Site icon IMLebanon

نعيم عون «ينتفض» على «جحيم» عون

«هناك توقيت لكل شيء».. جملة ردّدها القيادي في «التيار الوطني الحرّ» نعيم عون ابن أخ النائب ميشال عون صيف العام الماضي وتحديداً في منتصف شهر آب، بعد أن نشر مقالاً له في إحدى الصحف المحلية سجّل فيه موقفه من «التيار الوطني الحرّ»! إن الموقف في الحقيقة كان اعتراضاً وها هو نعيم عون يكّرر اعتراضه وإنما بطريقة مختلفة هذه المرة. فماذا يجري في كواليس الرابية؟

بالعودة الى العام الماضي، ففي 12 آب، وجّه نعيم عون كتاباً مفتوحاً الى قيادة «التيار» خرج فيه عن صمته ليعلن أنّ «التيار الوطني الحر» الذي ساهم مع بعض رفاقه في وضع أولى حجارته، مأزوم، قائلاً «ثمة أزمة ثقة بالذات.. وبالقيم والمبادئ، الشعارات الكبيرة صارت مجرد خدمة لمصالح صغيرة، زحمة متسلقين ممن باعوا أنفسهم..» لينهي كتابه المفتوح «بالدعوة الى عدم الاستسلام». رسالة عون حينها لقيت تأييداً في صفوف التيار الوطني الحر، ووصفها البعض بصرخة ضمير.

لم يعترض عون طلباً لموقع نيابي أو وزاري أو منصب في التيار أو في الدولة، فهو أكّد حينها أن الرسالة التي كتبها «تهدف إلى إنقاذ الوضع وإعادة التيار إلى المسار الصحيح»، ملمحاً الى أن «الخطوة الثانية تبقى رهن عدد من المحطات، أولها إقرار النظام الداخلي الذي لا تزال هناك نقطة واحدة لم يتفق عليها فيه، وتتعلق بصلاحيات المكتب السياسي ورئيس التيار.»

نجل أبو نعيم، معروف بالأب الروحي لـ«التيار الوطني الحر» في مرحلة نفي النظام السوري النائب ميشال عون الى باريس، إلا أن اسمه لم يكن قيد التداول الإعلامي الى أن كتب رسالته تلك ليكشف فيها «المستور» داخل التيار. 

وصلت الرسالة إلى الرابية. انزعج منها الجنرال عون، «ولكنه لم يناقشها مع نعيم، بل مع بعض النواب، الجنرال ما زال يقرأ المعطيات، ولم يقل كلمته الأخيرة بعد»، بحسب تعبير مصدر مطّلع. أقل من عام مضى على تلك الرسالة ويبدو بأن الجنرال لديه اليوم ما يقوله. فما كان ردّه؟

هذه المرة لم يرسل نعيم عون أي رسائل، فخطوته بزيارة عمّه في الرابية لم تلقَ إعجاب الأخير بمضمونها لدرجة بات التفكير في الانشقاق عن «التيار» وارداً!

زيارة نعيم عون لعمّه، وبحسب مصدر موثوق، أتت على خلفية عدم تحديد موعد لعقد مؤتمر عام لـ»التيار» لوضع النظام الداخلي وتوزيع المهام. وفي التفاصيل أنه حينما بدا واضحاً أن أي مؤتمر لن يُعقد، كان على عون القيادي أن يبحث مع عمّه في الأزمات التي يعيشها التيار على الصعد التنظيمية والسياسية والخيارات الاستراتيجية.

وفي فترة سبقت، وضع عون عمّه في صورة خطواته، وبأنه إن لم يحدد موعداً لعقد المؤتمر العام، فسوف يُصدر، بالتعاون مع بعض الكوادر في الداخل والمؤسسين في الخارج، بياناً يوضح فيه للرأي العام الوضع المزري الذي بلغه التيار والخلافات الداخلية في صفوفه في لبنان والمهجر، على أن يعلن في البيان انشقاق هؤلاء رسمياً عن الرابية، والعودة الى النضال بعيداً عن المكاسب السياسية وحتى المادية، بحسب المصدر.

اتصالات مكثفة أجراها النائب الآن عون ليثني قريبه عن خطوة الانشقاق مراعاة للأوضاع داخل التيار وداخل البلد. لكن ابن الأخ تمسّك بموقفه مؤجّلاً موعد إعلان عن الانشقاق شرط حصوله على موعد للقاء الجنرال في الرابية.

وبعيداً عن الإعلام، عُقد لقاء بين الجنرال وابن أخيه بحضور النائب الآن عون في الرابية بعيداً كل البعد عمّا يُعرف بـ «أهلية بمحلية». فالمصدر وصف اللقاء بـ«العاصف» حيث جاء ردّ الجنرال: «بناتي وأصهرتي أغلى من الجميع، ومن لا يعجبه، فليترك التيار، ما في خسارة«.

غادر نعيم عون غاضباً.. ويقول مؤيدوه أنه يحضّر لانشقاق علني في وقت قريب ويربط تحديد الوقت بالعمليات التحضيرية الجارية لتسجيل استنفار الغاضبين من «عائلية« الجنرال، كي يكون للانشقاق وقع أكبر على «التيار» ونهجه التنظيمي.

وتأتي زيارة نعيم عون بعد محاولات عديدة من مؤسسي التيار وقيادييه في الخارج إيصال رسالة مشابهة للجنرال من دون أن يلقوا أي ردّ، وتلك المجموعة تطلق على نفسها اسم Orange Reform.