IMLebanon

لقاء نصر الله ـ الحريري «غير ناضج».. حالياً

يحلو لـ «المستقبليين» هذه الأيام التأكيد على جديتهم في تخفيف الأجواء المتشجنة، عبر الاستدلال بإيجابية الرئيس سعد الحريري بالانفتاح على الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله و «عدم ممانعته» بلقائه.

يشير هؤلاء الى ان هذه الأجواء الإيجابية قد دشنتها عودة الحريري الى لبنان وشروعه في لقاءاته لتنفيس الاحتقان، في الوقت الذي يمثل هذا «الانفتاح» عنصرا «فريدا من نوعه» في ظل أحوال المنطقة، «بينما باتت الفتنة السنية الشيعية واقعا حقيقيا في اكثر من بلد عربي، بدءا من سوريا مرورا بالعراق وليس انتهاء باليمن… والحبل على الجرار».

بسؤال «المستقبليين» عن مآل ما يشيرون اليه بأنه «مبادرة» قام بها الحريري تجاه نصر الله، يبدو ان هؤلاء على حذر في ما يمكن ان يبدر من الطرف الآخر. ويشير قيادي «مستقبلي» الى ان لقاء الحريري بنصر الله لا يمكن ان يتم من دون التوصل الى حل على صعيد رئاسة الجمهورية. هنا بالذات، تكمن «مراوغة المستقبل» على حد تعبير مصدر من «8 آذار» متابع لما آلت اليه العلاقة بين التيار والحزب. إذ ان الخلاف بين الطرفين هو بالتحديد حول هوية الرئيس اللبناني المستقبلي، وفي الاشتراط «المستقبلي» على التوصل الى حل للرئاسة، تكمن عرقلة التيار لأي تقارب مع الحزب.

ويذهب هذا المصدر الى اعتبار «عدم ممانعة» الحريري بلقاء نصر الله «تمنينا» من قبل التيار للحزب، ليس من شأنه تقريب وجهات النظر. ويشير الى انه بينما يخرج «المستقبليون» بخطاب «منفتح» تجاه «حزب الله»، تجدهم يكيلون الاتهامات المختلفة الى الحزب وعلى رأسها تورطه في الإرهاب خارج لبنان. فكيف بمن يكيل الاتهامات ان يشكل عنصر جذب للآخر؟ يسأل المصدر في قوى «8 آذار»، الذي يستبعد ان تلقى دعوة الحريري للقاء نصر الله تقييما إيجابيا لدى «حزب الله»، او ان تشكل في الحد الأدنى «مبادرة» من قبل الحريري يمكن البناء عليها. ويسأل: كيف يسمون ذلك «مبادرة» بينما يكيلون الاتهامات الى «حزب الله» بالإرهاب في الخليج ويدعو الحريري نصر الله الى العودة الى لبنان؟!

يلتزم «حزب الله» الصمت إزاء دعوة الحريري الى لقاء نصر الله، وهو يبدو لا يريد التصعيد مع «المستقبل» بما ينعكس سلبا على البلاد، في الوقت الذي يجمع الحوار الثنائي الجانبين حتى بات يمثل ورقة التوت التي تستر عورة الخلافات!

ويسأل المصدر في «8 آذار»: كيف يشرع الحريري في لقاءاته مع أخصامه على الساحة السنية بينما يحجم عن أخذ المبادرة تجاه نصر الله؟ وكأن الحريري بعدم ممانعته لقاء نصر الله، غير مقتنع أصلا ان هذا اللقاء سيحصل، او انه غير مقتنع بجدواه.

هذا الاستنتاج تجيب عنه أوساط «مستقبلية» بالتأكيد ان الحريري حريص على ترتيب البيت السني، في موازاة حرصه على التقارب مع نصر الله، شرط بناء الثقة مع الاخير عبر انتخاب رئيس للجمهورية بعد حوار وطني مسؤول يبني الثقة ويؤسس لحكومة جديدة تضم الجميع.

لا يضع «المستقبليون» ذلك في اطار الاشتراطات على «حزب الله»، لا بل يلفتون النظر الى انهم يقيمون حوارا مع حزب مصنف في اطار الإرهاب لدى الغالبية الكبرى من الدول العربية، كما انهم يدافعون عن الحزب في الداخل اللبناني ويرفضون وصمه بالإرهاب، لقناعتهم بذلك من ناحية، ولحرصهم على الوحدة الوطنية من ناحية ثانية.

لذلك، يرمي «المستقبليون» الكرة في ملعب «حزب الله»، وهم يدعونه الى وقف التصعيد إزاء السعودية وبعض دول الخليج كون ذلك من شأنه ان يضر باللبنانيين والكثير منهم من بيئة الحزب.. وهم لا يخفون رؤيتهم الايجابية الى المرحلة المقبلة التي يشيرون الى انها ستشهد خرقا على صعيد انتخاب رئيس.

يبني «المستقبليون» رؤيتهم على معطيات خارجية مشجعة ورياح تسوية قادمة الى لبنان يرفضون البوح بتفاصيلها الآن. وهم يكتفون بالاشارة الى «التقدم الذي طرأ داخلياً»، كما يسمونه، مع ما حققته عودة الحريري الى لبنان والذي تمت ترجمته في الجلسة الانتخابية الاخيرة مع ازدياد اعداد النواب الحاضرين للجلسة، ما سيسقط نفسه ايضا على الجلسة المقبلة.

إزاء كل ذلك، يرى المصدر في «8 آذار» ان اللقاء بين نصر الله والحريري «غير ناضج حاليا»، مثلما انه ليس وارداً بالنسبة الى «حزب الله» و «المستقبل» التخلي عن الحوار الثنائي الذي أثبت جدواه، خاصة على صعيد ضبط الشارعين.