Site icon IMLebanon

ما رفض الحريري إعطاءه في 13 شهراً أعطاه الميقاتي في أسبوع  

 

 

فعلاً رفض الرئيس سعد الحريري التساهل بإعطاء الثلث المعطل، لتشكيل حكومة، باعتبار أنّ هذا الأمر هرطقة، يريد أن يستعملها فخامة الرئيس للتهديد بأنه قادر على أن يقيل الحكومة في أية ساعة يشاء.

 

وبالرغم من جميع المحاولات التي قام بها فخامة الرئيس، ومعه فخامة «رئيس الظل» بقي الرئيس الحريري صامداً ورافضاً التنازل أمام هذه الهرطقة الدستورية.. لا كما يدّعي فخامته ويردّد، يومياً من ان الرئيس الحريري كان يقدّم له لائحة بأسماء الوزارات وأسماء الوزراء لكنها لم تكن لا ميثاقية ولا دستورية، وهذه الاسطوانة كرّرها فخامته لأنه أراد التهرّب من تشكيل الحكومة.

 

وكُلّف نجيب ميقاتي، وكنا ننتظر أنه سوف لن يحيد عن الاتفاق الذي جرى بينه وبين رؤساء الحكومات السابقين والذي كان هو من ضمنهم… وحصل على تأييد ترشيحه على هذا الأساس، ليتبيّـن لاحقاً أنّ دولته لم يكن صادقاً في وعده، وهو يعلم ذلك علم اليقين، وللدلالة على ذلك نسأل:

 

أولاً: عندما اتصل دولته بالاستاذ جمال كبي ابن المرحوم جميل كبي، المتواجد في دبي حيث يعمل هناك في البنك الدولي ويحتل مركزاً مرموقاً، وطلب منه أن يكون وزيراً في حكومته. كما طلب منه أيضاً أن يتصل ويأخذ موعداً لمقابلة فخامة الرئيس، لأنّ فخامته يحب أن يجري «فحصاً» لأي وزير يريد أن يدخل الحكومة.. وهذه البدعة لم تكن موجودة حتى قبل «الطائف». لكن القصة لم تكتمل عند لقاء فخامته مع الاستاذ جمال كبي، بل فوجئ الأخير باتصال من مكتب الصهر العزيز يطلب منه أن يجتمع به، وأعلمه مدير مكتب «الصهر» أنّ الصهر يرغب بالاجتماع مع كل وزير يريد أن يدخل الحكومة. هنا كان ردّ المهندس جمال كبي حاسماً: «أرفض الاجتماع مع الصهر».

 

هنا تلقى اتصالاً من دولة الرئيس ميقاتي يقول له فيه: «ماذا فعلت يا جمال لقد طيّرت نفسك من التوزير». فكان جواب جمال: «من قال لك إني أرغب في تلبية مثل هذا الطلب الذي أعتبره إهانة لك، لأنّ المفروض أنك أنت يا دولة الرئيس من يشكل الحكومة ويعرضها على فخامته، ويتشاور معه، ولكن الحقيقة كما قال الرئيس بري لفخامته عندما طلب منه أن يؤيّده لانتخابات الرئاسة فرفض الرئيس بري قائلاً «لا أريد أن أنتخب رئيسين».

 

المصيبة الثانية ان هناك مشكلة بين الصهر يوم كان وزير خارجية، وطلب من أمن الدولة أن تفتش الموظفين وتحجز «الموبايل». هنا رفض أمين عام الخارجية الاستاذ هاني شميطلي وجرت «خناقة» مع عناصر أمن الدولة الذين كانوا يحاولون أن يحصلوا على «الموبايل». ومنذ ذلك الوقت والصهر يريد أن يعطي المدير العام درساً في الطاعة. وعندما جاءت الوزيرة السابقة السيدة زينة عكر، ولم تكن ترغب في إشعال فتنة قرّرت عدم اتخاذ أي قرار بحق أمين عام وزارة الخارجية. أما عندما جاء الوزير الجديد عبدالله ابو حبيب فلم يطلب الصهر من الوزير الجديد شيئاً، بل اتفق مع دولته لأنّ الأمين العام للخارجية من الطائفة السنّية، وهكذا أجاب دولته الصهر بالقول: «سمعاً وطاعة» يا سعادة الصهر العزيز كل شيء يمكن أن أنفذه فأوامرك نافذة ولا أرضى أن تزعل»..

 

يا حسرة على هكذا مسؤولين يبيعون ويشترون، فقط من أجل البقاء على الكرسي.

 

أمّا حقوق الطائفة والتوازنات، وأمّا الرضوخ لفخامته ولصهره العزيز، فإنّ ذلك أمراً آخر.

 

لا شك في أنّ المسلمين وفقوا باختيار دولته، والخير في القادم من الأيام.