IMLebanon

نصر الله.. المركز الأول في النواح  

< تخلّي إيران عن قناع الدفاع عن مظلوميات العرب الذي تسربت من خلاله إلى عقول الكثيرين منهم، لمصلحة الظهور بالوجه الحقيقي لها، ثم الانقضاض بشراهة على مقدراتهم، ما هو إلا نتيجة حتمية لواحد من احتمالين، الأول: أنها تكون بذلك قد أكملت مخططات الهيمنة التي نسجت خيوطها منذ قيام ثورة الخميني، وهي اليوم تجني الثمار فقط، أو أنها -وهذا الاحتمال الثاني- قد أجبرت بحكم الظروف الحاصلة في المنطقة على أن تُظهر ما كانت تبطنه من حقيقة توسعية.

الشواهد جميعها سواءً أكانت في الداخل الإيراني الذي يكابد ويلات التضخم والبطالة، أم في الخارج الذي يعاني نزفاً مزمناً على الأراضي السورية والعراقية للموارد الاقتصادية الإيرانية الشحيحة أصلاً. تثبت أن إيران لم تكن ترغب في كل ما هو واقع اليوم؛ فهي تدفع فواتير باهظة، ما بين اختناق داخلي يهدد توازن الدولة، ومجتمع دولي يحاصر ويضغط بشدة عليها من أجل التوقيع على اتفاق نووي نهائي، تلتزم من خلاله بتنفيذ بنود اتفاق التسوية، التي من أهمها «تنازل» إيران عن حلم الهيمنة بالقنبلة النووية. سيناريوهات عدة تضم إليها صور عدم قدرة إيران اليوم على المواجهة.

في اليمن تبددت العاصفة بالأمل، فقط لياقة الكلام والسب هي التي لم تتعطل لدى الإيرانيين وتابعيهم، وما كانوا يحاولون تصويره على أنه حرب استنزاف للسعودية، تشبه تلك التي تأكل أخضر إيران ويابسها على أرض الشام، لم يتحقق، إنما الذي تحقق هو الأهداف التي تدخلت من أجلها السعودية، فقد حُجِّمت قوة الحوثي، الذي تقطعت به سبله عن تخطي حدود ملجئه للدفاع عن نفسه، فضلاً على أن يشكل أي تهديد للسعودية، الحزم سيعيد الحوثي إلى طاولة النقاش كمكون يمني له مثل ما عليه من الالتزامات؛ فلأجل اليمن لم تكن الغاية الإقصاء، ولكن تعديل الكفة التي مالت ذات خيانة للدولة في مصلحة من باعوه.

ضربات الـ20 يوماً التي سُمع صداها في ضاحية بيروت الجنوبية عندما تحدث «سماحة البوق» عن خيباتها في اليمن، هي ذاتها من أخرست أصوات الفتنة، وقضت على طموحات فئة حاولت التغلب بمخلب غيرها على اليمن واليمنيين، صحيح أن السيد -كما يسمي نفسه- كان يبرر نواحه بأنه من ضرورات المشهد، إلا أن واقع مجريات الأحداث اليوم، يؤكد أن صراخ نصر الله كان -يقيناً- على قدر ألم أخيه الحوثي. الحديث عن كذب هذا الدعي وتناقضه قد أصبح قديماً، لذلك فإن عاطفته المزورة التي يظهرها على اليمن وأطفال ونساء وشيوخ اليمن، لن تنسخ من ذاكرة العرب ولا المسلمين ما جنته يدي هذا الطائفي البغيض في سورية وفي العراق، أو تنسيهم إياها.

سماحة الأمين على مصالح الإيراني المعتدي، الخائن لوطنه وأمته، رفع في خطابه عن اليمن راية العروبة، بعد أن سقطت راية الإسلام من بين يديه في سورية، تحدث مطولاً عن أصالة اليمنيين العربية، وكأن هناك من يشكك بها، أو يحارب في اليمن غير الذين خرَّبوا وطنهم، وهم يرفعون رايات الولاء للفارسي! لتذكير سماحته: السعوديون في اليمن لا يعطون درساً في التاريخ، هم يخوضون حرباً هناك؛ لاستعادة اليمن من براثن سرَّاقه، حتى لا تتكرر مأساة سرقتك وحزبك للبنان. طار السعوديون بالأفعال في اليمن، وتركوا الحديث لسماحة البوق، ولن نسأل عما إذا كنت تعرف «أرعة راس بيّك» أم لا؟ فذلك لا يهمنا، المهم الذي يترقبه كل شريف اليوم، هو «قرعة» رأسك أنت، ومن هم على شاكلتك.