نحن لا نتجنّى عليك يا دولة الرئيس وليس عندنا أي مرشح غيرك لموقع رئيس حكومة بوجود فخامة الرئيس ميشال عون في القصر الجمهوري..
فالرئيس سعد الحريري والرئيس حسان دياب مع تكليف السفير مصطفى أديب، وسمير الخطيب ثم الرئيس الحريري ثانية الذي بقي 11 شهراً، وهو يحاول أن يشكل حكومة، لكن فخامته لا يريد أن يشكل الرئيس سعد الحريري حكومة، لأنّ الطفل المعجزة «صهر فخامته» ليس في الحكومة أولاً، وثانياً هو يريد الثلث المعطل، وهذا ما لا يقبل به الرئيس الحريري، كلهم في كل مرة حاولوا وفخامته يعرقل. وكان الرئيس الحريري يعرض على فخامته تشكيلة، يكون الجواب الأول، لم أتسلّم أية تشكيلة حيث اضطر دولته بعد لقاء فخامته في القصر، أن يعرض لائحة بأسماء الوزراء والوزارات أمام كاميرات التلفزيون ليؤكد أنّ فخامته لا يقول الحقيقة.
باختصار، وكما قال دولة رئيس مجلس النواب لفخامته يوم زاره طالباً تأييده: أنا لا أستطيع القبول بوجود رئيسين في قصر بعبدا (يعني عون وصهره).
باختصار شديد، فخامته لا يريد رئيس حكومة لا يكون تابعاً لصهره العزيز… والمصيبة هنا أن الوزير العزيز القاضي بسّام المولوي الذي أقسم اليمين بأن لا يكذب أبداً فضحك على التلفزيون في مقابلة: سئل فيها لقد طُلب منه أن تجري مقابلتين واحدة مع فخامة الرئيس ميشال عون، والثانية مع فخامة الرئيس صهره «فخامة الرئيس الأول» والمصيبة الأكبر أنّ معالي الوزير لم يجد أي مبرّر للقاء فخامة الرئيس «صهر فخامة الرئيس» ولم يجد ما يقوله إلاّ انه لم يطلب منه شيئاً.
يقولون إنّ حبل الكذب قصير، إذ لا توجد كذبة حتى ولو كانت تحت «بلاطة» إلا وتكشف. لقد تبيّـن أنّ دولتك اتصلت بالمهندس جمال ابن المرحوم الوزير جميل كبي، الذي يمسك أكبر شركة مالية في دبي، وطلبت منه المشاركة في الحكومة، وقلت له إنّ هذه المشاركة عمل وطني وتضحية من أجل إنقاذ لبنان.. فاستجاب لطلبك ثم طلبت منه أن يذهب للقاء رئيس الجمهورية لأنّ فخامته لا يعرفه، و»هذا عرف جديد في تشكيل الحكومات» لم يكن في يوم من الأيام لا قبل ولا بعد الطائف، وكأنّ رئيس الجمهورية يجري فحصاً لأي وزير يرغب بالانضمام الى الحكومة، وبالرغم من امتعاض المهندس جمال كما يقولون «عض على الجرح» عندما جاءه اتصال بعد مقابلة فخامة الرئيس من مكتب الصهر يطلب الاجتماع به. طبعاً رفض المهندس جمال وقال لمدير مكتبه أنا لم أطلب موعداً ولا حاجة لي كي أقابله. وما كاد يقفل الخط حتى تلقى اتصالاً من دولة الرئيس ميقاتي يقول فيه: «شو عملت يا جمال روّحت على نفسك المقعد الوزاري»، فكان جواب المهندس جمال: «لم أطلب منك أي مركز… أنت الذي اتصلت بي، ولا يمكن القبول بأن أحصل على مقعد وزاري شرط مقابلة الصهر العزيز ونيل رضاه، فالذي يحترم نفسه لا يمكن أن يقبل بهكذا شرط».
هذا ما حدث مع المهندس جمال كبي، المصيبة هي: كيف يقبل دولته بهذه الشروط؟ الجواب: الله يلعن «أبو الكرسي».
إنّ ما تقومون به يا دولة الرئيس، يؤثر تأثيراً كبيراً على مركز الرئاسة الثالثة، المتعلّق بالطائفة السنيّة… فهل صار رئيس الوزراء، الذي يُكلّف بتشكيل الحكومة… مجرّد شاهد زور؟ وهل تحوّل الأمر، فتغيّر الدستور، ليصبح رئيس الجمهورية وبالتالي «صهره» مخوّلين لإجراء فحص دم على كل مرشح للوزارة… مهما كانت طائفته، وإلى أية فئة انتمى؟
الدستور واضح وصريح يا دولة الرئيس… الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة، هو الذي يشكّل الحكومة من ألفها إلى يائها… وبالتالي، عندما ينتهي من التشكيل، يعرض ما توصل إليه على رئيس الجمهورية ويناقشه في ملاحظاته… بعدها يتم الاتفاق وتصدر المراسيم… هذا ما نصّ عليه «دستور الطائف» الذي لم يعترف الرئيس عون به يوماً، ووقف ضدّه رغم كل ما عُرِض عليه حتى ينضم الى «الاتفاق» لكنه رفض.
مجلس الوزراء معطّل، ولست قادراً على حلّ مشكلة «الأزمة اللبنانية – الخليجية». بل لست قادراً على «المونة» على وزير الإعلام، ليقدّم اعتذاراً، أو ليستقيل..
أوَبعد ذلك، يكون موقع رئاسة الحكومة مصاناً؟!. هذا ما دفعني الى القول يا دولة الرئيس: ماذا تفعل في القصر الحكومي؟!!
من ناحية ثانية، كل يوم تطلق سلّة وعود.. وعدتَ بالكهرباء، ووعدت بأنّ الاتفاق مع صندوق النقد يتم بألف خير، ووعدت بحل مشكلة البنوك ووعدت بحل كل المشاكل مع الدول العربية.
وعود وعود وأنت تظن أنك تستطيع أن «تعطي على قد ما بدّك»، والناس سوف تنسى خاصة ان تاريخك في الوعود لا يزال يعرفه أهل طرابلس. ولكي نذكّرك أين وعدك بـ»بنك الفقراء»؟ أين وعدك بإقامة معامل للكهرباء في طرابلس؟
أما بالنسبة لجريمة المرفأ… ماذا حدث في قضية القاضي طارق البيطار؟ وهل توصلت إلى حلّ يعيد الى مجلس الوزراء وحدته فيجتمع قريباً لحل مشاكل الناس الطارئة والضرورية.
نصيحة ببلاش اجلس في بيتك اشرف لك.