Site icon IMLebanon

هذا ما “يطبخه” رئيس حكومة تصريف الأعمال

 

 

في الاقليم يزداد المشهد ضبابية على وقع طبول الحرب التي تقرع، وحركتها الاميركية المتسارعة، من خلال نشر اسراب المقاتلات والقطع البحرية الاضافية، وسط تطورات اميركية داخلية زادت من طين الازمة الاقليمية بلة، مع اتهام السلطات الاميركية لباكستاني مرتبط بايران بمحاولة اغتيال المرشح الجمهوري دونالد ترامب، وعودة الملف النووي الايراني الى الواجهة، بداية مع تصريحات بلينكن عن مدة اسبوعين لامتلاك طهران القنبلة النووية، وهو ما المح بعض حلفائه الى انه بات امرا واقعا، والتقارير المتلاحقة التي ترفعها المخابرات الاميركية الى وكالة الطاقة الذرية، لتكتمل الصورة باتهام طهران باستهداف قاعدة عين الأسد في منطقة الرطبة وبالتحديد في بلدة البغدادي، على الحدود السورية العراقية لجهة العراق، بصواريخ أكثر تطورا عما كان يستعمل سابقا، ما ادى الى وقوع إصابات في صفوف العسكريين الأميركيين بينها إصابات خطرة.

 

غير ان هذه الاستعدادات، وما يرافقها من تطورات، تبدو  مضبوطة على قرار واحد يصدر عن طهران. فكيف ستتصرف ايران؟ هل تضرب بقوة لتفتح المنطقة على المجهول؟ او تنفذ ردا مضبوطا لا يتخطى الخطوط الحمر، وفقا لرغبة حليفها الروسي؟

 

لا جواب حاسما حتى الآن. لكن الاكيد ان الضغوط لم تأت ثمارها بعد، بدليل كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى الاسبوع على اغتيال القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر، الذي اعاد الحديث باسم قوى المحور، متوجها للخارج والداخل على السواء، الذي اطل بين حدي العمليات والعمليات المضادة على الجبهة الجنوبية، والحرب النفسية في بيروت التي تبدأ بالتصاريح والتهديدات، ولا تنتهي بجدار الصوت وترويعه.

 

ففي السياق العملاني لخطاب السيد اعاد تأكيد المؤكد، رغم ان جمهوره المتشوق كان ينتظر منه اعلان ساعة الصفر، التي يبدو ان موعدها لم يحن، وان كان المح الى ان الرد بدأ، متوقفا عند نقاط ابرزها:

 

– جزمه بان الرد آت “قويا وفاعلا من إيران وحزب الله واليمن”، معتبرا ان هذا الرد قد بدأ وان اول مرحلة منه هي الانتظار القاتل الذي تعيشه “تل ابيب” والذي يستنزفها سياسيا وعسكريا واقتصاديا.

– يقينه ان احدا في المحور لا يرغب بالحرب الشاملة، لذلك على الولايات المتحدة الاميركية ان تقنع “تل ابيب” بـ “بلع” الرد القادم واحتوائه، والا “اهلا وسهلا بالحرب”.

 

– تأكيده ان ايران ملزمة بالرد بعدما انتهكت سيتدتها، وحاول الاحتلال اهانته من خلال اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية على اراضيها، تماما كما فعلت في المبدأ يوم استهدفت قنصليتها في سوريا، ما يسقط كل النظريات والمعلومات عن رضوخ ايراني للضغوط الروسية او غيرها.

 

– اعتباره انه ليس مطلوبا من ايران وسوريا الدخول بقتال دائم ، ولكن المطلوب منهما الدعم المعنوي والمادي والسياسي والعسكري والتسهيلات.

 

– ابقائه مسألة اذا كان الرد موحدا ام لا عالقا، في اطار الحرب النفسية التي يمارسها المحور ضد “اسرائيل”.

 

– تشديده على ان ‏التصميم والقرار والعزم موجودون ، والتصرف بروية وبشجاعة وليس بإنفعال ، ما يؤشر الى ان الاهداف منتقاة بدقة، وقد تكون مفاجئة للقريب قبل العدو.

 

– توجهه نحو قوى الداخل المعترضة على سلوك الحزب وخياراته، مؤكدا ان مصلحتها ان لا تربح “اسرائيل”، داعيا “معارضي” الحزب الى عدم طعنه في الظهر، لان انتصار المقاومة لا يخيف، وقد “جربوها من قبل” عام 2000.

 

– تركيزه على اهمية الحرب النفسية التي تخاض ضد الحزب، داعيا خصوم الداخل الى ان لا يكونوا شركاء فيها.

 

وفيما لغة الحرب طاغية، مع تزاحم التحركات الديبلوماسية في المنطقة لمنع الانجرار الى حرب إقليمية، نقل عن مصادر السراي حديث عن تسوية كبرى يعمل عليها، خلاصتها وفقا للمصادر المعنية، التطبيق الكامل للقرار 1701 الذي من شأنه ان يترجم استقرارا طويل الأمد، سبق أن تمت مقاربته خلال ما تم بحثه مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين طيلة الأشهر الماضية حول ترسيم للحدود البرية، مشيرة الى ان الاطار العريض للتسوية قد وضع، وهو بانتظار بعض اللمسات الأخيرة عليه لإنجازه، حين تنضج اللحظة الاقليمية التي قد يحتاج تمريره الى ان يكون “عالسخن”.

 

لكن مصادر ديبلوماسية ممطلعة وموثوقة اشارت الى ان لا حل بين لبنان و”اسرائيل” قبل الاتفاق على “الصفقة” ووقف اطلاق النار في قطاع غزة، وانسحاب الجيش “الاسرائيلي” منه.