كما نكست الاعلام في المقار الرسمية على رحيل الرئيس حسين الحسيني، الذي «اخد معه» اسرار الطائف وخفاياه، كذلك غابت الحركة والنشاط عن تلك المقار، التي لم يخرقها سوى زيارة قائد الجيش العماد جوزاف عون الى عين التينة، بعد جولة له في الضاحية الجنوبية، حيث يقال انه بحث احد بنود جدول اعمال مجلس الوزراء الذي قد لا يكتب له ان يمر في حال قام وزراء حزب الله بالانسحاب من الجلسة.
وفيما تعيش البلاد على وقع الصعود الصاروخي للدولار، الذي ربطه الكثيرون بتحقيقات الوفد القضائي الاوروبي، احتلت جلسة مجلس الوزراء طليعة الهموم السياسية حيث الانظار متجهة الى الخطوة التي قد يتخذها التيار الوطني الحر ردا على قرار حزب الله بالمشاركة المشروطة وتامين نصاب جلسة مجلس الوزراء.
وبحسب مصادر متابعة فان «الاية انقلبت» فبعدما كان الجميع في انتظار الخطوة التي سيتخذها التيار في تسمية اسم بديلا للورقة البيضاء، لياتي الرد من حزب الله بتامين نصاب الحكومة، سارت الامور بالعكس، اذ وفقا للمعلومات فان المشاركة في الجلسة وان مشروطة ببند الكهرباء فقط فان النتيجة واحدة، ان البياضة لن تجعل الامور تمر مرور الكرام وهي سترد حتما.
وتابعت المصادر بان زوار رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون يلمسون في كلامه «غضبا» كبيرا وعتبا شديدا على حارة حريك، متوعدا بانه لن يسكت هذه المرة على تحدي عقد جلسة لمجلس الوزراء، ففي المرة السابقة ترك الامور في عهدة البطريرك الماروني للمعالجة الا ان هذه المرة المسالة مختلفة.
اوساط التيار الوطني الحر اشارت الى ان رئيس حكومة تصريف الاعمال حاول «التذاكي» في حل اللجنة الرباعية التي طالب باعتمادها وآلية عملها ، في محاولة منه لعزل التيار الا انه فشل في مسعاه، مشيرة الى ان حزب الله حر في خياراته، تماما كما التيار الوطني الحر، فلكل من الطرفين مبرراته ودوافعه في الاصطفاف الى الجانب الذي يراعي مصالحه ومصالح الدولة والبلد وفقا لرؤيته، متسائلة عن نيات الرئيس ميقاتي المبيتة خلف رفضه الرد على اتصالات وزير الطاقة المعني الاول بملف الكهرباء.
ورات الاوساط ان المطلوب للخروج من الازمة الراهنة تفعيل الاتصالات والحوار بين الاطراف لانتخاب رئيس للجمهورية ينهي الشغور ويعيد تشكيل السلطة من جديد، وهو المخرج الوحيد المتاح اليوم، داعية الى عدم الاحتجاج بمسالة مصالح المواطنين وحقوقهم، «فالحريص عليها لا يسمح بان يصل سعر الدولار الى خمسين الفا والحبل على الجرار».
واعتبرت الاوساط ان ميرنا الشالوحي سايرت الحزب كثيرا ووقفت على خاطره في كثير من الامور بما فيها مسالة مكافحة الفساد مراعية مصالح الحزب داخل الطائفة، الا ان الامور اليوم تتعلق بمسالة الصلاحيات والدور المسيحي، وهما امران لا مجال للمساومة او التفاوض عليهما، او التنازل في شانهما، بعدما عادت رئاسة الجمهورية مكسر عصا، معتبرة ان الحد الادنى من التوافق المسيحي متوافر وان بطريقة غير مباشرة.
وختمت المصادر بان رهانات البعض على ضرب التيار وقيادته في الشارع خاسرة سلفا ، ملمحة الى ان قواعد التيار باتت معبأة وجاهزة للتحرك في الشارع متى حان الوقت، فما لم ياخذوه زمن كان الرئيس عون في بعبدا، لن يحصلوا عليه اليوم في رهانهم على لعبة الوقت والفراغ، وما تم تحصيله من حقوق هدرت سابقا لن يسمح بضياعها من جديد.
فعلى ما تراهن حارة حريك؟ وما هي دوافع اطمئنانها الى ان الانفجار مع ميرنا الشالوحي لن يحصل؟ وما هي ضماناتها؟ لا شيء واضح سوى ان المقربين من الحزب يجزمون ان الاخير لن يضحي بتفاهم مار مخايل مهما كانت الظروف. فهل «يبلع الصهر الموس» ؟