Site icon IMLebanon

وماذا قال نديم؟

 

 

لم يستغرب النائب “العلّامة” سليم عون “الغباء” المستشري على كل المستويات، لكن ما أثار استغرابه “الحقد الدفين” على رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، في ردّ من نائب زحلة على ما قيل في الذكرى الأربعين لاغتيال الرئيس بشير الجميّل، وهي ليست المرة الأولى التي يحمل فيها عون على الحاقدين ونافثي السموم، من دون أن يسأل نفسه عن أسباب ما يتعرّض له “فخامة الرئيس” وقد غمرت أفضاله ومحبته جميع اللبنانيين وجميع الأحزاب وجميع القوى. نبع محبة إرتوازي هو بيّ الكل.

 

زميل النائب عون في تكتل “الأقوياء” جيمي جبور كان مباشراً أكثر، فتوجّه إلى النائب نديم الجميّل بكلمات ليست كلمات: “انت ولد معاق عقلياً وبلا مربى، عالقليلة احترم ذكرى بيّك وما تفوّتها بزواريب هبلك… هيدي الذكرى مش ملكك والرئيس اللي كان رفيق بيّك إنت ما فيك تتطاول عليه والله يرحم اللي خلّف ومات”.

 

حتى غادة شريم عطا (وزيرة سابقة) استاءت من قلّة تهذيب نديم.

 

قد يكون نائب بيروت الشاب، زاد العيار قليلاً، على رئيس الجمهورية الراغب في البقاء في بعبدا في حال اكتشافه مؤامرة دستورية وهو الضنين بحماية الدستور كما يفسّره كبير المستشارين سليم جريصاتي.

 

والأصح أن الجميّل كال بمكيال الجنرال. استعمل لغته الشيّقة والشبقة، وحاول جاهداً التمثّل به. و”ردّلو الإجر”.

 

ففي 21 تشرين الثاني 2010 توجّه “رفيق بيّو” لنديم إلى عمّ نديم، رئيس الجمهورية السابق “المُفضِل” على عون كثيراً كثيراً بالقول: “يا شيخ أمين بعرفك منيح. لا إنت ولا كل اللي شايف حالك فيه ما بتوصل لتحت زناري”.

 

والنائب ميشال عون المستهدف في الأمس كرئيس، لم يوفّر في هجوماته رئيس الجمهورية ميشال سليمان ومن ينسى وصف سلفه بـ”متسوّل” الحقائب الوزارية، والسخرية منه كـ “رئيس لا يفعل شيئاً سوى البكاء”.

 

وعون “نفسه” لم يوفّر لا الياس الهراوي ولا رينيه معوّض. ألم يكونا رئيسي جمهورية شرعيين؟

 

وماذا عن الناس “الغشم” والسياسيين “الأوطى من بطن السقاية” و”الشعب الطز”، وذكريات الرابية؟

 

رغم عدم بلوغ النائب نديم الجميّل سن النضج السياسي، فما قاله في الأشرفية في لحظة انفعال، أقل بمسافات ممّا يقوله الناس المقهورون في كل مكان. وأقلّ بكثير مما يُكتب وينشر على مواقع التواصل الإجتماعي احتفاء بخريف العهد وانقضائه قريباً. إنصافاً للحقيقة كان الجميّل، إبن بشير، كما جبران والتياريين الأشداء، وفيّاً لمدرسة النائب ميشال عون في أصول التخاطب السياسي. وماذا قال نديم؟ ستين ألف عمرو ما يفل؟ بسيطة يا شيخ جيمي لم يقل نديم شيئاً.