Site icon IMLebanon

ميقاتي لن يقع في «الخطيئة»: لا استفزاز للحريري

 

 

تطوّران لافتان طغيا على المشهد الانتخابي في دائرة الشمال الثانية (طرابلس والضنّية والمنية) نهاية الأسبوع المنصرم، وحرّكا المياه الراكدة انتخابياً، على أن تتّضح معالم الاستحقاق الانتخابي بعد إقفال باب الترشّح منتصف ليل غد، لتبدأ مرحلة الغربلة وتأليف اللوائح ضمن مهلة تنتهي في 4 نيسان المقبل.

 

التطوّر الأوّل هو قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العزوف عن الترشّح للانتخابات، وهو ما «سيعلنه رسمياً اليوم أو غداً من بيروت»، بحسب ما أكدت مصادر رئيس الحكومة لـ«الأخبار»، من دون أن تكشف ما إذا كان سيدعم لائحة مرشّحين مقرّبين منه تضمّ حلفاء، أو أنّه سيترك لنوّاب كتلته والمرشّحين المقربين منه والحلفاء خيار الترشّح من عدمه. لكن المصادر استبعدت قبول ميقاتي تشكيل لائحة مشتركة في دائرة الشمال الثانية بالتعاون مع الرئيس فؤاد السنيورة تضمّ «متمردين» من تيّار المستقبل على قرار الرئيس سعد الحريري، مشيرة إلى أن «خطاب ميقاتي كان ولا يزال يحثّ على الوسطية والاعتدال، وهو غير موافق على كثير من طروحات السنيورة السياسية والانتخابية ذات الطابع التصعيدي لأنّ البلد لا يمكنه تحمّل تبعاتها. كما أنه لا يرغب في استفزاز الحريري، فضلاً عن أنه ليس ساذجاً ليدعم ترؤّس السنيورة كتلة نيابية ستدّعي بعد الانتخابات أنّها الممثل الأكبر للطائفة السنّية، وتُسهّل للأخير العودة إلى رئاسة الحكومة على حساب ميقاتي والحريري معاً». وشدّدت المصادر على أنّ ميقاتي «لن يقع في خطيئة السنيورة بمواجهة الحريري انتخابياً، وخصوصاً أن المعلومات تؤكد أنّ الماكينة الانتخابية التابعة لتيّار المستقبل في بيروت وطرابلس ستواجه السنيورة ومن يتحالف معه بقوة».

 

في غضون ذلك، كشفت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» أنّ السنيورة تمنّى على الوزير السابق أشرف ريفي عدم الترشّح لعدم إثارة مزيد من الاستفزاز للحريري وتيّاره. إلا أنّ الأخير أصرّ على تقديم أوراق ترشّحه من دون أن يتّضح بعد موقعه في لائحة المتمردين على قرار الحريري، والتي تتألف نواتها من نائب رئيس التيّار المستقيل مصطفى علوش ونقيب المحامين السابق في طرابلس فهد المقدم والنائب سامي فتفت عن الضنّية، وسط سيل من الأسئلة ينتظر أن تتضح أجوبتها خلال الساعات الـ 48 المقبلة حول موقف أطراف وشخصيات عديدة من اللائحة المنتظرة، من كريم كبّارة نجل النائب محمد كبّارة إلى النائب عثمان الدين من المنية والقوّات اللبنانية وسواها، فضلاً عن مرشحين متمولين ينسج طابخو اللائحة خيوطاً معهم لتمويل حملتها.

التطوّر الثاني تمثّل في توصّل النائبين فيصل كرامي وجهاد الصّمد إلى تفاهم انتخابي يجمعهما في لائحة واحدة، بعد مساع لتقريب وجهات النظر بينهما قام بها حزب الله وغيره. وتم التوافق علن أن تضم، لائحة من دون رئيسٍ، كرامي والصمد، وأن يكون الأخير شريكاً أساسياً في تأليفها، وهي باتت تضمّ حتى الآن كلّاً من مسؤول جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في الشمال (الأحباش) طه ناجي، عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى أحمد الأمين وعضو المكتب السياسي في تيّار المردة رفلي دياب، على أن تستكمل أسماء بقية أعضاء اللائحة في الأيّام المقبلة.