IMLebanon

بكل سذاجة: لماذا تقاطعون؟

من غير المستغرب ان تكون آخر خلاصات الزعيم الجنبلاطي في حصر سبب الازمة الرئاسية بـ”حرب الوردتين” بين الجنرال عون والدكتور جعجع التي استعادها وليد جنبلاط بوصفها “سلبيتين لا تصنعان رئيسا” قد أغضبت ضمنا الجنرال والحكيم وهما على مشارف إنجاز طال انتظاره في “حوار النيات” علما ان ما يضفي التوهج على الحكم الجنبلاطي تزامنه مع مرور سنة على الشغور الرئاسي في ٢٥ ايار المقبل.

والحال ان شطرا كبيرا من الحقيقة يكمن في توصيف جنبلاط كما أيضاً في الغضب المرجح لعون وجعجع اللذين لا تروقهما النزعة الجنبلاطية التلقائية لتحميلهما غالباً خطايا الأزمات الداخلية المتّصلة بالمسيحيين. ولكن حلول سنة على الفراغ الرئاسي يدفع المسألة في اتجاه آخر يتجاوز التبادل بالنيران الشقيقة.

في ٢٥ أيار المقبل تطوى سنة على أكبر الإصابات البليغة التي مني بها النظام الدستوري والتي شرعت لبنان مجدداً على الرياح الكيانية فيما يغيب تماماً عن المسرح الداخلي سؤال بسيط جدا جرى إخفاؤه ببراعة الخبثاء أو بسذاجة البسطاء وترك المسرح لملهاة تملأ العيون بغبار الرتابة. ٢٣ جلسة نيابية في زمن الفراغ حتى الآن ولا من يسأل بعد لماذا يقاطع المقاطعون الجلسات ولماذا يسقطون النصاب؟ هو سؤال واحد برسم كتلتي العماد عون وحزب الله اللتين دأبتا على تعطيل الجلسات. ولكنّ أيا منهما لم تقدم منذ بدء المهلة الدستورية تبريرا منطقيا أو دستوريا للمقاطعة باستثناء توريات تحجب الهدف المعروف. ليس ابتكارا ولا استنباطا لجديد غير معروف القول ان الكتلتين حصراً تأسران النصاب والاستحقاق في مجلس النواب. ولم يعد خافياً أيضاً أن تلك “الخطيئة” الأصلية التي يتحملها رئيس المجلس وهيئة المكتب في تكليس نصاب الثلثين الدائم لعبت الدور الآخر المكمل للفراغ ولو من مقاصد مختلفة آنذاك عن اهداف المعطّلين. لكننا بتنا الآن امام دفق اخطاء وخطايا وارتكابات وانتهاكات دستورية لم يسبق للبنان ان عرف مثيلا لها حتى في تاريخ الحروب. نقف الآن على مشارف العراء الدستوري الكامل والشامل فيما تدور المناورات الداخلية المتهاوية والمتهالكة على نفسها لابتكار مزيد من الذرائع. وإذا كان للحقيقة الكاملة ان تنكشف فإننا نراها اولا من منظار تعطيل داخلي يحجب مشغلين إقليميين، كما من مستسلمين أو مستفيدين من الفراغ اسلسوا القياد للازمة، كما من عجز مسيحي هو اخطر ما تطل به قواهم ومراجعهم على امتحان وجودي غير مسبوق في الشرق.

ومع ذلك ألم يكن نصاب مجلس النواب لينقذ لبنان ورئاسته ومسيحييه من عجزهم؟ مّن تراه يسأل في ٢٥ ايار لماذا تقاطعون ولماذا تراكم تخشون اكتمال النصاب ما دمتم بهذه السطوة التي تتحكم بكل الواقع والنظام؟