Site icon IMLebanon

أسدٌ علينا… وفي الحروب نعامة  

 

 

سررنا كثيراً حين تحدث أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله عن معادلة جديدة، بينه وبين الدولة العبرية «قرية بمستوطنة… والمدينة بمدينة».

 

لكننا نوقفنا مليّاً، أمام ما يحدث في سوريا، منذ تدخّل «الحزب العظيم» الى جانب الرئيس بشار الأسد ضد شعبه السوري… كما توقفنا أمام الأسباب الموجبة، التي تذرّع بها الحزب العظيم للتدخل، بدءًا بالدفاع عن الأماكن المقدّسة كمقام السيدة زينب وغيره، مروراً بالقصير وامتداداً الى حمص وحلب ودرعا.

 

وكانت «إسرائيل»، ومنذ اللحظة الأولى لتدخل الحزب العظيم ودخوله الى سوريا تشن غارات جوية، وتقوم بعمليات عسكرية، فتقصف وتدمّر، كما أدّت الى مقتل القائد مصطفى بدر الدين وإبن القائد عماد مغنيّة بغارات موجّهة ومركّزة، مع مقتل عدد كبير من مقاتلي الحزب والحرس الثوري والجيش الإيراني.

 

وأعيد السيّد حسن الى العام 2006 حين قمت بخطف إثنين من جنود العدو الاسرائيلي تحت شعار «استرجاع الأسرى» ورفعت شعار: «نحن لا نترك أسرانا»، فخلّفت حرب تموز أكثر من 5000 قتيل وجريح من جيش لبناني ومقاومة ومدنيين. كما أدّت الى خسائر مالية وصلت الى 15 مليار دولار. ورفعت شعاراً في ذلك الوقت «لو كنت أعلم» هذا أولاً…

 

ثانياً: في البداية أعطيت موافقتك على تشكيل حكومة من 18 وزيراً، لكنك في كلمتك تراجعت، وقلت: لماذا لا نوسّعها، خصوصاً أنها كانت في السابق 30 وزيراً؟ وذلك من أجل حليفك رئيس الجمهورية، والذريعة الثانية أنك حريص على تمثيل الدروز. وأنت تعني بهذا، حليفك الدرزي الوحيد طلال أرسلان، الذي لم يكن معه أي نائب درزي آخر، في حين أنّ الزعيم وليد بك جنبلاط عنده سبعة نواب من الدروز. فعلى أي أساس أيّدت حليفك المير طلال، وأنت تعلم أنّ تقليص عدد أعضاء الحكومة، مطلب يتناسب مع حكومة إختصاصيين مميّزة.

 

ثالثاً: تحدّثت في كلمتك عن تدويل الأزمة، هذه الفكرة التي جاءت من خلال أكثر من نائب… وفحواها إن تمنّع الرئيس عون عن توقيع تشكيل الحكومة، فسيحاول أصحاب هذه الفكرة الحصول على قرار دولي تحت «الفصل السابع» وأشرت الى أنّ هذه الفكرة لو تمّت، ستكون بمثابة حرب، لأنها تمهّد لاحتلال لبنان من قِبَل قوات أجنبية.. وأكدت «أنْ لا مزاح في هذه القضية». كما أشرت الى أنّ هذه الفكرة ستثير سجالات سياسية، لأنّ التدويل -برأيك- يتنافى مع السيادة، وقد يكون غطاء لاحتلال جديد.

 

هنا أسأل السيّد حسن: لـمَن القرار الأوّل والأخير في هذا البلد؟ أليْس قولكم سابقاً: ميشال عون هو الرئيس أو لا أحد… إحتلالاً بكل ما في الكلمة من معنى؟..

 

يا سيّد: لبنان لك ولنا، وليس لك وحدك، أو للذين يموّلونك. وباعترافك: ان أموالك وسلاحك ورواتبك وكل مصاريفك، تدفعها الجمهورية الاسلامية. وهنا أيضاً لنا سؤال آخر: هل الجمهورية الاسلامية جمعية خيرية؟ هي تعطيك المال والسلاح مجاناً، أم ان هناك مشروعاً أعلن عنه آية الله خامنئي عندما قال: إننا نسيطر على 4 عواصم عربية: بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء؟

 

يا سيّد: أنت لك الحق في أن تحكم لبنان. ولكن السؤال بأي طريقة استوليت على الحكم في لبنان؟ أليْس كونك صاحب السلاح الذي رخّصته من أجل تحرير لبنان من العدو الاسرائيلي؟ لقد صار هذا السلاح الذي تستعمله لتحكم به لبنان موجهاً ضد اللبنانيين. وهل تتذكر يوم احتلت قواتك بيروت عام 2007؟

 

إنّ الدعوة التي يدعو إليها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي هي طاولة حوار، يُبْحَث فيها كل شيء. إذ لا يحق لك، أن تفرض رأيك على شركائك في الوطن، بقوة السلاح. هذه ليست ديموقراطية ولو حصلت، فإنّ سلاحك لن يبقى الى الأبد. فهناك أغنية لراغب علامة تقول «ما تلعب بالنار بتحرق أصابعك ويلي اشتراك بيرجع ببيعك».

 

رابعاً: أنت انتقدت حليفك «التيار الوطني الحر»، لأنه أشار في بيان له، بأنك لم تساعد على بناء الدولة، بسبب حمايتك للفاسدين والفاشلين… كما أشرت الى أنّ هذه الأمور يجب أن تُبْحث في غرف مغلقة… فلماذا لا تريد أن تظهر الى العلن؟

 

خامساً: تحدثت عن القضاء ودعوته أن يقول كلمته في موضوع تفجير المرفأ، وطلبت من قيادة الجيش والقوى الأمنية إعلان نتائج التحقيق الفنية والتقنية كي تظهر النتيجة التي ينتظرها الجميع.

 

هنا أثار السيّد أيضاً نقطة مهمة، وهي أنّ شركات التأمين حتى اليوم لم تعوّض على الناس المتضررين بانتظار التحقيق، وقال: «إنّ قيمة التعويضات قد تصل الى مليار و200 ألف دولار، وهذا المبلغ جيّد في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها.

 

نقول لك يا سيّد: «مَنْ فجّر المرفأ وماذا كانت تفعل الطائرات الاسرائيلية؟ إنّ قصة المرفأ معروفة منذ اللحظة الاولى والمواد المتفجرة التي استوردت الى مرفأ بيروت أصحابها «النظام السوري» وقد فضح المرحوم لقمان محسن سليم علناً الرابط بين المتفجرات في مرفأ بيروت وتاريخ وصولها والتصعيد الذي حصل في البراميل المتفجرة التي استعملها الجيش السوري، في قتل شعبه. من ناحية ثانية، يا سيّد أنت تعرف حق المعرفة من يسيطر على مرفأ بيروت ومطار بيروت ومن هو الحاكم الفعلي..