تشاور رئاسي وسنّي لدريان…والسعوديّة تتكتم عن “مُرشحها الحقيقي”!
بعد توقف لفترة لاكثر من عام، وبعد تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي والنيابي والحكومي منذ 8 اشهر، عاد “نادي الاربعة الحكومي” ليجتمع، ولكن هذه المرة من دون “ضلعه الاساسي والرابع” الحريري.
تؤكد اوساط سنية واسعة الإطلاع على الاجتماع الثلاثي عموماً والحراك السني خصوصاً، ان رمزية اللقاء وإنعقاده في دارة ميقاتي في بيروت، رسالة دعم “رمزية” لشخصه اولاً، وثانياً لدعم صلاحيات رئيس الحكومة واتفاق الطائف، ومواكبة لمؤتمر الاونيسكو الذي نظمه السفير السعودي وليد البخاري، وصولاً الى تأكيد ان تولي حكومة تصريف الاعمال بحده الضيق هو امر ملزم دستورياً، ولا يصادر حق انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وتؤكد الاوساط ان اللقاء ليس موجهاً ضد العهد السابق او النائب جبران باسيل تحديداً، بل هو مظلة ساسية وإستكمال التشاور الذي بدأه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى في 24 ايلول الماضي، وضم غالبية النواب السنة في برلمان ايار 2022.
وفي هذا السياق، تؤكد الاوساط ان الطائفة السنية في لبنان لها رأي ايضاً في الملف الرئاسي، ولكنها تتبنى الموقف الشرعي والسياسي الذي يمثله دريان. وتكشف الاوساط ان مفتي الجمهورية يستكمل مفاعيل لقاء 24 ايلول النيابي، ويقوم بالتشاور السني والرئاسي، مع مرجعيات دينية وسياسية وحزبية وجمعيات دينية واجتماعية وصولاً الى وزراء ونواب ورؤساء حكومات سابقين.
وتشير الاوساط الى ان السنّة يتبنون فكرة المرشح التوافقي، ولكنهم يؤكدون انه لا يجب ان يكون “معادياً” للخط العروبي، وان يعيد علاقات لبنان العربية والخليجية ،لا سيما مع السعودية. وتكشف الاوساط انه حتى الساعة لم تتبلور اي فكرة جديدة للقاء سني جديد في دار الفتوى، ولكن كل الامور مفتوحة ،لا سيما ان لا مرشح رئاسياً محدداً عند دار الفتوى او القوى السنية المؤثرة. ويذكر هنا، انه حتى الساعة لم يتوصل النواب السنة الى التأييد الكامل للنائب ميشال معوض وحتى غيره، ولذلك بقيت الاصوات التي نالها تحت الـ47 صوتاً.
في المقابل، تؤكد اوساط على تماس بالقرار السعودي تجاه لبنان، ان لا مستجدات رئاسية لدى الرياض، رغم التشاور بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد محمد بن سلمان،
وتشير الاوساط الى ان السعودية وسفيرها لم يفصحوا حتى الساعة عن مرشحهم “الحقيقي”.
وتلفت الاوساط الى انه لولا “رضى” السعودي والبخاري لما ترشح معوض، رغم ان الرياض تدرك تماماً ان حظوظ وصوله الى بعبدا ضعيفة للغاية، في ظل وجود “فيتو” من حزب الله و”الثنائي الشيعي” عليه. كما تكشف ان لا “فيتو” سعودياً على اسم قائد الجيش جوزاف عون كمرشح تسوية ليملأ الشغور في بعبدا، لكن الرياض لن تبادر الى طرحه او طرح اي اسم آخر!