IMLebanon

ميقاتي يتريّث بزيارة دمشق قبل نتائج الجهود الفرنسية لفتح طريق الرياض امامه

وساطات مصرية – اردنية – اماراتية دخلت على الخط … هل تنجح في مساعيها ؟! –

 

فيما تتجه انظار الداخل والخارج الى اداء الحكومة الميقاتية، والى مدى قدرتها على تحقيق ولو جزء بسيط من الانجازات الضرورية والاصلاحات، إستدارت الآمال بعض الشيء ، بسبب معاودة ارتفاع سعر الدولار مقابل العملة الوطنية، بالتزامن مع رفع الدعم، مع ما ينتظر الحكومة من مفاوضات صعبة مع صندوق النقد الدولي، لانّ الامر لن يكون سهلاً بالتأكيد، طالما لا يوجد مقابله ما يسارع في الحصول على المساعدات.

 

وعلى الخط السياسي، تقول مصادر سياسية قريبة من رئيس الحكومة، انه لا يبدو مرتاحاً لانه يتريّث في إتخاذ اي قرار، في ظل تطويق اكثرية الدول العربية لحكومته، وللبنان بصورة عامة بسبب عدم رضاهم على الحكومة، التي يطلقون عليها تسمية «حكومة حزب الله»، وينطلقون من هذا العنوان برفضهم إستقباله لغاية اليوم، مع عدم إرسالهم اي مساعدات حتى الغذائية منها، والادوية وادوات الطبابة والاستشفاء، وبدورها تغيب المناطق السنّية ايضاً عن تلقيّ المساعدات السعودية، خصوصاً منطقة التليل في عكار، على الرغم من الكارثة التي حلّت بها من جرّاء إنفجار صهريج المازوت، وسقوط الشهداء والجرحى، ما يؤكد الرفض السعودي لكل ما هو لبناني بشكل عام، الامر الذي يطرح سلسلة اسئلة حول ما تقوم به الرياض تجاه لبنان.

 

وفي سياق ما يحكى عن زيارة ميقاتي الى سوريا، اشارت المصادر نفسها الى انّه يتخوّف من تلك الزيارة، بسبب التداعيات الدولية التي قد تنجم عنها، كما ستشكل له المضايقات من بعض افرقاء الداخل، وريثما يتضح الموقف السعودي اكثر، على الرغم من رفض الرياض التعاون مع حكومته، وفق ما نقله الفرنسيون عن وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، ولذلك يترّقب ميقاتي نتائج المفاوضات السعودية – الايرانية، إضافة الى نتائج الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسية تحضيراً لزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قبل نهاية العام، وافيد بأنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الاردني عبدالله، ووليّ عهد ابوظبي محمد بن زايد، بدأوا بمهمة الوساطة مع السعودية، على ان تتبلور نتائجها خلال اسبوعين.

 

ووفق المصادر، فانّ ميقاتي يفضّل الرضى السعودي اولاً، اما الرضى السوري فقد بدأت معالمه تتضح، مع بدء الزيارات من قبل بعض وزراء حكومة الرئيس حسان دياب، التي نالت الموافقة الاميركية قبل ذهابها الى دمشق، مع الاشارة الى انّ الزيارات اللبنانية إنطلقت ولن تتوقف حين تدعو الحاجة، كما انّ رئيس المجلس الاعلى اللبناني – السوري نصري خوري، ينشط منذ فترة على جبهتيّ بيروت ودمشق، وبالتالي فالعاصمة السورية ليست بعيدة، لا بالمساحات الجغرافية ولا السياسية، والمشكلة في هذا الاطار تحّل بسرعة، ويلزمها فقط خطوات معدودة، لذا يمكن تأجيل زيارتها، اما الرياض فتحتاج للكثير الكثير كي تظهر الصورة الحقيقة، وتلاقي الجهود الشاقة نجاحها في حل هذه المسألة.

 

وفي هذا الاطار،تشير المصادر الى ان مواقف رئيس الحكومة تؤكد، بأنّ سياسة الانفتاح التي يتبعها خصوصاً على العالم العربي، ستفي بالغرض المطلوب ولو بعد حين، خصوصاً بعد تصريحه «بأنّ لبنان لن يكون منصّة ضد إخوانه العرب بأي شكل من الأشكال»، في المقابل تتعاطى السعودية مع الملف اللبناني، من خلال حسابات تحوي الجفاء السياسي المطلق حيال لبنان، بسبب خلافاتها مع حزب الله، لكن كل هذا أثر على سياستها ومناصريها في الشارع السنيّ اللبناني، الذي يتحمّل تداعيات ما يقوم به بعض الافرقاء، فيما المطلوب عودة الرياض الى الساحة اللبنانية، لانها تخسر يومياً من شعبيتها ورصيدها.

 

في غضون ذلك، ووفق المصادر، فالمملكة تنتظر نتائج الانتخابات النيابية المرتقبة في لبنان، لمعرفة هوية الغالبية النيابية المقبلة، خصوصاً النتائج التي سيُحققها الافرقاء المعارضون لسياسة حزب الله.