نصر الله يستحضر تاريخاً من الخيال..
والحوار مستمر إلا إذا…
بقلم ربيع شنطف
لا شك أن المتابع بدقة لتصريحات أمين عام «حزب الله» السيّد حسن نصرالله الاخيرة والمغلفة بخطاب تضامني مع الانقلابيين في اليمن، سوف يستكشف أن نصرالله قد صبّ الكثير من الزيت على النار المذهبية، وتحدث قليلا في السياسة. ولا شك أنه بالتالي، سيستشعر روح الهزيمة المرسومة على محور «ولي» أمين عام الحزب.
هذا الشعور، يتأتى من خلال ظهور نصرالله بمظهر المهزوم الفاقد للحجة والمنفعل، والمفتعل للتوتير والذي استعمل كل الأسلحة حتى المحرمة منها الى درجة تحوير الحاضر وتزوير التاريخ.
وفي نقاش بعمق خطاب نصرالله، يرى مختصون في التاريخ العربي والاسلامي، انه امتطى شائعات ظهرت قبيل تأسيس الملك عبدالعزيز المملكة العربية السعودية، وتكفل في تظهيرها اعداء الملك.
ويلفت المختصون الى أن كلام نصرالله عن الاطاحة ومحاولات الاطاحة بأضرحة النبي عليه الصلاة والسلام وزوجاته وآل بيته وأصحابه، مختلق وغير دقيق ولا منطقي، داعين اياه الى زيارة المدينة المنورة والبقيع، حيث يدفن غالبية آل بيت الرسول وصحبه، تلك المدينة التي شهدت توسيعا وعمرانا كلّفا مليارات الدولارات.
ويؤكد هؤلاء أن الكعبة المشرفة قد هوجمت أربع مرات من قبل حلفاء لعقيدة نصرالله الفكرية خلال العقود السابقة، مذكرين إياه بأن أولئك الحلفاء هم من سرقوا الحجر الأسود لأشهر عدة قبل استعادته.
ويعود المختصون الى التاريخ الحديث، متطرقين للتصعيد الايراني في الحرم المكي الشريف عام 1987 خلال موسم الحج، اذ حوّل الحجاج الايرانيون مناسك الحج الى تظاهرة سياسية، رفعوا خلالها صور الخميني، محاولين اقتحام محيط الكعبة المشرفة، الامر الذي احدث توترا كبيرا وسالت الدماء في أرض السلام.
ومما تقدم، يسأل المختصون نصرالله عن هوية المتسببين عبر التاريخ بالعبث في أقدس أرض لدى المسلمين في العالم.
ولعل ما يحتوي خطاب نصرالله من تصعيد مذهبي، دفع بالكثيرين الى السؤال عن مصير الحوار بين «حزب الله» وتيار المستقبل، وهل بالامكان أن يصمد أكثر؟
مصادر الطرفين تؤكد حتى الساعة صمود الحوار، لأن لا مصلحة لأحد في نقل ما يجري في اليمن وسوريا والعراق الى لبنان، لكن التخوف من أن تفلُت الامور يبقى مشروعا، خصوصا إن دفعت ايران الحزب إلى افتعال المشاكل في لبنان والتي يمكن أن تبدأ بصورة تظاهرات أمام سفارات دول التحالف العربي في هذا البلد، غير أن هذا الامر لا يزال مستبعدا بحسب المتابعين الى نهاية حزيران، الموعد المرتقب لتوقيع الاتفاق النووي بين طهران والغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية.