Site icon IMLebanon

نجيب ميقاتي الغضبان

 

 

حالة الغضب التي بدت شديدة الظهور في سرعة خطوات الرئيس نجيب ميقاتي لم تكن مفاجئة أبداً المفاجأة الحقيقيّة كانت في اعتقاد نجيب ميقاتي أنّه “رح يشيل الزّير من البير” متى أصبح رئيساً للحكومة تحت وطأة الضّغط الدّولي واعتقاده أيضاً أن السّعوديّة ستستقبله بالأحضان وأنّها ستعطيه ما منعته عن الرئيس سعد الحريري، ثمّ توهّمه أنّ محاولة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون واتّصاله به وإعطاء الهاتف لوليّ العهد السّعودي الذي قال كلمات قليلة مقتضبة تعني أنّه حقّق اختراقاً ما على مستوى الأزمة السعوديّة ـ اللبنانيّة وهذا يدلّ على قصور معرفيّ بالعقليّة السّعودية التي يزيدها الإحراج تصلّباً!

 

وحالة الغضب التي بدت على الرئيس نجيب ميقاتي مستغربة أيضاً لأنّ الرّجل ساورته الظّنون ربّما بأنّ الثنائي الشّيعي سيعطيه شعبيّة حكوميّة استطاع هذا الثنائي وعلى مدى سنوات استنزافها حتى آخر قطرة من شعبيّة الرئيس سعد الحريري حتى أضاعها بعثرها وأوصلها إلى مستوىً غير مسبوق من الضّعف، هل يُصدّق ميقاتي أنّه فعلاً يرأس حكومة له فيها الحظ الأوفر والقدرة على الحكم وإدارة شؤون البلاد والعباد، كلّ المراجع العربيّة والدوليّة تعرف أن هذه حكومة حزب الله وليست حكومة إدارة أزمة، هل صدّق ميقاتي فعلاً أنّه يرأس حكومة إنقاذ، ثمّ أي إنقاذ هذا والبلد بأمّه وأبيه في قبضة حزب الله وأنّه ساقط عربيّاً وخليجيّاً تحديداً ويكاد يكون ساقطاً دوليّاً لولا بعض الحراك الماكروني الذي لا يكفي لإنقاذ لبنان!

 

لا محاولات الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ستغيّر من الواقع اللبناني ولا انتظار أوهام الإنقاذ والإصلاح ومحاربة الفساد ولا تنفيذ القرارات الدوليّة سينقذ أو يغيّر من الواقع اللبناني وكلّ هذا مضيعة للوقت ومن الواقعي أن يكون الرئيس ميقاتي يعلم أنّ التجربة اللبنانيّة مع الرئيس ماكرون أوصلت الجميع إلى حكومته المعطّلة بتهديد من حزب الله وسلاحه، وحتّى وإن استطاع نجيب ميقاتي دعوة حكومته للانعقاد فهل هو واثق من حسن إدارته للجلسة ومن قدرته على إحداث أي تغيير في واقع عجزه لأنّه لا يتمتّع بأكثر من غطاء ماكروني هشّ لا يُسمن ولا يُغني من جوع فحتّى رؤساء الحكومات يدركون أنّ ميقاتي لم يلتزم بما اتفق عليه لترشيحه لرئاسة الحكومة وأنّهم يلتزمون الصمت حتى لا يزيدوا الطائفة شرذمةً وضعفاً وحتى لا يتابع حزب الله افتراسه لموقع الرّئاسة الثالثة!

 

وحتى لا يظنّ البعض أنّ الحلول ممكنة نقول على العكس الحلول مستحيلة إلى أقصى الحدود لأنّ لبنان بحاجة إلى إنقاذ إلهيّ ودوليّ، وغير ذلك مراوغة وتضييع وقت لأنّ الرئاسة الأولى فتكت بعُقدها وعُقد صهرها بالرئاسة الثالثة وبموقع رئيس الحكومة وأمعنت في شلّها وتعطيلها وما فعلته بحكومة الرئيس سعد الحريري وبتعطيل عمليات تشكيل الحكومة لأشهر كان كافياً للإجهاز على دور الحكومة ورئيسها كائناً من كان، هذا بصرف النّظر عن غضب نجيب ميقاتي وهو يغادر قصر عين التينة، ولولا عقدة القاضي طارق البيطار لوجد نجيب ميقاتي مئات العقد في منشار حكومته برعايه سيّد بعبدا وصهره المدلّل!