Site icon IMLebanon

بصراحة… نصرالله يريد تغيير النظام  

 

 

كانت التهم التي أطلقها السيّد حسن نصرالله في خطابه الأخير على المصارف واضحة الأهداف، فقد كان ذكياً بطرحه قضية صغار المودعين ليصل الى حقيقة أصبحت صريحة وواضحة وهي تغيير النظام المالي في لبنان.

 

النظام الحر والديموقراطي في لبنان، جعل من لبنان كما كانوا يقولون «سويسرا الشرق»، فلبنان كان مستشفى العرب، و«بنك» العرب، وجامعة العرب، وكان متقدماً على كثير من الدول في المنطقة العربية بسبب هذا النظام الديموقراطي الحر.

 

وإذا كان العرب يريدون أن يكون لديهم شارع جميل، كانوا يسمونه شارع الحمراء، نسبة الى أيام العزّ في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وبالمناسبة، في الكتاب الذي أصدره حاكم دبي الشيخ راشد المكتوم وذكر فيه انه كان يتمنى أن تكون دبي مثل بيروت، وأنه كان من أشد المعجبين بالحضارة اللبنانية، من المناخ، الى الطعام وخصوصاً المازة اللبنانية المميزة الى الشوارع والأبنية وكما ذكرنا الطبابة والتعليم… وهنا لا بد أن نذكر، ان في العاصمة بيروت عام ١٩٧٠ بيعت قطعة أرض في ساحة رياض الصلح التي بني عليها البنك العربي بسعر قدره ٢٥ ألف ليرة لبنانية للمتر الواحد أي ما يعادل ١٠ عشرة آلاف دولار أميركي في ذلك الوقت.. أما في أميركا، وتحديداً في نيويورك، فلم تكن أسعار الأراضي أكثر من ٥٠٠٠ دولار للمتر الواحد، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الازدهار والبحبوحة التي كان يعيش فيها اللبنانيون.

 

وأكثر لو عدنا الى أزمة بنك «انترا»، وقضية إفلاسه، حيث احتاج البنك الى ٢٥ مليون ليرة لبنانية، طبعاً، تمنّعت السلطة السياسية آنذاك عن مدّه بالسيولة فأفلس، عدد كبير من المودعين فقدوا أموالهم ورغم ذلك لا تزال أصول ذلك البنك موجودة، وقد بيع قسم كبير منها بمبالغ تفوق أضعاف أضعاف حاجته الى السيولة، ولا يزال هذا البنك موجوداً، ويملك أسهماً في كازينو لبنان، وأيضاً في شركة طيران الشرق الأوسط.

 

بصراحة يوجد في العالم العربي نظامان: الأول: ديموقراطي حر استطاعت الدول التي اتبعته، ان تحقق ازدهاراً وتقدماً كبيراً، بينما النظام الثاني: الاشتراكي – والشيوعي، فإنّ الدول التي اتبعته كانت دولاً غنية، وأصبحت فقيرة، ونأخذ على سبيل المثال، من الدول الغنية المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، ودولة الإمارات العربية، ودولة قطر، ومملكة البحرين، ونتساءل: كيف كانت في الخمسينات وكيف أصبحت الآن؟

 

في المقابل نأخذ سوريا، والعراق، واليمن، وليبيا، والجزائر، لنرى هذه الدول كيف كانت في الخمسينات وكيف أصبحت الآن.

 

هذا في العالم العربي.

 

وهنا لا بد من ذكر كيف كانت الدولة الايرانية أيام الشاه وكيف أصبحت أيام الملالي، كان سعر صرف الدولار مقابل «التومان» كالآتي: كل دولار يساوي ٤ تومان بينما أصبح اليوم كل دولار يساوي ١٢٠ ألف تومان وبعد إلغاء عدد من الأصفار أصبح كل دولار يساوي ١٢ تومان.

 

هذا نموذج بسيط عن دولة غنية بالنفط وفي المواد الأولية وعدد سكانها ٨٠ مليون نسمة كانت أيام الشاه أهم دولة في الشرق الأوسط وخط الدفاع الأول الذي تعتمده أميركا ضد الاتحاد السوڤياتي.

 

وكان السيّد نصرالله دعا في أحد خطاباته الدولة اللبنانية الى الاعتماد على الصين في التجارة والصناعة والاستغناء عن أميركا وأوروبا… كذلك نصح بالإعتماد على الشركات الصينية لحل موضوع الكهرباء الذي يعاني منه اللبنانيون منذ عام ١٩٩٣ طبعاً من دون مدينة زحلة لأنّ فيها بطلاً مهندساً اسمه اسعد نكد حل المشكلة في المدينة وضواحيها…

 

وكان السيّد نصرالله قد طلب سابقاً الإعتماد على الصين:

 

فماذا حدث؟ أصيبت الصين بأخطر مرض في التاريخ ألا وهو مرض ڤيروس «الكورونا».

 

ونحمد الله انه لم يكن هناك وقت عند الدولة لتنفيذ توصيات السيّد، وإلاّ لكان سكان لبنان والمقيمون فيه جميعاً من ضحايا وباء «الكورونا».

 

اليوم يطلب السيّد تغيير النظام فماذا سنفعل؟؟؟