في العالم وحوله موجات جديدة من «كوفيد19» بمتحورات «غريبة عجيبة»، كالتسونامي تفتك بالبشر آخذة بدربها الحجر، اما في لبنان فاستحقاقات ومواقف من بعبدا إلى السراي، وما بينهما وحولهما، ومتحورات تأكل الأخضر واليابس مكملة على ما بقي من حجر، يجمع بين الحالتين، الخشية من السيناريوهات الكارثية». فالحركة بلا بركة» تتسيد الملف السياسي الداخلي بكل مندرجاته، في انتظار خروج قطار الانتخابات الرئاسية عن سكته، فيما «الترقيع ماشي» في «الكهربا والتلفون والانترنت»، والوعد باجراءات اقتصادية «مسوك قلبك والحقني»، في بلد شعبه «بلا مخ مش من هلق… من زمان».
فيوما بعد يوم، ومع اقتراب نهاية العهد، يزداد تفكيك الازمة صعوبة وتعقيدا، مع صب تعطيل المتضررين الزيت الدائم على نار الخلافات العميقة بين اهل الحكم حول الأساسيات والبديهيات لقيام المؤسسات وانتظام عملها، ليزيد من طينها بلة الكيمياء المفقودة بين أركان البيت، حيث يعمل كل واحد منهم بمنطق «قبور بيك والحقني»، و»الشاطر بشطارتو»، مقتطعا لنفسه مساحة يلعب فيها ومحمية يبني على انقاضها، لم يكن ينقص دليل عليها سوى حملات «الزجل» على خط ميرنا الشالوحي السراي، رغم أن اي من طرفيها لم يبق بعد بحصته، مكتفيا بتمرير الرسائل امام زواره واصدقائه.
مصادر سياسية متابعة شككت في قدرة الرئيس المكلف على تشكيل حكومة، معتبرة ان هناك صعوبة كبيرة في الموضوع، نتيجة الصراع السياسي القائم على السلطة، وتحديدا على التحكم بواقع الامور والفراغ المرتقب الذي سينجم عن عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وسط صراع بدأ منذ اليوم بين القوى المختلفة على من سيحكم لبنان خلال هذه الفترة، وما كلام معراب حول عدم التسمية والدخول في الحكومة سوى المؤشر على ذلك، كما ان معارك رئيس التيار الوطني المفتوحة ضد الجميع هي بدورها برهان آخر.
من الأخر و «لما نخبي السموات بالابوات»، وعملا برأي «صهر العهد» وتتمة لرؤيته، فان رئيس حكومة تصريف الأعمال «المغلوب على أمره»، كان وسيبقى مستقتلا للعودة الى السراي حاضرا ناضرا دائما ابدا، جاهزا لكل فصول المسرحية، حاملا ازميله لتدوير زوايا خلافات بدأت منذ اليوم الاول لوصوله، ومستمرة في ظل سعيه لوراثة بعبدا، المسلمة بأن الوقت ما عاد للعمل، بقدر ما بات لتأمين انتقال للسلطة والأزمة وملفاتها سواء للصهر او غيره، لا فرق وفقا لمصادر متابعة.
فساكن السراي، حساباته من العيار الكبير، عنوانها العريض وراثة الساحة السنية مع تداعي الحريرية السياسية، فابن طرابلس الذي خاض معارك بالطول والعرض للوصول إلى الرئاسة الثالثة، كمحطة لمشروع «الميقاتية السياسية»، هدفه حفظ مكان في العهد الجديد، كرئيس حكومة وحيد اوحد. حلم بدا يتهاوى بدوره، في ظل التغييرات الكبيرة والدراماتيكية التي تشهدها المنطقة، والنقلة الاميركية النوعية تتابع المصادر.
فالنظام سقط، وكلُّ واحد «عم يفتش» عن مصلحته في دولة «كل مين ايدو الو»، لتنتهي ثلاثية ميشال عون لربط النزاع مع الضاحية، تماما كما انتهت ثلاثية ميشال سليمان، فالجمود الحكومي مرشح للاستمرار إلى أجل غير مسمى، وإذا كان أحد لا يشك في أن التيار الوطني الحر فهم الرسالة جيدا، فإن الأهم بالنسبة إليه في مكان آخر… «وهون قصة تانية اكبر بكتير»، تبدأ بخطوط الترسيم ولا تنتهي بنصاب «غب الطلب» وفقا للارقام والمصالح… فالى حينه كلام كثير سيرمى في سوق السياسة ليبيع ويشتري المزايدون.