Site icon IMLebanon

ميقاتي يُقيم توازناً بين بعبدا وبيت الوسط و«نادي رؤساء الحكومات»

«المستقبل» ينتقل قريباً من التهدئة الى المواجهة وشدّ العصب

 

في الشكل عبرت الحكومة  الثقة بمرونة،  وتوجه الرئيس ميقاتي لاجراء أولى الخطوات على طريق الإنقاذ واصلاح الوضع اللبناني، الا ان  ذلك لا يعني ان طريق الحكومة سيكون خاليا من العقد والعرقلة التي ستأتي من الداخل أولا من القوى السياسية حتى لو كانت ممثلة في الحكومة، اما لأهداف تتعلق بانتزاع الحصص في التعيينات او بهدف المنافسة السياسية.

 

حصلت الحكومة  على ثقة  «البلوكات» الكبرى في مجلس النواب،  ومنهم  «تيار المستقبل» والتيار الوطني الحر، الا ان علاقة «المــستقبل» بالحكومة لا تزال ملتبسة  على الرغم من تصويت غالبية نواب «التيار الأزرق» لها وعدم صدور مواقف اعتراضــية مهمة من قبله تجاه ميقاتي او الحكومة.

 

في حين يسود الغموض ايضا العلاقة بين ميقاتي ورئيس التيار الوطني الحر النائب  جبران باسيل،  ويصعب من اليوم توقع عدم حصول اشتباك بينهما في المرحلة المقبلة، خصوصا ان التناغم كان مفقودا بينهما قبل ثلاث سنوات، وبالعودة  الى الماضي، فان تكتل لبنان القوي  كان مؤيدا وحليفا أساسيا لـ «تيار المستقبل» كما يبدو الوضع بين ميقاتي والفريق العوني اليوم، مما يطرح تساؤلات حول ما اذا كانت التجربة ستتكرر  وتنتهي علاقة العهد وفريقه مع ميقاتي كما حصل في حكومات الحريري.

 

وفق مصادر سياسية، فان المسألة والظروف تبدو مغايرة اليوم، فحكومة ميقاتي أتت نتيجة قوة دفع وتوافق اقليمي لاجراء اصلاحات والمساعدة في وقف الانهيار ، والمؤكد أيضا ان  ميقاتي يريد مسارا هادئا لحكومته بعيدا عن الخضات كي لا تتحول الى حلبة ملاكمة، ولذلك فالمرجح ان يقيم توازنا بين بيت الوسط وبعبدا، ولا يكون طرفا معاديا لأي طرف، ويحرص على مسافة واحدة بين بعبدا وبيت الوسط من دون ان يهمل «نادي رؤساء الحكومات السابقين».

 

بالمقابل، ترى المصادر ان موقف ميقاتي لا يعمم على الآخرين، فـ «المستقبل» يغلب التهدئة مع السراي وترك الحكومة تنصرف الى العمل والاصلاحات، لكن هذا الموقف يمكن ان يسقط عند أي تحول سياسي، وكلما اقتربت الإنتخابات النيابية التي سيخوضها بشراسة سيهاجم الجميع، بعد ان سقطت تحالفاته مع القوات والتيار.

 

غياب سعد الحريري عن جلسة الثقة كان معبّرا، كما اعطاء الكلمة للنائبة بهية الحريري دون غيرها من اجل عدم توتير الأجواء والتشويش على الحكومة، لكن الأمر قد لا يطول كثيرا حيث سيكون «المستقبل» ملزما  على استعادة زمام المبادرة.

 

الحريري ملزم بإجراء حسابات معينة، صحيح ان له حصة مموّهة في الحكومة بوزيرين  ومتوافق مع ميقاتي على ثلاثة وزراء، الا انه عمليا خارج السلطة، فيما خصومه ممثلون في الحكومة، مما يرتب ذهابه الى معارضة العهد والتيار الوطني الحر  لشد العصب الشعبي مع عدم التعرض للحكومة الا عندما تخطىء  محققا مجموعة أهداف،  فهو يتجنب من جهة الاحتكاك مع ميقاتي  ويقوم بشد العصب الجماهيري لتياره قبل الانتخابات بعد ان تلاشت الحريرية السياسية ، لانه خسر سياسيا ووقع ضحية سوء ادارة فريقه السياسي ونتيجة المتغيرات ، في حين نجح ميقاتي بالوصول مرة ثالثة الى السراي.

 

بالنسبة الى المستقبل يفترض اعطاء الحكومة الحالية فرصة على الرغم من بعض التحفظات.

 

تشكل الانتخابات المقبلة تحديا لـ «المستقبل» لاعادة لملمة قواعده مما يرتب فتح أبواب المواجهة  مع التيار  في المرحلة المقبلة، فيما سيكون ميقاتي منصرفا الى نجاح حكومته ليحوذ على الثقة الدولية.