وأخيراً حسمها العميد شامل روكز. لا في قضاء البترون بوجه عديله ولا في المتن الشمالي بوجه ابراهيم كنعان. سيبقى وفيّاً لكسروان ـ الفتوح، طامحاً في أن يمثّل القضاء مرة جديدة في انتخابات 15 أيار. ترشيح روكز يستدعي سؤالاً من حواضر البيت العوني: ماذا سيحصل لو أعاد نائب كسروان، قبل شهرين من الإستحقاق الإنتخابي، رفع صورته العملاقة، المشتركة مع العماد عون على طول بناية على أوتوستراد جونيه، المذيّلة بشعار “أنا شامل وشامل أنا”؟
لو فعل، سيصدر بيانان فوريان: واحدٌ عن الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر وآخر عن رئاسة الجمهورية. في البيان الأول استنكار لزج اسم رئيس الجمهورية في زواريب الحملات الإنتخابية وفي البيان الثاني تأكيد على حياد الرئيس ووقوفه على مسافة واحدة من جميع المرشحين في كل الدوائر الإنتخابية.
ولو نُسب إلى “بيّ الكل” كلام أبوي قاله في لحظة صفاء وجداني، وتناول فيه مرشحة التيّار، المؤهلة لوراثة مقعده النيابي: “ندى متل بناتي وبناتي متل ندى” لما ترددت الماكينة الدعائية في استثمار الشعار، أو أي شعار مشابه، كـ “كهربة قلبي بدّها بطارية، وندى بطارية قلبي”. إذذاك سيحمل منافسو لبنان القوي على إقحام القلوب المعذّبة في معركة الوزيرة الوفية ضد “قليل الوفاء”.
قبل أربعة أعوام، تناهى إلى مسامع أحد النواب الفائزين على لائحة التغيير والإصلاح منذ العام 2005 أنه لن يكون على لائحة “لبنان القوي” في كسروان، التي رُكبت بالتشاور بين الرئيس عون وولي عهده، فطلع عند الرئيس ليبلغه مجاملاً أنه لن يترشح مجدداً إلى الإنتخابات التشريعية. فسأله الرئيس عن السبب. فأجاب النائب بما معناه أن سنه لم تعد تسمح. طبعاً لم يشأ سعادته أن يغمز من قناة صاحب الفخامة وهما من العمر نفسه.
وكل من تم الإستغناء عن خدماتهم في التيار الأورنجي من حلفاء وتياريين، زاروا الرئيس وسمعوا نفس السؤال. لا يُلام الرئيس على تبنيه هذا المرشح أو ذاك، وهو مطلق نظرية أهمية امتلاك رئيس الجمهورية كتلة نيابية وازنة ليستحق أن يتمثّل في مجلس الوزراء، وذلك في معرض رفضه منح رئيس الجمهورية ثلاثة وزراء وليس لديه نائب واحد في البرلمان.
إنطلاقاً من هذا المعيار “العوني” فلا غضاضة في رفع شعار كسرواني جديد كـ “ندى متل بناتي” أو “ندى بطارية قلبي” ولا غرابة ولا عجب.