IMLebanon

نصر الله يتفرّد بدقّ طبول الحرب على المسلّحين في جرود عرسال

    متجاوزاً ما يقوم به الجيش من حرب إستباقية على الإرهاب ومتجاهلاً موقف رئيس الحكومة

     السؤال الذي طرحته الأوساط السياسية: هل يريد السيّد من رسالته التأكيد على أن قرار الحرب والسلم لا يزال في يده؟

في الوقت الذي يواصل فيه الجيش عملياته الاستباقية لدحض الإرهاب وأربابه بالتوازي مع استهداف مواقع المسلحين في جرود عرسال بالقذائف المدفعية، وذلك من ضمن خطة عسكرية متكاملة للجيش تهدف أولاً وآخراً إلى تطهير كل شبر من الأراضي اللبنانية من الداعشيين وكل من يلتقي معهم في العقيدة والنهج، في هذا الوقت بالذات ووسط ترقب لساعة صفر معركة الجرود، يطل أمين عام حزب الله السيّد حسن نصر الله ليعطي هو الفرصة الأخيرة للمسلحين المنتشرين في جرود عرسال، قبل انقضاض مقاتلي الحزب ومعه على الأرجح جيش النظام السوري الذي يقوم منذ بضعة أيام بغارات جوية علی هؤلاء المسلحين، وليبعث من خلال ذلك برسالة إلى من يعنيهم الأمر من حكومة اتخذت القرار السياسي الكامل والناجز بإعطاء الجيش كل الصلاحيات لتمكينه من متابعة حربه علی الإرهاب ليس فقط في عرسال وجرودها بل وفي كل المناطق اللبنانية تنفيذاً لدوره ومهمته الأساسية في الدفاع عن الأرض والسيادة وحماية كل الشعب اللبناني في أي مكان كان على الأراضي اللبنانية من أي خطر خارجي يتهدده سواء أتى هذا الخطر من جانب العدو الإسرائيلي أم من أي جهة أخرى تستلهم الاعتداء بالعمليات الانتحارية وسيلة أساسية لترهيب النّاس وتخويفهم أو لحملهم على الاستسلام والعمل بمشيئة تلك الجماعات الإرهابية، فما هي الرسالة التي يريد حزب الله إيصالها إلى الدولة اللبنانية رئاسة وحكومة وجيشاً . في الوقت الذي خصص معظم خطابه الذي ألقاه أمس بمناسبة احياء ذكرى حرب تموز.

الأوساط السياسية تستكمل هذا السؤال بطرح سلسلة من الأسئلة تدور هل الهدف منه التأكيد للجميع بأن القرار النهائي في إعلان الحرب والسلم يعود إلى الحزب الذي تحول بعد الإنجازات التي حققها في العراق وسوريا إلى قوة إقليمية تعتبر نفسها أنها أصبحت أقوى من الجيش اللبناني ومن كل القوى الأمنية مجتمعة أو متفردة، أم هل يريد من الرسالة التي وجهها في هذه المناسبة عينها إفهام الجميع من هم في الداخل وفي الإقليم وفي الخارج أن لبنان أصبح محكوماً بالحزب الذي بات يتمتع بقوة عسكرية لا تقهر، وأن على الدولة اللبنانية بكل قواها العسكرية أن تتفهم هذا الأمر وتترك لحزب الله وقواه العسكرية الكبيرة مهمة القيام بما ترتئيه مناسباً لدرء الأخطار عن لبنان ليس حباً به، بل تنفيذاً لأوامر صدرت عن المرجعية الدينية الأعلى في إيران ومعها الحرس الثوري الذي بات يشرع بعد الدخول الأميركي على خط الخرائط التي ترسم للأقليم مع روسيا والسؤال الأهم بين هذه الأسئلة هو ان السيّد يريد فقط أن يوجه رسالة إلى الجيش اللبناني الذي اتخذ قراراً حاسماً بوضع حدّ لوجود النصرة وحلفائها في جرود عرسال ليستكمل بذلك عمليات دحر الإرهاب في أوكاره وتطهير كل الأراضي اللبنانية من هذه الآفة الخطيرة على الأمن العام الداخلي.

إن رسالة السيّد حسن نصر الله التي وجهها أمس إلى المسلحين في جرود عرسال، من النصرة وغيرها من القوى المعارضة للنظام السوري للخروج من جرود عرسال وإلا تجيب وحدها على كل هذه الأسئلة اتي تطرحها الأوساط السياسية في هذا التوقيت بالذات حيث أخذت قيادة الجيش قرارها الحاسم بإعلان الحرب الاستباقية على الإرهاب، ومن ضمنها طبعاً النصرة وكل المسلحين الآخرين الذين ما زالوا يتخذون من جرود عرسال اللبنانية ملاذاً آمناً يتحصنون به ضد النظام السوري وحلفائه من روسيا وإيران وحزب الله، ونؤكد بما لا يقبل التأويل على ان السيّد نصر الله تجاهل ما يقوم به الجيش في هذه الآونة لطرد المسلحين والنصرة من جرود عرسال ونصحه بأن يتخلّى عن هذه المهمة الصعبة كونها تقع ضمن مسؤوليات حزب الله الممتدة من العراق وليبيا واليمن وسوريا الى كل الاراضي اللبنانية بدءاً بجرود عرسال، وانه اتخذ قراره النهائي بإعلان الحرب على كل القوى المسلحة في جرود عرسال وحتى في قلب تلك المدينة التي تحملت وما زالت تتحمل الكثير من المعاناة ومن الخطر الذي يشكله الارهابيون والنصرة واخواتهما في الجرود وفي الداخل.

وبالعودة الى ما اعلنه السيد حسن نصر الله في خطابه بمناسبة ذكرى عدوان تموز تعتبر الاوساط السياسية ان السيد نصر الله اختصر الجدال الدائر حول ما يمكن ان يحصل في جرود عرسال بعد دخول الجيش السوري على خط قتال النصرة والمسلحين هناك ان كلام امين عام حزب الله في هذه المناسبة لا يمكن ان يفسر الا انه تعبير عن اصرار الحزب على التفرد بقرار الحرب والسلم ضارباً عرض الحائط الدولة واساس وجودها خصوصا انه جاء مباشرة بعد موقف رئيس الحكومة سعد الحريري الذي رفض اي عملية عسكرية قد يشنها الحزب في جرود عرسال وذلك بعد اجتماع السراي الامني بحضور وزير الدفاع وقائد الجيش العماد عون والذي مد المؤسسة العسكرية بالدعم اللازم لمواجهة الارهاب واعتبرت الاوساط ان ما يجدر التوقف عنده في خطاب نصر الله هو مسابقته الجيش الى عرسال فالمؤسسة العسكرية وبغطاء سياسي لا لبس فيه تتابع التطورات على الحدود والشرقية وتضرب حين وحيث يجب لضمان آمن واستقرار كل الاراضي اللبنانية ومن عليها وهي سطرت انجازات في الامن الاستباقي كان آخرها في مخيمات عرسال. كما انها تحظى بالدعم الكامل لفعل ما يلزم لضبط الوضع على الحدود ومنع اي توغل ارهابي نحو الداخل ما يثير اكثر من علامة استفهام حول خلفية موقف نصر الله من مستجدات الجرود وقد ذهب الى حد القول عندما تتحمل الدولة اللبنانية مسؤوليتها نكون داعمين لها، واذا كانوا لا يريدون ذلك فلن نبقى في بيوتنا فهل يزايد السيد على الجيش ام يعطيه تعليمات مبطنة يريده ان يتصرف وفقها لا اكثر ولا اقل.