فيما لم يقنع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله احداً في اطلالته الاخيرة، فانه كرر نفسه لجهة اقحام الحزب في الحرب السورية وفي نوعية التعاطي مع ايران، من غير ان يقدم شيئا يذكر على صعيد الازمة اللبنانية الغارقة في مشاكل المنطقة من سوريا الى العراق والبحرين واليمن، حيث يعرف السيد ان ثمة استحالة امام لعب اية ورقة داخل لبنان من خلال دوره الخارجي، لاسيما بالنسبة الى دور الحزب في الحرب السورية حيث لا مجال للقول انه فهم المطلوب منه محليا، اقله بالنسبة ان المشكلة الرئاسية على رغم ما كرره لجهة تأييد ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون، من غير حاجة الى ان ينزل بنوابه الى مجلس النواب!
الذين من رأي السيد فهموا هذا التوجه مثلهم مثل من هم في الجهة المقابلة، اي مع ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية من دون حاجة كذلك الى من يقول لهؤلاء »انزلوا الى المجلس ومارسوا ما هو مطلوب منكم«. اضف الى ذلك ان قسمة البلدين بين من هم مع عون وبين من هم مع فرنجية، تحتاج الى ما يفهم منه ان الاثنين على تناقض داخلي، لكنهما على وحدة موقف من الحرب في سوريا، مع ما يعنيه ذلك من ضرورة فهم ما هو مرجو اقله على اساس تحديد معنى الانسجام بين الاثنين، بعكس ما هو حاصل بالنسبة الى المؤيدين من الجانبين المتناقضين؟!
ان من يدعي الوقوف مع احد الاثنين سياسيا يفهم منه انه مع خط سياسي واحد، وليس بوسع احد الادعاء ان ذلك من ضمن سياسة الامر الواقع التي تفرض نفسها على الساحة اللبنانية ليس لانها مخالفة للواقع التي تفرض نفسها على الساحة اللبنانية ليس لانها مخالفة للواقع والمنطق، بل لانها مغايرة لكل ما من شأنه تحديد صورة »الاتي الى قصر بعبدا« وهذا من ضمن التفسير السياسي السلبي الذي يعني جميع اللبنانيين، وليس قسما منهم من غير حاجة الى القول عكس ذلك.
المهم من وجهة نظر السياسيين والمراقبين ان السيد حسن نصر الله ليس مع قوى 14 اذار، والشيء بالشيء يذكر بالنسبة الى الذين ليسوا مع قوى 8 اذار الذين يعرفون طبيعة المعركة الرئاسية من غير حاجة الى ان يكون هناك صراع على من هو الرئيس العتيد، طالما ان عون وفرنجية من قوى 8 اذار الا في حال لم يعترف بذلك كحاجة سياسية ضرورية وملحة في هذا الوقت بالذات بحسب اجماع المراقبين الذين يعلقون اهمية على القول ان الذي مع سورياغير قادر على ان يكون مع قوى 14 اذار لاسيما الذيم يرون ان ضلوع حزب الله في الحرب شيء سياسي داخلي محسوم في حال كانت مواقف تحتاج الى حسم؟!
اما اولئك الذين يدعون انهم ضد الحرب في سوريا فانهم مطالبون بأن لا يكون لهم زعم في المقابل، يقول انهم مع سوريا لمجرد ان حزب الله ضالع فيها، وهذه ليست من ضمن الواجب السياسي الذي بات يوصف بانه غير قادر على التمييز بين قوى الداخل وبين من ليس بوسعه ان يحدد مساره السياسي على اساس مصلحة الداخل. وهذا بدوره من ضمن ما لم يأت السيد حسن نصر الله على ذكر ليحدد من معه ومن ضده من اللبنانيين اقله بالنسبة الى ما هو مرجو على هذا الصعيد؟!
وفي مقابل كل ما تقدم فان السياسة في لبنان لم تعد محددة في سياق من هو مع الحرب في سوريا ومن ضد الحرب هناك، خصوصا ان لا مجالات اخرى امام من بوسعه تحديد خياراته بالنسبة الى موقفه السياسي الموحد لاسيما ان مجالات تحديد العمل السياسي مقتصرة في لبنان على نوعين من السياسيين: سياسو 14 اذار وسياسو 8 اذار. وفي الحالين من الصعب القول ان الاخرين على الحياد طالما ان لكل واحد منهم مصلحة مشتركة في هذا الاتجاه وفي اي اتجاه اخر.
المهم ازاء كل ما تقدم ان السيد حسن نصر الله حدد وجهة نظر حزب الله من غير حاجة الى ان يكون مع قسم من اللبنانيين من غير مؤيدي الحزب. وفي الحالين فان قوى 14 اذار لا تنتظر من قوى 8 اذار ان تكون في موقف مغاير طالما ان النتيجة هي واحدة من غير حاجة الى التوقف عند الاعتبارات الاخرى، بما في ذلك المصالح الداخلية والخارجية على السواء، لان النتيجة واحدة بالنسبة الى الانتخابات الرئاسية التي لا بد وان تحصل من غير حاجة الى من يتسابق على طلب ود المرشحين عون وفرنجية. والشيء بالشيء يذكر في مجال عدم تحديد ما هي السياسة المستقبلية في لبنان لمجرد ان من سيفوز في الانتخابات الرئاسية سيكون مع الذين رشحوه بقدر ما سيكون خصما عنيدا لمن لم يكونوا معه؟!