IMLebanon

نصراللّه لم يطالب فرنجية بالتراجع

كان مفترضاً أن يكون اللقاء في الرابية حاسماً بين العماد ميشال عون وحليفه في 8 آذار النائب سليمان فرنجية، عضو التكتل الذي يرأسه الأول. ولكن المعلومات المتوافرة من أوساط جدية كشفت أن فرنجية لم يكن يملك من القول سوى أنها فرصة نادرة «لي ولحلفائي» فلماذا نضيّعها؟! أما عون فأسهب في الحديث محاولاً أن يضع – غريمه – حليفه – منافسه الرئاسي في أجواء الرابية التي يمكن إختصارها بالآتي وفق مصادر مطلعة:

أولاً – «ماذا يفيد الإنسان إذا ربح العالم وخسر نفسه» (آية من الإنجيل المقدس). ولن يفيد سليمان بك أن يربح الرئاسة ويخسر حلفاءه.

ثانياً – إفتراض فرنجية أن «الفريق الآخر» لا يناور وهو يرشح فرنجية جدياً… وهذا (في نظر الجنرال) أمر قابل لكثير من الشكوك.

ثالثاً – أليس ما بين بيت فرنجية في الرابية، وبيت الجنرال في الرابية  ذاتها مسافة أقل بكثير مما هي بين بنشعي وباريس؟ فلماذا لم يعرّج، ولو لبرهة من الزمن، فيتشاور قبل التوّرط في الوعود والإلتزامات؟!

رابعاً – كان فرنجية قد إتخذ مواقف متعارضة مع مواقف العماد عون منذ زمن… فهل لأنه كان «موعودا»؟ أيد التمديد لمجلس النواب وعون عارضه. أيد التمديد للقوى الأمنية وهو ما عارضته الرابية… والموقف من الجلسة التشريعية مخالف لموقف التكتل.

خامساً- هذا كلّه لا نتوقف عنده، تقول أوساط عون وتسأل فرنجية ما سأله إياه: هل قطعت وعداً وتعهداً بأنك ستلتزم قانون الستين في الإنتخابات النيابية.

أصلاً… ما هو موقفك من قانون الإنتخاب؟ وتضيف أوساط عون ما يفترض أن عون طرحه على فرنجية:

سادساً – هل إلتزمت بألاّ تكون وزارة الطاقة من حصة فريق 8 آذار؟

سابعاً – هل التزمت بعدم منح 8 آذار الثلث الضامن بدعوى أنك أنت الضمانة؟!

ثامناً – قلت إنك ماض في تأييد مرشح 8 آذار (أي العماد عون نفسه) إذا لم يصدر التأييد «الرسمي» بعد التأييد «الجدي»… وها قد مر أكثر من أسبوعين على التأييد الجدي ولم يصدر التأييد (أو الترشيح) الرسمي… فما هو موقفك؟!

تاسعاً – (وتكراراً) ألا تخشى أن تكون قد وقعت في المحظور من خلال خطة قد تؤدي الى فكفكة فريقنا؟!

عاشراً – الجنرال مستمر في الترشيح للرئاسة ويأمل أن يستمر تأييد أطراف 8 آذار  قاطبة بمن فيهم فرنجية نفسه.

الى ذلك، وعلى ذمة الأوساط ذاتها، فإنّ ما سمعه فرنجية في الرابية  تبلّغ نسخة عنه تكاد تكون مطابقة في المضمون من قبل أمين عام حزب اللّه السيّد حسن نصراللّه.

وتختم الأوساط قائلة: يمكن إستخلاص الآتي:

1 – عون مستمر في الترشح، وهو حريص على بقاء الحلف مع فرنجية.

2 – فرنجية مستمر في الترشح ما لم يطلب منه السيّد حسن نصراللّه أن ينسحب…

3 – السيّد حسن نصراللّه لن يقدم على هذا الطلب، وهو حريص جداً على التوفيق بين المرشحين اللذين هما في حلف مع حزب اللّه.

وثمة عنصر جديد (غير مفاجىء) طرأ على المشهد يتمثل في الدعوة التي وجهتها المملكة العربية السعودية الى الرئيس نبيه بري. وإلى أن يلبيها رئيس المجلس ويعود الى عين التينة سيبقى مصير المبادرة يكتنفه الغموض في الظاهر على الأقل.