«نادي الاربعة» صامت بعد فشل رهانه على تكليف ميقاتي على غرار الحريري
لم يعد «نادي رؤساء الحكومات السابقين» يتمتع بالوهج الذي حمله لفترة، خصوصاً حين كلّف الرئيس سعد الحريري، بتوّلي هذه المهمة من جديد، اذ تميّز حينذاك بتوافق كليّ، مع هؤلاء الرؤساء او «نادي الاربعة»، وبدعم مطلق من دار الفتوى التي اعطت بدورها الانطلاقة الاولى لذلك «النادي»، فبات كتكتل نيابي يعقد الاجتماعات، ويطلق البيانات التي لا تخلو من الردود اللافتة، والتي حوت في معظمها معالم الحرب السياسية، خصوصاً مع العهد والتيار الوطني الحر، فبدت خلال تلك الفترة التي سبقت اعتذار الحريري عن تولي الحكومة، كالناطقة ضد رئيس الجمهورية وفريقه.
في المقابل، كان الرئيس نجيب ميقاتي يتلقى الهجومات من قبل رئيس الجمهورية ورئيس «التيار»، ويرّد عليها باندفاعة ودعم كبير من «نادي الاربعة»، خصوصاً مع بدء طرح اسمه للتكليف، ومن ثم لقاءاته ال 14 في قصر بعبدا، حيث كان التناحر يسبقه والخلافات خلال تلك اللقاءات، وحينئذ اعلن انه والحريري على وفاق تام، وأنّ رؤساء الحكومات السابقين يعملون كقلب واحد ولا شيء يفرّقهم، لكن وبعد ولادة حكومته، التزم ميقاتي الصمت، فبات هادئاً لانه لا يحب الكلام، بحسب مصادر سنية، ويفضّل المواقف الوسطية، كما غابت عندئذ لقاءات «النادي» وتصريحاتهم حتى الفردية منها، اذ وعلى ما يبدو كان الرهان خصوصاً من قبل الحريري، ان يبقى تكليف ميقاتي لوقت طويل، على غرار ما جرى معه، لكن النتيجة اتت معاكسة، والهدف تسجيل نقاط وإثبات الزعامة، خصوصاً اذا نجح في مهمته، وهو اليوم اتخذ هذا القرار وسيمضي به، حتى تحقيق خرق ما في السياسة اللبنانية وفي هذه المرحلة تحديداً، التي تتطلب مهما شاقة.
الى ذلك، ينطلق صمت «نادي الرؤساء السابقين» من رهان آخر ايضاً، على حد ما تقول المصادر السنية، وهو فشل الحكومة الميقاتية كي يفشل العهد بدوره، في حين انّ انتصار ميقاتي يعني انّ الرجل خرق الفشل، الذي ساهم فيه الجميع من دون استثناء، لكن وفي حال فاز رئيس الحكومة بهذا الدور الصعب، ستكون «الطحشة» كبيرة ولن يسلم منها احد، لانه سيكون اول البارزين في هذه النقلة النوعية، وخصوصاً في حال استفاد من منصبه وقام بكل واجباته تجاه اللبنانيين ، سيكون المنتصر الاول، واولى التداعيات ستتجه نحو الحريري الذي لطالما فشل، وساهم العديد في إفشاله خصوصاً العهد والتيار الوطني الحر بشخص رئيسه جبران باسيل، الذي سجّل اهدافاً في مرمى الحريري، الامر الذي ساهم في إفشاله مرّات عديدة، حتى انّ بعضهم خصوصاً خصومه بدأوا بالتحدث عن إقفال بيت الحريري السياسي، وفي المقابل يشير بعض مناصريه الى انه راجع اقوى، وهذه مرحلة وتمّر لانّ صناديق الاقتراع ستقول كلمتها في الربيع المقبل، وسوف يتحدثون عن الخاسر والرابح، وحينئذ ستكون المفاجآت للجميع.
في غضون ذلك تلفت مصادر ميقاتي، الى انه معروف بسياسته المنفتحة على الجميع لانها مكسب له، وهو حليف وخصم شريف في آن معاً، وديبلوماسي لبق بعكس ما يشيّع البعض عنه، وسوف يتمسّك بموقعه الوسطي ويدرس كل خياراته، ولن يعتمد اي سياسة خاطئة من شأنها إعادة التناحرات الى المواقع السياسية اياً تكن. على ان يلتقي بـ «نادي الاربعة» حين تدعو الحاجة، رافضة ما يقال عن فرط هذا «النادي»، لانّ عدم اجتماعهم لا يعني انهم باتوا في خبر كان.
لكن اليوم تشكلت الحكومة، تقول مصادر ميقاتي، وفي حال حصل اي شيء من شأنه إلحاق الضرر بلبنان، فالاجتاعات ستكون مفتوحة، كما انّ مساندة ميقاتي ستكون حتمية بالتأكيد من قبل هذا «النادي»، خصوصاً انّ الالغام التي تحيط به كثيرة، والمطلوب رؤية واضحة وصادقة من الجميع، كيلا تضيع فرص هذه الحكومة التي يراهن عليها الداخل والخارج، لذا يجب ان تعطى الفرصة لكي نرى ما الذي ستحققه، ولا يجب ان نحكم عليها منذ الآن، ولننظر الى الدور الذي سيقوم به رئيس الحكومة، انطلاقاً من محاولاته فك الحصار الدولي عن لبنان، وبعض حصار الدول العربية، من خلال جولته التي بدأها قبل ايام بزيارة العاصمة الفرنسية ولقائه الرئيس ايمانويل ماكرون، في محاولة لتحقيق ما يصبو اليه، مروراً بإمكانية تحقيق بعض الانجازات والاصلاحات التي وعد بها، اي باختصار القيام بورشة إنقاذية للبنان، لكن على الجميع اي كل الافرقاء والاحزاب مساعدته لتحقيق هذه المعجزة.