اليوم السبت ٢٩ نيسان ٢٠٢٣ احببت القيام بزيارة افتراضية لدولة الرئيس نجيب ميقاتي في منزله والحديث معه عن التطورات المحلية والاقليمية والدولية المؤثرة في الواقع اللبناني، وذلك لانني اعاني من الريبة و عدم اليقين حول ما يدور من احداث ومواجهات واتفاقات، وخصوصا بعد ان استعادت القضية الفلسطينية مكانتها في الخطاب الرسمي العربي بما هي قضية العرب الأولى عشية القمة العربية في السعودية مما يوحي عن مبادرة سلام جديدة تحاكي مبادرة الامير فهد للسلام ١٩٨١ ومبادرة الامير عبدالله للسلام في قمة بيروت ٢٠٠٢، ولا بد من استيضاح الرئيس ميقاتي لرفعة اتصالاته العربية والاقليمية والدولية ومشاركته في القمة العربية القادمة.
الاجتماع البالغ الاهمية حول القدس الذي عقد في الجامعة العربية في ١٢ شباط بحضور الرئيس السيسي والملك عبدالله الثاني والرئيس محمود عباس والذي استبق اجتماعات العقبة وشرم الشيخ بمشاركة اميركية مصرية اردنية اسرائيلية فلسطينية من اجل احتواء الانفجار المتوقع في شهر رمضان المبارك، فجاء التفجير من جنوب لبنان وجرى احتوائه وتم منع اليهود من دخول المسجد الاقصى، وتميزت لقاءات القيادة السعودية في مكة المكرمة بالعشر الاواخر مع رئيس السلطة الفلسطينية وقادة حماس والرئيس ميقاتي كان في طليعة من زاروا مكة المكرمة في شهر رمضان المبارك.
زيارة الرئيس ميقاتي يوم السبت لها عندي مكانة رفيعة حيث اللقاء العفوي المتواضع والاستفادة من اهتمامات دولة الرئيس المتنوعة، وسنتحدث في هذا اللقاء الافتراضي عن التطورات السودانية ومآلاتها مع احتمال تدخل عسكري دولي وخصوصا انها تذكرنا بتحولات الربيع العربي في العام ٢٠١١ لجهة عدم وجود اي توقعات مسبقة لاحداث السودان، مما يجعلنا نتهيب مفاجآت اخرى في ساحات متعددة واحداث موجة تغييرية غير متوقعة كما حدث ايام الربيع العربي وذلك بموازاة الاصطفافات الدولية والاقليمية الحادة حول منظومة الدول المتشاطئة في البحر الاحمر من تحديات سد النهضة الاثيوبي الى تعقيدات العملية السياسية في اليمن، وكذلك الصراع حول منظومة شرق المتوسط وقد نشهد الكثير من المفاجآت.
خلال الزيارة الافتراضية ساحاول الابتعاد عن موضوع الاستحقاق الرئاسي في لبنان وتقاطعاته البالغة الحدة والخطورة، بعد ان اصبحت كل مشاكل المنطقة وحلولها متقاطعة مع انتخابات رئاسة الجمهورية من قضية فلسطين الى القضية السورية الى قضية النزاع اليمني وتقسيمات بلاد الشام الى اصطفافات حرب اوكرانيا الى الحرب الباردة بين الصين واميركا الى مستقبل قادة الاتحاد الاوروبي الى حلف الناتو الى الكتلة الانغلوساكسونية الجديدة الى المجموعات الاسيوية المحاذية للصين الى الانتخابات الرئاسية الاميركية الى تاثيرات اسقاط حكومة نتنياهو ونتائج الانتخابات الرئاسية التركية وملهاة زيارة الوزير الايراني بعد ان تحول لبنان من جديد الى ساحة استعراض ومواجهات عربية ودولية واقليمية تدور حول انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية.
الزيارة الافتراضية هذا السبت تاتي مع مطلع شهر ايار اللبناني المليء بالمحطات الدقيقة من عيد العمال العاطلين عن العمل في ١ ايار، الى عيد شهداء لبنان والصحافة في ٦ ايار وقد مات لبنان والصحافة، والذكرى الخامسة عشرة لاحداث ٧ ايار المشؤومة ٢٠٠٨، والذكرى الخامسة والسبعين للنكبة العربية الفلسطينية في ١٦ ايار ٤٨، والذكرى الاربعين لاتفاق ١٧ ايار ٨٣ والذكرى الثالثة والعشرين لانسحاب إسرائيل من لبنان في ٢٥ ايار ٢٠٠٠.
واتمنى ان لا اكون قد اثقلت على دولة الرئيس ميقاتي في هذه الزيارة الافتراضية مع خالص المودة والتقدير…