Site icon IMLebanon

ليونة نصرالله تشمل علاقة الحليف بواشنطن

 

يستدل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله من تردّد الحكومة في الذهاب شرقاً نحو الصين، مروراً بسوريا والعراق من أجل معالجة الأزمة الاقتصادية المالية، من أجل الاستنتاج بأن حكومة الرئيس حسان دياب ليست حكومة “حزب الله”. ومع الإقرار الأميركي بذلك، فإن واشنطن غيرت المعادلة: إذا وجدنا تأثيرا من “الحزب” على الحكومة لن ندعم لبنان.

 

يهتم “الحزب” بتبرئة الحكومة من هذه “التهمة” ويتصرف على أساس أنها تتمتع بدرجة من الاستقلالية عنه كي تتمكن من مخاطبة المجتمع الدولي والحصول على مساعداته. ومع تكراره القول إنه “لم نمانع في الذهاب إلى صندوق النقد الدولي، وجزء من عدم ممانعتنا مفاوضة الصندوق لسحب الذرائع”، فإنه يوضح بذلك بأن الليونة حيال هذا الخيار هي لإتاحة المجال للحصول على المساعدة المالية العاجلة، لتمكين لبنان من الصمود بضعة أشهر لعله ينجز الإصلاحات، التي تفتح آفاقاً أوسع لدعم يضمن عدم الانهيار. فلبنان معرض لمزيد من الشح في العملة الصعبة بعد بضعة أشهر، ما ينقله إلى وضعية الجوع التي يحذر منها الجميع في الحكومة والمعارضة. مع أنه أردف بأن أحد خيارات الحل للأزمة هو “بالخروج من قبضة الحرص على الرضى الأميركي والاتجاه شرقاً نحو الصين”، فإن عدم ممانعة نصرالله في التفاوض مع صندوق النقد، هو صيغة متجددة للتعايش من قبل حزبه مع الدور الأميركي في لبنان، مثلما هو حاصل في العراق بين النفوذ الأميركي والنفوذ الإيراني. وهو سبق أن أقر بأن للأميركيين نفوذاً في لبنان حين برر تمكّن واشنطن من إخراج العميل الإسرائيلي الأميركي الجنسية عامر الفاخوري قبل نحو شهرين. في خطابه قبل 3 أيام لم يخفِ نصرالله ليونته حين كرر التزام قواعد الاشتباك مع إسرائيل، والتي كان أعلن تغييرها بعد خرق طائرة مسيرة الضاحية الجنوبية لقصف موقع لـ”الحزب” فيها. كان الهدف من تغييرها في حينه الرد على قصف إسرائيل موقعاً لـ”الحزب” في سوريا أدى إلى مقتل عدد من مسؤوليه. لم يكرر “الحزب” هذا النوع من الرد حين قصفت طائرة مسيرة سيارة تقل مسؤولين فيه عند جديدة يابوس على الحدود اللبنانية السورية، وعندما عادت المسيّرات الإسرائيلية إلى الأجواء اللبنانية. شكل التأكيد على قواعد الاشتباك تجديداً للالتزام بها في معرض تهديد إسرائيل بالرد في حال أي اعتداء. وفي معرض طمأنة جمهوره بأنه يستبعد حرباً مع إسرائيل، يطمئن في الوقت نفسه الأميركيين، بأن “الحزب” لن يبادر إلى أي عمل عسكري، ولو من باب نفيه وجود مؤشرات من الجانب الإسرائيلي. لا تقتصر الليونة على ذلك. فـ”حزب الله” يبدو متساهلاً إزاء ما كان يعتبره مقلقاً، أي انفتاح بعض حلفائه على واشنطن، ولا سيما “التيار الوطني الحر” الذي كال نوابه أخيراً الانتقادات لـ”الحزب”. فنصرالله أكد “أننا وحلفاؤنا لسنا نسخة طبقة الأصل لكننا لا نسمح للخلاف بأن يؤدي إلى فرط التحالف”. يرخي نصرالله الحبل لحليفه النائب جبران باسيل لإعادة تعويم نفسه لدى واشنطن تفادياً للعقوبات، مطمئناً إلى قدرته على التحكم بوجهة الأمور. الأخيرة تستعجل ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. فهل تشمل ليونة “الحزب” القبول بما يطرحه الوسيط الأميركي أم أن مسألة الحدود مرتبطة بالعلاقة الأميركية الإيرانية؟