“المعابر غير النظامية اكتشفناها بعد دخول صهاريج المازوت الايراني”، قال ميقاتي لبرنامج “الحدث” مفجّراً مفاجأة نوعية. قبل عبور الصهاريج الإيرانية المظفّر كانت المعابر غير الشرعية عذراء ومجهولة وغير مكتشفة. الرئيس ميقاتي هو أول مسؤول يكتشف وجود معابر غير نظامية كمعبر حوش السيد، منذ حوالى الثلاثة أسابيع. ونطالب بوضع لوحة تذكارية هناك تؤرّخ الإكتشاف. لم يشاهد السيد رئيس مجلس الوزراء اللبناني يوماً شاحنات ذخائر ومدافع وجهاديين تعبر الحدود عبر المعابر غير النظامية، باتجاه سوريا، في قوافل لها بداية وليس لها نهاية، للمشاركة في حرب الدكتور بشار الأسد ضد البشرية وإرهاب داعش وتمرّد نصف شعبه عليه. ظن ميقاتي أن “حزب الله”، إعتمد كما دائماً العبّودية والمصنع (جديدة يابوس) وتل كلخ والجوسية ( بمنطقة القصير) والعريضة ذهاباً وإياباً. ودفع مليارات الليرات كرسوم جمركية عن كل صاروخ ذكي وكل شحنة ذخائر… نصف اللبنانيين تناقلوا فيديو القافلة الكبرى الداخلة إلى الأراضي السورية قبل سنوات. الرئيس ميقاتي كان من النصف الثاني الذي يرى ما يريد. حسناً وأي إجراء سيتخذه مجلس الوزراء بعد هذا الإكتشاف؟ لا شيء بالتأكيد. وماذا سيفعل المجلس الأعلى للدفاع الساهر على السلامة الحدودية؟ لا شيء أيضاً. فإن عقدت حكومة “معاً للإنقاذ” والمجلس الأعلى للدفاع اجتماعاً مشتركاً برئاسة السيد الرئيس لمناقشة مسألة المعابر غير النظامية، فسيسفر الإجتماع الموسّع هذا عن “لا شيئين”. سلطة الدولة المطلقة محصورة بالمعابر النظامية، من هنا قوة موقف ميقاتي في آخر إطلالة متلفزة. إذ أكد أن “لا يمكن لـ”حزب الله” الإعتراض على المعابر النظامية”، لكن ماذا يفعل لو اعترض “الحزب” عليها؟ لا شيء. سيعرب عن حزنه على الأرجح.
ومن اكتشافات الرئيس ميقاتي بعد حديث رئيس المجلس التنفيذي لـ”حزب الله” السيد هاشم صفي الدين التوجيهي، أن “حزب الله” يمكنه في أي وقت شن معركة لتطهير المؤسسات من رجس الشيطان الأكبر. كما اكتشف فضيلة “التطنيش”.
واكتشف الرئيس ميقاتي أن رئيس وحدة التنسيق والإرتباط الحاج وفيق صفا شخصية خطيرة يمكنه أن يهدد أي قاضٍ، مهما علا شأنه، من دون أن يجرؤ أحد على الإدعاء عليه. لم يكن يعرف عن الحاج وفيق سوى كونه ناشطاً سياسياً مثله مثل أي سياسي، مثل بيار عيسى وواصف حركة وعمر حرفوش وغيرهم.
واكتشف رئيس الحكومة في أقلّ من شهر، أن السيد رئيس الجمهورية لا يثق به، ففي كل لجنة تُشكل يصر عون أن يتمثّل فيها. حتى لجنة البناية في فردان التي يرأسها ميقاتي لعون فيها عيون وآذان.
لا أعرف الرئيس ميقاتي تمام المعرفة، وقد اكتشفت، من خلال تتبع مقابلاته، أنه “طيّب القلب”، طيّب جداً.