نصر الله يستبق التفاهمات الدولية لتحسين شروطه
عندما يدعو الامين العام لحزب الله حسن نصرالله ،لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يشبه الرئيسين السابقين اميل لحود وميشال عون، وهما أسوأ رئيسين، مرا على لبنان، باعتراف معظم اللبنانيين، وبالخلاصة الكارثية التي انتهى عهد كل منهما على لبنان،الى ما يسعى اليه، من وراء ذلك؟
دعوة نصرالله هذه، موجهة لخصوم الحزب تحديدا، باعتبار انه ما دامت الاكثرية النيابية، ليست الى جانب الحزب ،والمعارضة وان كانت مشتتة وغير متجانسة، فانها تقف عائقا امام انتخاب رئيس موال للحزب، ومؤيد لسياساته وتبعيته للنظام الايراني، والاهم غض الطرف عن استمرار تفلت سلاحه غير الشرعي من اي ضوابط ، وترك هيمنة الحزب على الواقع السياسي الداخلي على حالها، وعدم وضع اي ضوابط أمام، تدخلاته ومشاركته بالصراعات والحروب الداخلية والمذهبية بالدول العربية الشقيقة، فهذه الدعوة موجهة باطار من التهديد للمعارضة للحوار والتشاور مع الحزب، من خلال رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتفاهم والاتفاق على اسم رئيس الجمهورية الجديد،وان كان بمواصفات مشتركة من الطرفين، وهذا هو الخيار الانسب في هذه الظروف حسب رغبة الحزب،والا فهناك استحالة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية في ظل الانقسام الحاصل وعدم قدرة اي تحالف على ترجيح كفة اي مرشح رئاسي للوصول إلى سدة الرئاسة الاولى. وهذا يعني إطالة امد الفراغ الرئاسي الى وقت غير معلوم، وقد يكون أطول مما هو متوقع، وسيؤدي الى مزيد من التدهور والفوضى والانهيار، وفي النهاية اذا بقيت المواقف الرافضة لطروحات الحزب الرئاسية على حالها، فإن نصرالله يخوِّف المعترضين والرافضين،بفرض مرشح رئاسي على غرار اميل لحود وميشال عون.
عن قصد او لمجرد التهديد، تبنى نصرالله كل مساوىء وموبقات عهدي لحود وعون، بعزل لبنان عن محيطه العربي والحاق الضرر بعلاقاته الدولية، تغطية الاغتيالات التي ارتكبها الحزب ضد شخصيات ورموز وطنية وحزبية لبنانية بارزة، تعطيل مؤسسات الدولة اللبنانية، تخريب مرتكزات الدولة، وضرب مقومات الاقتصاد الوطني، وسرقة اموال الناس ،وتدمير قطاع الكهرباء الذي يرهق كل الشعب اللبناني.
احدثت مواقف نصرالله الاخيرة بتفضيل الحزب مواصفات لحود وعون الرئاسية على مواصفات الرئيس ميشال سليمان، مزيدا من التباعد والنفور مع معظم مكونات الشعب اللبناني، وردة فعل سلبية، تمثلت بالتشدد ضد مثل هذه التهديدات المبطنة التي، تصعب عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولا تساعد على اتمامها بالسرعة المتوخاة.
يعلم الامين العام لحزب الله ان ظروف فرض انتخاب اميل لحود السورية وميشال عون بالتعطيل القسري بسلاح حزب الله، من الصعب تكرارها في الوقت الحاضر ،لاعتبارات عديدة، محلية واقليمية ودولية ، وإذا كان الهدف الاساس هو تحسين المطالب والشروط بالانتخابات الرئاسية في ظل المتغيرات والتفاهمات، التي تثقل كاهل الحزب امام خصومه، وبدلا من التشبه بمواصفات رئيسين منبوذين، ومكروهين الى هذا الحد، للرئيس العتيد ،كان الاجدى تقديم طروحات متجددة، تأخذ بعين الاعتبار تجنب ذكر السقطات التي وقع الحزب فيه سابقا، والدعوة لخيار تقاربي اكثر، يسرع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بدلا من التلهي بأساليب التهديد الممجوجة، التي تزيد من تعقيد انجاز الاستحقاق بدلا من تسريع الخطى لإنجاز والمباشرة بخطوات سريعة لحل الازمة الضاغطة.