IMLebanon

ماذا يريد السيّد نصراللّه من السعودية؟  

 

صحيح ان خطاب السيّد حسن نصرالله أمس كان -الى حد ما- هادئاً بالنبرة لكنه لم يتغيّر ولو خطوة واحدة نحو تهدئة الأمور مع المملكة العربية السعودية.

 

لا نطلب من السيّد أن لا يتحدث عن اليمن… لأنّ اليمن بلد عربي، ولا نطلب من السيّد أن «يسترجع» القوات العسكرية للحزب الموجودة في اليمن بأشكال مختلفة، بين مدرّبين وخبراء ومقاتلين وبين….

 

لأنّ هذا الأمر ليس بيده، ولكن من حقنا أن نطلب من السيّد أن ينسى المملكة العربية السعودية، وأن يراعي أنّ هناك مصالح للشعب اللبناني مع المملكة ومع دول الخليج خاصة وأنّ هناك مليون مواطن لبناني يعملون في السعودية، ودول الخليج، وهؤلاء يحوّلون 4 مليارات دولار أميركي وأكثر الى أهلهم في لبنان، والأهم ان فرص العمل المتوافرة في تلك البلاد هي إنقاذ حقيقي للشعب اللبناني… نحن نعلم ان السيّد لا يعنيه هذا الأمر، لأن الأموال تأتيه من إيران، كما تأتيه الأوامر منها أيضاً.

 

هناك نقطة ثانية أتمنى أن يكفّ الحديث عنها ألا وهي حرب تموز أو ما يسمّيها «الانتصار الإلهي»، فهذا الانتصار الإلهي كلف لبنان 5000 قتيل وجريح من الشعب اللبناني والجيش اللبناني ومن المقاومة، بالاضافة الى 15 مليار دولار في إصلاح البنية التحتية التي دمرتها الطائرات الاسرائيلية من طرقات وجسور… وللتذكير فقط انها قطعت أوصال المدن مع بعضها البعض، والأنكى أيضاً ان جماعته كانوا يتوسّلون رئيس حكومة لبنان كي يسارع الى وقف إطلاق النار.. وتفيد المعلومات انه لو استمرت اسرائيل في حربها يومين فقط لكانت المقاومة في خبر كان.. وللتذكير فقط فإنّه في حرب اجتياح لبنان عام 1982 بقيَت بيروت محاصرة لمدة 100 يوم، بينما حرب تموز الإلهية لم تدم أكثر من 32 يوماً، وأكتفي بالقول ما قاله السيّد «لو كنت أعلم».

 

والأهم، وما يلفت النظر، هو لماذا توقفت اسرائيل بعد 32 يوماً وقبل تحقيق هدفها بالقضاء على المقاومة؟ بينما الحرب على إنهاء المقاومة الفلسطينية في لبنان عام 1982 استمرت 100 يوم حتى تم الاتفاق بخروجها من لبنان. ان هناك الكثير من علامات الاستفهام حول هذا الموضوع.

 

بالعودة الى الانتخابات النيابية يهمنا ان نقول: إنّ هذه الانتخابات أكثر من مهمة بالنسبة لـ»الحزب» لانه يعلم ان الأكثرية الحقيقية وليست المزيفة، وهنا أعني «حلفاء السيد» وعلى رأسهم «التيار الوطني الحر»، لم تعد أكثرية بل في الحقيقة أصبحت أقلية.. ولولا المصالح في التوظيفات التي يستغلها الحزب لكان وضعه على الارض سيئاً جداً.

 

من ناحية ثانية فإنّ ادعاءه بأنه يملك بالاضافة الى الأكثرية المسيحية أكثرية شيعية محسومة، هذا الكلام بحاجة الى تدقيق خاصة ان الظاهر بوجود السلاح لا يمثل الحقيقة، غير ان هناك مليار دولار هو دعم سنوي من إيران.

 

ثالثاً- أما حديثه عن حكومة وحدة وطنية فهي الكذبة الكبرى، ويكفي ان أية حكومة يراد تشكيلها بحاجة الى سنة، بينما الوضع المنطقي لو كان طبيعياً، يحتاج أسبوعاً أو اسبوعين على الأقل ولا ننسى قول الرئيس ميشال عون: «لعيون صهر الجنرال لا تتشكل حكومة».

 

رابعاً- الحديث عن الثلث المعطل أو الثلث الضامن هرطقة جُرّبت في الماضي، وأكبر دليل على سخافتها تعطيل رئاسة الجمهورية سنة ونيف مرة أولى وفي المرة الثانية لمدة سنتين ونصف السنة ونتذكر قول السيّد «يا بيكون الرئيس ميشال عون يا اما لا رئيس» إنه كلام لا يمكن لأي لبناني نسيانه..

 

خامساً- ادّعى السيّد ان فريقه السياسي لا يهدف الحصول على ثلثي أعضاء مجلس النواب الجديد… وادّعى أن هذا القول هو للتحريض فقط لا غير.. لكنه عاد في حديثه الى التأكيد على ان حزبه وحلفاءه واثقون من تأمين الأغلبية في الانتخابات المقبلة… فماذا يعني هذا التناقض الواضح؟ وهناك سؤال: هل اعتمد السيّد هذه القاعدة عند انتخاب ميشال عون رئيساً؟

 

وختم السيّد كلامه بالقول: لم نطالب -ولا في أي يوم- الدولة بحماية المقاومة… لا بل لولا المقاومة لم تكن هناك دولة.

 

أليْس هذا القول دليلاً على ان «المقاومة» في لبنان هي أكبر من الدولة؟ وهل هذا القول يتفق مع مفهوم السيادة؟