يَتّجه النائب سامي الجميّل الى الجلوس على كرسيّ الرئيس المؤسّس لحزب الكتائب اللبنانيّة الشيخ بيار الجميّل في 15 حزيران المقبل، من دون معارضة تُذكر، لأنّ من كان يقودها سابقاً، أي النائب نديم الجميّل، قرّر عدم الاستمرار في المواجهة.
نديم الجميّل لـ«الجمهوريّة»: رئاسة سامي أمر واقع ولم نتقاسم الحصص والأقاليم يُعتبر تسليم جميع الكتائبيّين برئاسة سامي الحتميّة للحزب من دون انتظار نتائج الإنتخابات، إنجازاً للشاب الذي سيتولّى منصباً ثقيلاً، أسّسه جدّه الذي يُعتبر من أهم قادة المسيحيين، فأوصلَ رئيسَين للجمهوريّة، هما الشهيد بشير الجميّل، والرئيس أمين الجميّل.
لكنّ الإنجاز الأهمّ لسامي كان الحصول على تأييد نديم له، علماً أنّ نديم كان قد بدأ حركة اعتراضيّة داخل الحزب منذ أكثر من عام، وجالَ على المراكز والأقاليم الكتائبيّة، وأثبت مدى شعبيته داخل الحزب، وأنّه قادر على قلب الطاولة، خصوصاً أنه يتميز بقدرته على أن يكون صِلة ربط بين الكتائبيين والقوّاتيين، وعلى أن يجمعهما سوياً، ومهرجان عين الرمانة الأخير شَكّل أكبر دليل على ذلك.
لم يكن نديم طامحاً للترشّح للرئاسة، ويقول لـ«الجمهوريّة»: «هذا الأمر لا يهمّني، ولم أفكّر به يوماً، ولم أبحث حتّى في الشقّ التقني الذي يُلزم المرشّح أن يكون منتسباً منذ 15 عاماً الى الكتائب».
يرفض نديم أنّ يصف حركته الإعتراضيّة السابقة بـ»الإنتفاضة داخل الحزب». ويرى أنّ «سامي أصبح رئيساً للحزب، وهذا أمر واقع علينا أن نتعامل معه. لذلك، لم أفكّر كثيراً في الموضوع، والمهمّ مستقبل الوطن والمسيحيين والكتائب».
لم يحسم نديم أمره في حضور المؤتمر الصحافي يوم الاربعاء في بكفيا، حيث سيعلن سامي ترشّحه، على اعتبار أن لا مرشّح جديّاً في وجهه، والنتيجة محسومة سلفاً، لكنه يوضح في المقابل أنّ ما دفعه الى «حسم خياراته وفتح صفحة جديدة مع سامي، كانت أولاً الهموم والمشاكل التي يتعرّض لها الوطن، إذ يمكننا أن نجلس مع بعضنا ونطرح ككتائبيّين أفكاراً للمساعدة ولَو قليلاً على حلّ الأزمة، أمّا الأمر الثاني فهو وَضع المسيحيين في لبنان والشرق، وقدرتهم على لعب دور فاعل في اللعبة السياسيّة».
وإذا كان الملف الوطني والمسيحي أولوية، إلّا أنّ الشق التنظيمي كان مهماً في موقف نديم، حيث يؤكّد أنّ «سامي يترأس الحزب وفي نفسه ذهنيّة جديدة، وهي مشاركة الجميع في القرار وتطوير الكتائب وإدخال عنصر الشباب، بعيداً عن منطق الثأر. لذلك، قرّرت العمل معه لإنجاح مهمّته، لأنّ الوضع لم يعد يتحمّل خلافات. فوَضَعنا خلافاتنا جانباً لنَنطلق مجدداً، خصوصاً أنّ النوايا صافية، والإصرار على النجاح موجود».
بين الأمس واليوم، مرّ حزب الكتائب بخلافات كثيرة، كان أبرزها الصراع بين بشير وأمين، وأتت فترة الوصاية السوريّة وما رافَقها من تقسيم، ليتحرّر الحزب بعد العام 2005، لكنّ السؤال الأهمّ يبقى: هل الستاتيكو الجديد داخل الكتائب هو توازن نديم – سامي، أو انّ الكفّة ستميل لأحدهما على حساب الآخر؟ وكيف سيكون تقاسم النفوذ داخل حزب «الله والوطن والعائلة»؟».
ومن هذا المنطلق يجيب نديم: «لم أجلس مع سامي للتفاهم على تقاسم الحصص والأقاليم، فالجميع يعمل فريقاً واحداً، ولم نضع مثلاً إقليم الأشرفيّة والرميل والصيفي ضمن صلاحيّاتي، وإقليم المتن ضمن دائرة نفوذه، المهمّ نجاحنا سويّاً».
يتجنّب نديم الغوص في دور الكتائب بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» ومكانتها، ويعطي الأولوية للشأن الوطني، لا للصراع على الأحجام في الشارع المسيحيّ، ويتمنى أن تعود أرضية حزبَي الكتائب و«القوات» مشتركة كما كانت دائماً، لأنّهما يحملان المبادئ والقيَم نفسها.
أمّا عن مدى قدرته على الصمود في الكتائب في ظلّ رئاسة سامي، فيؤكّد: «طالما أنّ العمل جيّد ومثلما اتفقنا، فأنا باقٍ في الحزب مثل جميع الكتائبيّين، وإلى جانبهم».