IMLebanon

نصر الله يسوّق لمقترحات عون… ولا يقول رأيه فيها؟!

لم يجد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، في طلته التلفزيونية مساء أول من أمس، أي حرج في ان تكون «الافكار» التي طرحها رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» (الجنرال السابق) النائب ميشال عون، بنداً في كلمته التي تناول فيها، وهو في صحة جيدة، ذكرى «الاسراء والمعراج» و«نكبة فلسطين في العام 1948»، و«معركة القلمون» وحرب اليمن… والانتخابات الرئاسية في لبنان… ولم يجد حرجاً في التسويق لهذه «الافكار» التي اعتبرها عون السبيل لاخراج لبنان من «أزمته الداخلية» التي هي في قراءته «أزمة ميثاقية»، بسبب أنه – وبعد مرور 25 على ولادة «وثيقة الوفاق الوطني» (او ما عرف بـ«اتفاق الطائف» المفترض  ان تكون شكلت «خريطة طريق» لاخراج لبنان من أزماته المتتالية، كل عقد من السنين -. فلم يؤخذ من هذا «الاتفاق» سوى تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية حتى الانعدام» و«نقل السلطة الاجرائية الى مجلس الوزراء (مجتمعاً)، فضاعت، برأيه، «المناصفة» و«صحة التمثيل» بين المسلمين والمسيحيين (مع الاشارة الى ان مجلس الوزراء كما المجلس النيابي يقومان على «المناصفة») كما سائر البنود الأخرى في «الطائف» التي لم تبصر النور، كقانون الانتخابات النيابية على أساس النسبية، وتقسيم الدوائر الانتخابية على أساس المحافظات الواسعة (المختلطة) كمعبر لا بد منه لاخراج لبنان من محنتي الطائفية والمذهبية، اللتين ولّدتا الحروب المتتالية، وعززتها بالتدخلات الخارجية… و«لا نستطيع السيطرة عليها…» (؟!).

اللافت ان السيد نصر الله، (الذي كان لوقت سابق بادر الى الدعوة الى «المؤتمر التأسيسي» الذي لم يفصح عن تفاصيله، والى أين سيقود، سوى ان مرجعيات ايرانية كانت طرحت فكرة «المثالثة» بين المسيحيين والسنّة والشيعة، كصيغة) اللافت، أنه لم يقل رأيه في ما طرحه الجنرال عون، وما اذا كان يتبناه بالمطلق، او جزئياً او يتحفظ عليه او يرفضه… وهو اكتفى بدعوة «جميع القوى السياسية» الى «مناقشة جادة ومسؤولة» لما طرحه عون، الذي في نظر البعض «لم يغادر الطائف بل عاد يطرق أبوابه من جديد» في ظل أزمة كيانية – وجودية تمتد على مساحة العالم العربي، ولم يعد لبنان بمنأى عن تداعياتها المباشرة وغير المباشرة…

قد يكون السيد نصر الله أراد ان لا يستعجل الأمور، ويتجنب أي احراج، لكنه وفي الوقت عينه لم يظهر أي إشارة دالة على أنه يمانع، او يتحفظ… خصوصاً وان المسألة تحتاج الى «حوارات»، ومساحات الحوار مفتوحة بين العديد من الافرقاء… ولم تصل الى أية نتيجة بعد سوى القول «تنفيس الاحتقانات»؟! هذا مع الاشارة الى ان المشكلة في لبنان ليست في اجراء الحوارات، بل في الالتزام بنتائجها… وهذا لم يحصل ويؤخذ على «حزب الله» عدم التزامه «اعلان بعبدا»؟!

ليس من شك في ان الحاجة الى طاولة حوار جدية، باتت حاجة ضرورية… لكن مشكلة الجنرال عون مع الانتخابات الرئاسية، ليست محصورة فقط برفض «المستقبل» (على سبيل المثال لا الحصر) وصوله الى سدة رئاسة الجمهورية… فالخلافات المارونية – المارونية (حصراً) تطغى على سائر ما عداها، وان بدا ان «الحوار» بين «القوات» و«التيار» قد وصل الى مرحلته النهائية في «اعلان النيات» التي تكشفها الأعمال والممارسات اليومية… فالجنرال مرشح للرئاسة، وسمير جعجع مرشح للرئاسة، وليس من اشارات دالة على ان «اعلان النيات» سيتطرق الى هذه المسألة من قريب او من بعيد؟! ما دفع الرئيس نبيه بري أكثر من مرة ليخاطب «الافرقاء المسيحيين» قائلاً: «اتفقوا ونحن وراءكم في ما تتفقون عليه…»؟! وهذا لم يحصل…

في نظر كثيرين، ان ما قاله الجنرال عون، كان لا بد ان يقوله، وليس لديه من خيارات، سوى هذه الرسالة، وطرح الصوت محذراً من الأخطار التي يتعرض لها لبنان وهي «خارجية من صنع غيرنا» و«داخلية من صنعنا كلبنانيين» و«أصبح من الضروري ان نحدد الأسباب… وهي لم تكن يوماً في الشكل، بل كانت في جوهر الحكم والغاء مضامينه، من خلال فقدان المشاركة والتوازن (…) وكان المسيحيون هم من دفع الثمن (…) على الرغم من مطالبتهم المتكررة بتصحيح هذا الخلل…» لكن المشكلة ماذا لو ادار الافرقاء ظهورهم لتحذيرات عون، وتجاهلوا دعواته؟! ومضى كل فريق في خياراته، وليس في يد «جنرال الرابية» من أوراق ضاغطة سوى تمثله في الحكومة، خصوصاً وان العديد من «الافرقاء  الأساسيين في البيئة المسيحية، وتحديداً المارونية»، وان شاركوه في «ملاحظاته» و«مخاوفه» إلا أنهم على غير استعداد لتعزيز أوراق القوة والضغط بين يديه، ليحصل المكاسب التي أطلقها في ورقته الأخيرة… خصوصاً أيضاً وان  البعض يرى في ما يطمح اليه الجنرال «أمر مستحيل» في ظل الظروف السائدة، وليس في جعبته ما يكفي من «الاوراق الضاغطة» وليس بين شركائه من هو على استعداد «أقله في هذه المرحلة» للانشغال بأمور تحتاج الى رعاية دولية – اقليمية – عربية وجهوزية داخلية كافية، غير متوافرة…».