عاد نجاح واكيم، أمس، 22 عاماً إلى الوراء، مستعيداً الأسباب نفسها التي جعلته يقاطع الانتخابات النيابية عام 2000، لتبرير مقاطعته لانتخابات العام 2022. «الانتخابات المقبلة التي سوف تجرى وفق القانون الحالي هي، مرة أخرى، عملية تدوير للنفايات السامة التي تفوح منها رائحة الدم والدمار والموت، وتمعن في تعميق الانقسامات العمودية، الطائفية والمذهبية، وفوضى الجدال حول القضايا الكبرى»، قال واكيم في مؤتمر صحافي أمس في مقر حركة الشعب.
موقف النائب السابق أعقب جلسات من المفاوضات بينه وبين عدد من الأصدقاء، منهم حزب الله، لترشيح شخصيات وطنية عابرة للطوائف والمناطق، تشكل في المجلس النيابي كتلة تتصدى لمشاريع الفتنة والتقسيم كما قال في حديث سابق لـ«الأخبار». لكنه أشار أمس إلى أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود. «حاولنا مع أطراف وأحزاب ومجموعات، يفترض أنها بطبيعتها عابرة للطوائف والمذاهب ومع قوى فاعلة ومقتدرة، تناهض المشروع الأميركي – الإسرائيلي في لبنان، ولم ننجح. حاولنا كثيراً كثيراً ولم ننجح».
لم يتأثر واكيم بالانتقادات أو العتب لرفضه عرض الترشح بمفرده على لائحة حزب الله وحركة أمل وحلفائهما في بيروت الثانية، كما فعل في انتخابات 2018، مؤكداً أنه «لو كان هدفنا تحقيق مكسب شخصي لكان الأمر ممكناً ومتيسراً. لكن أهدافنا الوطنية لا تختصر بكرسي مسوّس في برلمان مسخرة. وهل حصول فريق 8 آذار على نواب زيادة عما يحصل عليه الفريق الآخر، يشكل حلاً لهذه الأزمة القاتلة؟».
في ختام كلمة واكيم، اختنق بعض الرفاق بغصة لأن قدوتهم الذي قهر المنظومة بدخوله إلى البرلمان في انتخابات 1972، كأصغر نائب في عامه الخامس والعشرين، لا يقوى على مقارعة المنظومة نفسها بعد خمسين عاماً. غصة مناصريه يقابلها إصرار على عدم ترك السياسة. «منذ 22 عاماً، خرجت من البرلمان بإرادتي ولم أخرج من الشأن العام»، قال لـ«الأخبار»، لافتاً إلى أنه «ليست هناك دول وراءنا. لكننا في حركة الشعب، نحظى باحترام كبير لدى عامة الناس بسبب مصداقيتنا ووضوح موقفنا». وجزم بأن عدم الاتفاق مع حزب الله لن يؤثر في علاقته به: «الموقف من حزب الله كمقاومة على الصعيدين اللبناني والعربي ثابت لا يتغير».