرئيس أصابه الكثير من الانتقادات البناءة، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود، لأنّ الجالس في القصر يعيش في عالم آخر، عالم خيالي ليس له أية علاقة بالعالم الذي يعيش فيه الناس. فعلى سبيل المثال وبالرغم من خطورة الأوضاع التي يمر بها لبنان، والانهيارات على الأصعدة السياسية والمالية والاقتصادية والسياحية والاجتماعية والحياتية مع انعدام شبه تام لسبل الحياة من أزمة المحروقات، الى أزمة الكهرباء، الى أزمة الافران. كل هذا وفخامة الرئيس لا يدري ماذا يحدث، إذ ان عنده اهتمامات أخرى، أهمها مستقبل صهره العزيز، أما مصلحة الشعب اللبناني فتلك مسألة فيها وجهة نظر وهي باتت في خبر كان.
والأهم من كل شيء تعيينات مأموري الأحراج التي «استولت على عقل ووقت فخامته» إذ ان هذه قضية مصيرية يتوقف عليها مستقبل الوطن. فما هذا يا فخامة الرئيس؟؟
بالعودة الى كلمة دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري نتوقف عند المحطات التالية:
أولاً: طلب العدالة وإنزال القصاص العادل في جريمة انفجار المرفأ، وأنّ لا حصانة لأي شخص متورّط. كذلك أكد انه لم يكن يوماً ضد رفع الحصانات ولكن ضمن القانون والدستور.
ثانياً: هناك بعض الجهات التي تحاول أن تستثمر بعضاً من القضايا المحقة لأهداف خاصة، وأهداف انتخابية رخيصة، وربما الى أجندات مشبوهة عليها كثير من علامات الاستفهام.
ثالثاً: المطلوب من المحقق العدلي تطبيق القوانين بدءاً من الدستور، وتوجه الرئيس إليه بالقول: «اسمع صوت العدالة لا من يهمس لك أو يهتف لك».
رابعاً: حذر دولته من أننا أمام محاولة موصوفة لاختطاف لبنان وإسقاطه من الداخل.
خامساً: دعا دولته الى المبادرة فوراً الى بند وحيد هو تنحية الخلافات مهما كانت أسبابها والإسراع في تشكيل حكومة هذا الاسبوع.
سادساً: لن نكون شهود زور حيال حفلة الإعدام الجماعي التي يتعرض لها لبنان يومياً، ويجب أن تكون أولوية الحكومة التي يجب أن تتشكل هي تحرير اللبنانيين من طوابير الذل والعار.
سابعاً: لسنا محرجين من أية مساعدة تأتي الى الشعب اللبناني باستثناء العدو الاسرائيلي…
أما الحديث عن البواخر الآتية من إيران والتي تحمل محروقات فقال: «أُبْدي ارتياحي وشكري لكل مساعدة».
أخيراً، أتمنى أن يتفهم «فخامتو» حرص وأهمية الكلام الذي وجهه دولة الرئيس إليه، فيضع المصالح الخاصة جانباً، لذا فليترك البحث عن مصير صهره، لأنه لن يستطيع مهما فعل أن يحقق له أي موقع بعد انتهاء عهده وسيكون طبعاً خارج التغطية.