لم يشأ العماد ميشال عون ان يكون مع اعضاء «تياره الوطني الحر» ومناصريه على طريق بعبدا، فخاطبهم من مقره في الرابية لانه يفصله عن موعد صعوده الى القصر الجمهوري حوالى الاسبوعين فلماذا يحرق المراحل، طالما انه قطع مسافة مهمة في الوصول الى رئاسة الجمهورية التي انتظرها منذ اكثر من ربع قرن.
هذه هي الاحلام التي تراود العماد عون وهي التي تحدث عنها الوزير جبران باسيل في كلمته في الذكرى الـ 26 لاحداث 13 تشرين الاول، وذهب في وصفه للمشهد الرئاسي، بأن اعطى صورة عن وقوف العماد عون على شرفة القصر الجمهوري يشبك يديه مع ايادي قادة البلاد.
هذا هو الجو التفاؤلي الذي يسود اوساط «العونيين» من قياداتهم الى قاعدتهم لكنهم يحبسون انفاسهم حتى يسمعوا موقف الرئيس سعد الحريري من ترشيح عمادهم، فتكون الطريق الى الرئاسة الاولى اصبحت سالكة الا من بعض المطبات والعوائق التي برأي مصادر نيابية في «تكتل الاصلاح والتغيير» ستقوم جرافة «حزب الله» بازالتها ولا يمكن لامينه العام السيد حسن نصرالله الذي اعطى كلمته وصدق فيها بتأييد ترشيح العماد عون ان لا يحقق وعده الصادق وفق ما تقول المصادر التي ترى ان مفتاح الحل عند «حزب الله» الذي لولا ثقته بالجنرال لما انتظر عامين ونصف العام حتى يقتنع الرئىس الحريري بإعادة الحوار مع العماد عون والتفاهم معه على انتخابه رئىسا للجمهورية وهو رئيسا للحكومة والرئيس نبيه بري رئىسا لمجلس النواب وخريطة الطريق هذه رسمها السيد نصرالله.
فبانتظار اعلان الحريري تأييد ترشيح العماد عون رسميا فإن «حزب الله» لن يعلن موقفا سوى ما يكرره السيد نصرالله من استمرار دعمه لوصول رئىس «تكتل الاصلاح والتغيير» الى رئاسة الجمهورية وان هذا الاسبوع سيكون حاسما، اذ ثمة موعد كان الحريري اشار في اثناء جولاته على المرجعيات السياسية انه سيعلن فيه موقفه النهائي من الاستحقاق الرئاسي، وقد يكون نهاية الاسبوع الحالي، كما تتوقع المصادر، ليتسنى للكتل النيابية ان تحدد موقفها حيث اشارت الى ان المعلومات المتوافرة لدى العماد عون بأن رئىس «تيار المستقبل» جدي في تأييده له ولمس منه انه مع انهاء الشغور الرئاسي.
وبعد اعلان الحريري موقفه واذا كان لصالح العماد عون فان الاخير سوف يقوم بزيارات الى الكتل النيابية، ويطرح امامها تصوره لحل الازمات وابرزها قانون الانتخاب الذي هو من صلاحية مجلس النواب لكن للعماد عون كرئىس كتلة نيابية له رأيه، وهو ليس بعيدا عما يفكر به الرئىس بري للتفاهم معه من اعتماد النسبية والدوائر الكبرى تقول المصادر التي تشير انه سيبلغ رئىس مجلس النواب عندما يلتقيه بعد اعلان الحريري، ان تشكيل الحكومة هي من صلاحية من يكلف بها وان رئيس الجمهورية له رأيه، والعماد عون الذي كان يشكو من الغبن الذي كان يلحق بكتلته، والانتقاص من المشاركة الفعلية في الحكم فلن يمارسه مع الاخرين، وما يريده لكتلته يريده للكتل الاخرى حسب احجامها واذا رغبت في المشاركة.
ولن يتأخر العماد عون في فتح صفحة جديدة مع النائب سليمان فرنجية الذي كان دائما يردد ان الجنرال هو المرشح الاول، او الخطة أ، وطالما ان الظروف قد تعود لصالحه، فإن رئيس «تيار المردة» الذي يؤكد انه ما زال مرشحا قد يغير رأيه، لانه هو من اقترح على الحريري وطالبه، ان لا يحرج بترشيحه ودعمه له، اذا كان سيعود الى التفاهم مع العماد عون وهو اعلن ذلك مطلع الصيف الماضي، واضاف في موقف اخر له، بأنه حصل اجماع على العماد عون فلن يكون حجر عثرة، كما تذكّر المصادر، التي ترى ان ثمة حلاً لعقدتي بري وفرنجية اذا ما اعلن الحريري دعم ترشيحه للعماد عون.