هل انتهت المماحكات داخل حزب «الكتائب اللبنانية» اثر عملية التسلم والتسليم بين الرئيس امين الجميل ونجله النائب سامي الجميل والتي تمثلت باقامة عضو المجلس الكتائبي السابق رئىس اقليم الاشرفية ميشال جبور دعوى تطعن بالمؤتمر الكتائبي العام والترشيح اليتيم لبيار عطالله للحفاظ على العملية الديموقراطية كما قال يومذاك، وهل خبت النزاعات داخل البيت الجميلي المعروفة بين ابناء العمومة من الجليل الثاني والثالث اي بين سامي وابن عمه النائب نديم الجميل ورودي الجميل نجل بول الجميل ابن عم امين لزاما ام ان ثمة ملحقات تنتظر محطات مفصلية لهبوبها؟
اوساط المعارضة الكتائبية لا تملك جوابا واضحا عن المجريات الحزبية في المرحلة المقبلة، الا ان الثابت ان رودي الجميل خرج نهائىا من الكتائب ليؤسس تياره المستقل على خلفية خلافه مع سامي حول سلاح «حزب الله» الذي طالما هاجمه في كل المناسبات لحشد شعبوية في الصفوف الكتائبية، بينما يرى رودي الجميل ان سلاح المقاومة ضمانة للمسيحيين ونعمة الهية في زمن «داعش» وروافدها من الكفر التكفيري الذي استباح البشر والحجر في كل المناطق التي وصل اليها ليبقى السؤال يتمحور حول علاقة نديم بالحزب وبرئاسته لا سيما ان سامي حاول احتواءه ونجح في تمرير العملية الانتقالية لرئاسة «الكتائب»، حيث اشارت الاجواء الظاهرية وما طفا على المياه الكتائبية ان الطرفين يعملان وفق قاعدة «عفا الله عما مضى» وان الامور عادت الى مجاريها بين النسيبين في العائلة وفي الحزب وفي عبادة الله، الا ان احياء الذكرى 33 لاستشهاد الرئيس بشير الجميل في القداس الذي اقيم في كنيسة مار مخايل في بكفيا، حيث ركزت الكلمات على حلم بشير «ببناء وطن سيد حر مستقل على مساحة 1.452 كلم2» دفعت المراقبين لتشريح الكلمة التي ألقاها نديم في الذكرى لا سيما انه غمز بشكل قاس من عهد الرئىس الجميل من خلال سؤاله «كان بشير صاحب قضية فأين اصبح اصحاب القضايا اليوم؟».
وتشير الاوساط الى ان نديم «بقّ الماء الذي في فمه» وبقّ البحصة ايضا، متهما بشكل واضح الرئيس الجميل بأنه اضاع قضية بشير في بازارات السياسة وانه عمل لتحقيق مصالحه بدلا من التفرغ لبناء وطن، معيدا الى الاذهان الصراع المرير بين امين وبشير على زعامة الحزب التي نجح بشير في الامساك بها وفرض نفسه لاعبا متفردا في ادارة الاحداث داخل «الكتائب» وخارجها اثر الانتفاضة التي اخرجت «القوات اللبنانية» من رحم الحزب التاريخي.
وتقول الاوساط ان نديم توجه بخطابه الى عمه الرئيس موضحا: «ان المصائب التي حلت تواليا على لبنان منذ استشهاده وحتى اليوم ناتجة عن الابتعاد عن مشروع بشير»، ما يشير بطريقة مباشرة الى ان نديم حمّل الرئيس الجميل مسؤولية فشل قيام لبنان الذي اراده بشير اي «سيادة الوطن وكرامة الانسان»، مستطردا بالقول: «لو قيّض لبشير ان يحيا ويحكم لما كنا اليوم نشكو من دولة ضعيفة وادارة فاسدة وحكومة عاجزة ومجلس نيابي يمدد لنفسه»، ولعل اللافت ان نديم لجأ الى التصريح بدلا من التلميح في سوق التهم لعهد الرئيس الجميل ولم يخل كلامه من اخذ سامي «بطوفانه» عندما تساءل قائلا: «اي سياسي لديه سياسة واضحة وثابتة ومستقلة غير سياسة المزايدات والشعبوية والوصولية؟».
وترى الاوساط نفسها ان كلام نديم وان جاء عموميا الا انه استعمل اسلوب «اكلمك يا جارة لتسمعي يا كنة، ما يشير الى ان جذوة المماحاكات داخل البيت الجميلي الكتائبي مرشحة للاشتعال، وان الامور الخلافية بين ابني العم لم تنته بل ختمت على زغل، لا سيما ان نديم بطريقة او باخرى يطالب باحقيته في قيادة الكتائب ورئاستها، وان الظروف والمستجدات الزلزالية اثر اغتيال والده وحتى اليوم اضافت هذه الاحقية وانه مقتنع تمام الاقتناع بمقولة «لا يضيع حق وراءه مطالب» لا سيما ان المقربين منه يرون فيه انه كتائبي الالتزام لكنه قواتي الهوى. فهل موقف نديم سيكون موقف لحظة ام نقطة انطلاق لاستعادة «فردوسه المفقود؟».