Site icon IMLebanon

نجيب ميقاتي الثالث بعد الزيارة الثانية

 

مرّتان تولّى فيهما نجيب ميقاتي رئاسة الحكومة. الأولى بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لتمرير المرحلة الصعبة وإجراء الانتخابات النيابية.

 

والثانية بعد ان تمت الاطاحة بالابن سعد الحريري وحكومته خلال زيارته البيت الأبيض للقاء الرئيس باراك اوباما.

 

في الحالتين بدا الميقاتي وكأنه بديل مدروس للحالة الحريرية في عمليتي الإلغاء والإنهاء. وفي الحالتين كان هناك من القوى من يُفَضِّل ابن طرابلس الصاعد في عالم المال والأعمال على العائلة الصيداوية البيروتية التي لمع اسمها في الحياة السياسية والعمرانية. تلك القوى التي تمتد من بقايا النفوذ السوري الى “حزب الله” وحليفه التيار الوطني الحر دفعت بالميقاتي الى الواجهة على حساب عمر كرامي فور اغتيال الحريري، وبعد اقالة نجله سعد كررت فعلتها في ابعاد كرامي لمصلحة ترشيحها ميقاتي عشية صدور تقرير المحكمة الدولية الخاصة بلبنان!

 

مرّ الكثير من الوقت منذ رحيل حكومة ميقاتي الثانية، وكانت احداث السنوات الثماني حافلة، جعلت الرئيس السابق شريكاً في نادي رؤساء الحكومات، قريباً من الحريري ويأخذ برأيه ويسانده طوال فترة تكليفه تشكيل الحكومة وحتى يوم اعتذاره.

 

لم يعد ميقاتي يوم تكليفه رجل العام 2005 ولا رجل العام 2011. لم يبارح علاقاته وارتباطاته المتينة السابقة، بل عزز شبكاته في كل اتجاه، لكن الجديد في تموضعه السياسي هو التزامه بمسار نادي رؤساء الحكومة السابقين، وبيانهم الأخير بمناسبة تكليفه ليس مجرد تصريح في الهواء.

 

والجديد أيضاً هو تلك الشراكة التي تبدو عميقة مع الحريري، في ظروف ادت فيها المزايدات المذهبية والطائفية الى جعل اي تنازل غير مبرر انتقاصاً من حقوق هذه الجماعة او تلك… وهذا بعض ما يجري التعبير عنه صراحة او خلسة في اوساط طائفة رئيس الحكومة في اتهام لقيادات طائفية اخرى بالانتقاص من موقع الرئاسة الثالثة.

 

ينطلق ميقاتي من هذا المشهد ليحاول النجاح في ما لم ينجح فيه الحريري. وفي مساوماته مع شركائه القدامى في بعبدا وحارة حريك سيكون ظل شريكه الجديد في بيت الوسط ماثلاً بقوة. فهل يسمح الذين منعوا الحريري من تشكيل حكومته، لميقاتي، بتشكيلة تظللها بعض المعالم الحريرية؟

 

امس قام ميقاتي بزيارته الثانية الى بعبدا بعد التكليف، فلنكمل العَدّ بانتظار التأليف ان شاء الله و…