يترافق الحراك النيابي على خط الاستحقاق الرئاسي، مع تصعيد لافت على الجبهة الجنوبية، في ضوء مناخ من التوتر الشديد على المستوى الأمني عموماً، فرضه الهجوم الإرهابي على السفارة الأميركية في عوكر بالأمس، وعلى الخط الرئاسي. وعن التطوّر المتمثِّل بحديث السفير السعودي وليد بخاري “عن تقدّم حثيث على طريق رئيس التسوية”، توضح النائبة “التغييرية” نجاة صليبا لـ “الديار” أن “لا أحد قد تناول مع نواب “التغيير” هذا الملف، وهناك غياب للمعلومات، ولكن الأجواء تشير إلى ضغط خارجي لتسريع حصول الاستحقاق الرئاسي، خلافاً للواقع الداخلي”.
وعن العرقلة الحاصلة في هذا الاستحقاق، تؤكد أن “الجميع مسؤول عن هذه العرقلة، لا سيما من يخوض الحرب، ويقوم كل سفراء عواصم القرار بمناشدته لوقفها، بينما في المقابل فإن الأقليات النيابية ليست مسؤولة عن الفراغ الرئاسي، لأنها لا تملك القدرة على الدفع باتجاه إجراء الانتخابات الرئاسية”.
وعن فريق الأقليات، تقول انها “الكتل المسيحية والدرزية في المجلس النيابي”.
وبالنسبة لأي لقاء محتمل بين كتلة “اللقاء الديموقراطي” ونواب “التغيير”، قالت: “هذا الأمر ليس واردا، “لأنه لم يحصل أي اتصال بين الكتلتين، وربما سيقتصر تحرّك نواب الحزب “التقدمي الاشتراكي” على الكتل النيابية الكبرى، خصوصاً أن ما من عنوان لهذا التحرك وهو ما أكده نواب “اللقاء الديموقراطي”، الذين قالوا أنهم سيسعون لكي تتواصل الكتل النيابية مع بعضها بعضا”، وهنا، تسأل “ما إذا كان وليد جنبلاط يقدّم خدمة للموفد الفرنسي جان إيف لودريان، من خلال التواصل مع كل الأحزاب”؟
وعما هو حاصل من لقاءات في الدوحة، رأت أن القطريين “مستعجلون على الاستثمار في الغاز في لبنان، ولذلك فهم يساهمون في تسريع إجراء الانتخابات الرئاسية، من أجل التعجيل بعملية الاستثمارات في الغاز. وبالتالي، من الملاحظ أن هناك صراعاً بين قطر والسعودية على القيام بدور مؤثّر في المنطقة، وخصوصاً أن الثروة النفطية، كما سائر الاستحقاقات في لبنان، قد خرجت من يد اللبنانيين ويتم تقسيمها على أطراف المنطقة، بينما في المقابل ينتظر المسؤولون اللبنانيون التحركات الخارجية، من دون الاهتمام بأي ملفات أخرى تهمّ اللبنانيين مالياً وصحياً وبيئياً واجتماعياً”.
وعن ملف النزوح السوري والخطة الحكومية لمعالجتها، تسأل عن أسباب الصمت إزاء ملف النزوح اليوم بعد الضجة الكبيرة في الأسابيع الماضية، فهل زال التهديد الوجودي للبنان؟ ولماذا بات ملف النزوح مغيّباً عن اجتماعات اللجان النيابية والنقاش الحكومي، فهل يعود هذا الأمر إلى أن الحكومة قبضت المليار يورو، والتزمت الصمت”؟
وفي هذا المجال، تشير إلى “حالات نزوح مماثلة في عدة دول في العالم، حيث نجحت كل دولة في حل هذه المشكلة، ولذلك، علينا الاطلاع على خطط هذه الدول من أجل تطبيقها في لبنان، ومقاربة ملف النزوح بطريقة علمية، ومن خلال استراتيجية تكون قادرة على تقديم الحلول في السنوات المقبلة، لأن الحل الذي يبدأ اليوم قد يستغرق ربما خمس سنوات لمعالجة المشكلة”.
وعن المخاوف من حرب “إسرائيلية” في ظل التهديدات الأخيرة والتصعيد “الإسرائيلي” الميداني، تؤكد أن “المعلومات التي سمعناها في نيويورك في كانون الثاني الماضي تتحدث عن حرب “إسرائيلية”، وعندما أتت الوزيرة الكندية للتحذير من هذه الحرب، بحثت أيضاً كيفية إخلاء أكثر من 250 ألف كندي يعيشون في لبنان، وذلك في أكبر عملية إجلاء تحصل بتاريخ كندا. ولذلك، منعت الحكومة الكندية كل الكنديين من أصل لبناني من المجيء إلى لبنان هذا الصيف، مما يدل على أن عواصم القرار تأخذ على محمل الجدّ جبهة الإشغال في الجنوب”.
وعن مشاركتها في مؤتمر عقد في الصين، يعنى بالسياسات الأكاديمية والتربوية، تقول صليبا “مثّلت لبنان ورفعت العلم اللبناني في هذا المؤتمر، والذي يتناول كيفية مواجهة التحديات التربوية في الجامعات، وكانت لي مداخلة كأول إمرأة عالمة بيئية وأكاديمية وناشطة برلمانية، كما إنني اطلعت على طريقة عمل الصين التي ستكون قادرة على احتلال العالم من خلالها”.