Site icon IMLebanon

غلطان بالعنوان

 

 

غلطان بالعنوان رئيس الحكومة المشلولة نجيب ميقاتي.. يسعى إلى توسيط الولايات المتحدة وفرنسا وقطر مع المملكة السعودية والبحرين والكويت والإمارات، علها تتراجع عن قرارها بقطع العلاقات، في حين أن عليه العودة أدراجه إلى الداخل اللبناني حيث موطن العلة الفعلية.

 

مصيبة لبنان ليست في قطع دول الخليج علاقاتها وسحب سفرائها. مصيبة لبنان في هذا الإنهيار التدريجي بسبب مصادرة قراره وتقويض أسس الدولة والمؤسسات فيه، بحيث أصبح دولة فاشلة لا تقوم لها قيامة قبل القطيعة وبعدها.

 

وكأننا كنا في الفردوس لو لم يصدر هذا القرار.. أو كأن مؤامرات الخارج يمكن أن تتسلل إلينا إذا لم يتوفر لها من يكشف أرضه وبيئته الحاضنة لتعيث خراباً وفق إستراتيجية حاضرة لأخذ لبنان رهينة لها حتى لو كان الثمن القضاء على اللبنانيين وسط عزلة عربية ودولية.

 

غلطان بالعنوان الرئيس ميقاتي عندما يضيِّع جهوده في البحث عن وساطات عقيمة. فكل دول العالم لا تستطيع أن تفيدنا إذا كانت أسس الوطن مفقودة من ألفها إلى يائها.

 

لا جدوى للوساطات في بلد الكبتاغون والتهريب والنيترات والمئة ألف مقاتل.. ليس لحمايتنا بالتأكيد، وليس للذود عن أمننا عندما يقصف العدو الإسرائيلي جهاراً نهاراً قوافل لأصحاب هؤلاء المقاتلين ولا يجد من يتصدى له.

 

لا تنفع لقاءات على هامش مؤتمرات لأن البلاء في الداخل.. في مؤسسات الدولة الواقعة تحت سيطرة من يستجلب لنا عداوات الدول.. فقط لتنفيذ أجندة رأس محوره.

 

ومع الأسف، مثل هذا البلاء يتطلب تمرداً وعصياناً مدنياً ومواجهات واضحة مباشرة للخلل في نسيجنا الوطني من دون تلطيف أو تجميل.

 

ربما يجب تنبيه الرئيس ميقاتي إلى أن جهوده عبثية، لأن من دفع دول الخليج إلى هذا القرار، لا يزال متمسكاً بكل ما فعله، وسيزيد عليه أفعالاً جديدة. فما حصل هو في صلب أجندة المحور الإيراني، وكل ما إرتكبه “حزب الله” كان يهدف إلى هذه اللحظة. عمل لها كثيراً وبجد وجهد حتى تحقق مراده.

 

أكثر من ذلك، كان يود “حزب الله” إقامة الإحتفالات وتبادل التهاني والتبريكات لدى صدور قرار قطع العلاقات.. لكن المطلوب حالياً هو مواصلة الشحن وإذكاء العداء بين لبنان وإمتداده العربي بحيث يصبح خط الرجعة مستحيلاً ولا مطرح للصلح فيه.

 

المطلوب أيضاً وضع كل خطايا مصادرة السيادة وحماية الفاسدين في خانة هذا القرار، ولا بأس بصرف النظر عن جريمة تفجير المرفأ وما ستؤول إليه. فكل ضارة بلبنان نافعة للحزب ومحوره.

 

وفي غمرة الإنشغال بالبحث عن حلول في الخارج، يجب الإنتباه إلى ما يجري وسوف يجري في الداخل مع تعزيز هيمنة الحزب الذي أزال كل العوائق الحائلة دون تنفيذه ما يريد، مستفرداً بالساحة اللبنانية ومصادراً السلطات التنفيذية والتشريعية والمالية والأمنية والقضائية.

 

وغداً يظهر الإستثمار الأكبر في نتائج الانتخابات النيابية، هذا إن حصلت، مع حذف صناديق الإقتراع في دول الخليج بسبب إقفال سفاراتنا.

 

كله محسوب.. ويفترض بالرئيس ميقاتي أن يعرف ذلك.. فلا يغلط بالعنوان ويبحث عن زوايا يدورها في حين لا زوايا. ليت هناك من يهمس في أذنه بأنه يدور في فراغ بعد إلغاء دور رئاسة الحكومة وقبلها رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب، ليبقى دور المحور الإيراني وأذرعه.. فقط لا غير.