Site icon IMLebanon

غيض من فيض  في “بدنا نتحمل بعضنا”

 

 

لم تحمل جملة هذا الكم من الإستفزاز، كما هي حال جملة دولة الرئيس نجيب ميقاتي «بدنا نتحمل بعضنا كلنا سوا حتى نتخطى هذه المرحلة الطارئة الصعبة جداً».

 

عن جد؟؟

 

من هم الذين يجب أن يتحملوا بعضهم البعض؟

 

اللبنانيون، كلهم، يعلمون علم اليقين ما يتحملون مقابل ما يتحمل أوغاد المنظومة الذين يعانون لعدم تمكنهم من الخروج إلى الأماكن العامة وتحمّل فائض القرف منهم.

 

أما عبارة «كلنا سوا» فهي في الأساس غير موجودة في قاموس الأوغاد. ألم يتبرع أحد بتوضيح الأمر لدولته؟ هناك الشعب من جهة، والمنظومة الفاسدة التي تحصِّل مكاسبها مقابل بيع البلد وسيادته للمحور الإيراني، من جهة ثانية.

 

يجب أن يعلم دولته أننا لا نزال نتحمل الكثير الكثير، لكن صعب علينا أن نتحمل إستخفافه بعقولنا، عندما يقول أنه لم يعد جائزاً الحصول على «كهربا ببلاش وإتصالات ببلاش». ويتجاهل أن المحظيين بنعمة السلطة هم من يحصلون على «كهربا ببلاش وإتصالات ببلاش». أما نحن، فندفع من اللحم الحي ثمن المازوت، عدا الأربعين مليون دولار لتمويل العتمة التي نقبع فيها. وعدا شراء المياه في عز الشتاء، والرضوخ للسرقات الموصوفة في قطاع الخلوي.

 

نحن، أي أحد طرفيّ المعادلة نتحمل من زمن. ولعل هذه خطيئتنا التي ندفع ثمنها. وهم، الطرف الآخر، وما يرتكبون من جرائم بحقنا، لا تكفيها موسوعات لسردها، وليس لتحليل تداعياتها التي أدت إلى الإعلان انه «ما في مصاري».

 

بالتالي، علينا نحن أن نتحمل سرقة المصارف لأموالنا وانهيار قطاعات التعليم والإستشفاء والمعارك الوهمية بين نبيه بري وميشال عون بالوكالة عن جبران باسيل.. وهذا الصراع على الحصص وإدعاء الغيرة على الطائفة والمذهب في التعيينات.

 

يجب أن نتحمل مسخرة تحفظ وزراء الحزب الإلهي على الموازنة والقبول بإقرارها، ومن ثم التأكيد لبيئتهم وجمهورهم أنهم «ما خلوهم» يدافعوا عن حقوقهم.

 

هو ومن مثله، ليس عليهم أن يتحمّلوا ما تسبّب بهلاكنا، لأنهم مستفيدون، فلا يعترضون عندما يهاجم حسن نصرالله الجيش اللبناني وقائده، لأن في اليرزة جنوداً أميركيين، في حين يدخل إرهابيون إيرانيون وحوثيون ومعارضون خليجيون لأنظمتهم إلى لبنان من دون أي علم للسلطات اللبنانية بذلك.

 

ونحن علينا أن نتحمل تبعات ذلك، وننتشي مع نصرالله الذي يدعي قدرته على مواجهة السلاح الجوي الإسرائيلي، في حين تنتهك الطائرات المعادية سماء لبنان لتقصف ميليشياته في سوريا.

 

علينا أن نتحمل خواء الخطاب وتكرار الظهور فقط للسيطرة على الجمهور بعد الفشل الشنيع في حل الأزمات المتعلقة بهمومنا اليومية، والإكتفاء بقتل الناشطين العزل الذين يكشفون مستور المحور وأذرعه.

 

علينا أن نتحمل من يقول «تحسّسوا رقابكم» لمعارضي المحور الإيراني ومرتزقته، ونعضّ على جرح اغتيالهم، وعلى عدم كشف المؤسسات الأمنية والقضائية القتلة المعلومين بناء لأوامر المجرمين، وبعد ذلك يطالب بطرد الألمان من لبنان لأنهم بادروا إلى طرد صحافيين لبنانيين يدورون في فلك المحور.

 

علينا أن نتحمّل الفوضى المرتقبة نتيجة المزيد من الويلات المتأتية من صفقة أوغاد المنظومة الموافقين على مصادرة السيادة اللبنانية مقابل حصصهم التي تنضب. وبعد ذلك علينا أن نتحمل التباكي على هذه الفوضى بفعل إستمرار الإنهيارات على الأصعدة المالية والإقتصادية والإجتماعية.

 

علينا أن نصل إلى حافة الإنفجار، ومن ثم نتسمّر في أماكننا حتى لا نشوِّش على الأوغاد.. لأنهم لا يتحمّلون حتى شكوى المواطنين ومظاهراتهم السلمية. ويتصدّون لهم بكل أدواتهم الإجرامية ومن ثم يطالبونهم بأن يتحمّلوا!!