IMLebanon

نعيم قاسم يُخيّر اللبنانيّين!  

 

يتجرّأ نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم على تخوين اللبنانيين واتهامهم بأنّهم مع إسرائيل إذا لم يكونوا مع حزبه الإيراني الخاضع للولي الفقيه الإيراني، ظاهر لفظ نعيم قاسم بكل «لؤمه» الذي يعرفه اللبنانيّون عن ظهر قلب «تخيير» لكنّه في الحقيقة «تخوين» وفرز للبنانيّين إمّا مع حزب الله وإما مع إسرائيل، وإن تلطّى خلف الثلاثيّة «البدعة» وهرطقتها المسمّاة «جيش شعب مقاومة»، وهي لغة مطّاطة كلّ الغاية منها تكريس بقاء سلاح حزب الله وحمايته من أصوات اللبنانيين المرتفعة والمطالبة إمّا بنزعه وإما بوضع استراتيجيّة دفاعيّة تضع قرار الحرب والسّلم في يد الدّولة اللبنانيّة.

 

آخر من يحقّ له «تخوين» اللبنانيّين وفرزهم واتهامهم بأنّهم مع إسرائيل، هو الشيخ نعيم قاسم وحزبه، فهم في الأساس نشأوا ونشأ حزبهم على العمالة لإيران، مختبئين خلف أكبر خديعة «عقديّة» تدّعي ارتباطاً دينياً وعقائديّاً بالوليّ الفقيه، لا يستطيع حزب يرهن لبنان وشعبه ومصيره لقرارات المرشد الإيراني وأجندته ومصالح دولته إيران بحجّة أنّها «الجمهوريّة الإسلاميّة» أو أنّها الممهدة لظهور «المهدي الإيراني» ثمّ يتجرّأون وبوقاحة شديدة على اتهام اللبنانيين بأنهم مع إسرائيل إن لم يكونوا مع إيران!!

 

لسنا عملاء مثلكم يا شيخ نعيم، نحن مع لبنان الوطن والدولة السيّد الحرّ المستقلّ برغم أنف من لا يريد هكذا، وبرغم أنف من يسعى منذ عقود لربطه بإيران ورميه تحت قدمي وليّ أمرها علي الخامنئي، أنتم اخترتم العمالة لإيران والولاء لها، ونحن اخترنا الولاء للبنان أولاً وأخيراً، وآخر ما يهمّ اللبنانيّين رأي حزب الله فيهم أو بماذا سيصنّفهم، «العميل» يظنّ كلّ الآخرين عملاء مثله، وبصراحة ليس هناك أوقح ولا أكثر لؤماً من الشيخ نعيم قاسم في حزب الله!!

 

يدفع لبنان اليوم ثمن اختطاف حزب الله له وتحويله إلى رهينة للمحور الإيراني، وعلى حزب الله أن لا يفكّر مجرّد تفكير  بتخيير اللبنانيّين وتخوينهم ومطالبتهم بأن يكونوا معه خصوصاً في هذه اللحظة الدوليّة الدقيقة، وتخويف اللبنانيين بالتخوين لن يجدي نفعاً، لبنان ليس مستودع لصواريخ طهران ولا منصة ولا جبهة لها باعتبار تباهي طهران بأنّها صار لها حدود ووصلت لأول مرّة في التاريخ إلى شواطىء البحر الأبيض المتوسط» من على أرض لبنان، أليست هذه تصريحات جنرالات الحرس الثوري وشمخاني ولاريجاني  وولايتي و»بطّيخ ممسمر»؟! نرجوكم؛ قليل من الاحترام لعقول اللبنانيين وذاكرتهم!

 

سبق وفعلها العام الماضي أمين عام حزب الله حسن نصرالله في خطابه في التاسع من محرّم العام الماضي عندما حدّثنا عن لحظة «حسم الخيارات» وأنّه «يا مع محور أميركا وحلفائها من الأنظمة العربيّة.. يا مع إيران وحلفائها»، «بدّن ما يواخذونا السيّد حسن والشّيخ نعيم» نحن مع لبنان فقط، ولتذهب كلّ المحاور إلى الجحيم وعلى رأسها محور الشرّ الإيراني!!

 

اللبنانيّون حسموا أمرهم فيما يخصّ حزب الله ومحوره الإيراني، فلم يعد بالنسبة إليهم «مقاومة» لأنّه توّرط  في استخدام سلاحه في الداخل اللبناني، مثلما هو متورّط في كلّ الملفّات القتالية التي تعني إيران في محاولتها للسيطرة على المنطقة وإعلانها بوقاحة أنّها تسيطر على أربعة عواصم عربيّة من بيروت إلى بغداد إلى دمشق إلى صنعاء!

 

لا يحقّ لمن رهن وطنه وهويّته وخانه كلّ يوم معلناً الولاء والتبعيّة لدولة أخرى أن يُنظّر على اللبنانيّين ويخيّرهم مهدداً بتوزيع تهم العمالة والخيانة عليهم، «عملاء آخر زمن»!!

 

ميرڤت سيوفي