IMLebanon

هل ثبّت ميقاتي كلام باسيل بدعمه لفرنجيّة ؟ 

 

 

رغم الموقف السعودي الحالي من أي مرشّح لرئاسة الجمهورية تعتبره مُقرّبا من حزب الله، أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن دعمه بقوة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، موقف يطرح علامات تعجب واستفهام!؟ لكن وفقاً للعارفين يَعتبر ميقاتي أن فرنجية بحال وصوله الى سُدة الرئاسة عليه تحمّل المسؤولية بكيفية التعامل مع المملكة وفتح الأبواب معها، وفي ما يخص العلاقة مع باقي الدول فهو شخصية براغماتية يستطيع تدوير الزوايا وتوسيع شبكة العلاقات الخارجية، أما في الداخل فهو لديه قدرة على فتح حوار مع كل المكوّنات، وفي ما يتعلق بكلام ميقاتي عن ثنائية بري- فرنجية، يَظهر وكأنه يُثبّت الكلام الذي قاله باسيل حول هذه العلاقة، لكن يفسّر المقرّبون منه قوله إن المقصود من هذا الكلام أن بري وفرنجية يشكّلان ثنائية متناغمة تخدم بذلك مصلحة البلد مع فريق سياسي حكومي جديد على عكس طبيعة العلاقة بين عون وبري التي عطّلت البلد.

 

لكن على المقلب الاخر، ورغم قول ميقاتي إنه لا يريد أن يعود لرئاسة الحكومة في العهد الجديد إلا أنه من خلال تبنّيه لترشيح فرنجية بهذا الشكل بالإضافة الى أنه شخصية شمالية، يظهر طموحه ببقائه طوال عهد فرنجية ركناً أساسياً، عدا  سبب التقرّب من سوريا من خلاله وبخاصة أن المسار الخليجي سيكمل باتجاهها أيضاً وصولاً للسعودي، ولعلّ الدعوة التي تسلّمها ميقاتي من المملكة لحضور القمة العربية الصينية في الرياض في التاسع من شهر كانون الأول، يعتبرها خطوة إيجابية باتجاهه فيُسوِّق لنفسه ويساعد فرنجية في مساعيه لتسويق نفسه أمام المملكة.

 

أما عن تعاطي القوى الوازنة في البلد مع هذا الملف وتحديداً حزب الله الذي لم يبلّغ أحداً لا بالرفض ولا بالقبول به كما يُقال، ومن يُسقِط تجربة التعاطي مع الرئيس ميشال عون على أي مرشح اخر اليوم، عليه أن يعلم أن الظروف مختلفة عن تلك المرحلة، لكن هناك ثابت وحيد بين الأمس واليوم ذُكر على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله منذ ٦ سنوات أن الحزب لا يُرشِّح أحداً، هو فقط يتبنى ترشيح أحد الأشخاص، أما عن ظروف ترشيح العماد عون التي تجتمع فيه كل هذه العوامل، فهو كان مرشحاً بالأساس وأقوى شخصية مسيحية في ذلك الوقت، وكان واضحاً التنسيق والتعاون بينه وبين حزب الله، ونظراً للاختلاف بين الأمس واليوم ما زال حزب الله صامتاً حتى اللحظة رغم كل المواقف التي تُنسَب له.

 

لكن السؤال الذي يُطرح: هل سيتبنى الحزب ترشيح فرنجية مثلما تبنى ترشيح عون أي هو أو لا أحد؟ أم أن هذا الأمر يعود للظروف؟ بمعنى إذا لم تتهيأ الظروف لوصوله فهل سيبقى متمسكاً به؟ والسؤال الأهم: هل حزب الله مستعد لضرب علاقته بباسيل من أجل فرنجية؟؟

 

هذا سؤال المرحلة… ومن يريد أن يعرف الجواب، يحتاج فقط أن يعرف كيف يُفكِّر حزب الله..