Site icon IMLebanon

رسائل السيّد نصر الله: التفاوض بيد حماس وموافقة على الشق الأول من طرح هوكشتاين 

 

 

لم يكن خطاب أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الأخير في حفل تأبين الشهيد أبو نعمة خطاباً وجدانياً وحسب، بل تضمن رسائل حاسمة للعدو،  ولكل من يعمل على خط الحرب في الجنوب اللبناني، بدءاً من مسار التفاوض وصولاً الى وقف الحرب.

 

يوم الأربعاء الماضي، انطلق التفاوض الجدي حول مقترح وقف إطلاق النار في غزة بعد إيجابية قدمتها حركة حماس، وكثيرة هي التقارير “الاسرائيلية” التي تتحدث عن تقدم بالمفاوضات، رغم ما يُشيعه رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو من شروط جديدة قد تنسف عملية التفاوض، لذلك كان لا بد للسيد نصر الله أن يحدد موقف الحزب من التفاوض وما يمكن أن يليه، إن نجح وإن فشل.

 

خلال زيارات سابقة لموفدين دوليين الى لبنان، كان هناك سؤال دائم حول موقف حزب الله من عملية التفاوض المطروحة، وإذا كان بإمكانه تأدية دور ما للتأثير في موقف حركة حماس، وكان الجواب الدائم بحسب مصادر مطلعة، أن الحزب يفوّض حماس في عملية التفاوض ولا يتدخل نهائياً بمسار المفاوضات وما يُطرح على الطاولة، وهو ملتزم كما كل جبهات الاسناد في المنطقة بما تقرره الحركة.

 

هذا الموقف أعاد السيد نصر الله التأكيد عليه في خطابه الأخير، عندما قال “المعركة هي معركة طوفان الاقصى، والاهداف تتعلق بها وحدها، وليس في نيّتنا أن نطلق على معركتنا عنواناً آخر لنبقى جزءاً من طوفان الأقصى، ونحن ننتظر نتيجة المفاوضات، وبالنسبة لنا حركة حماس تفاوض عن نفسها وعن كل محور المقاومة، وما تقبله حماس نقبله جميعاً، وما ترضى به نرضى به جميعاً، وهذه المعركة معركتهم”.

 

هذا الموقف هو الرسالة البارزة الأولى في خطاب السيد لكل الدول المهتمة في معرفة موقف حزب الله من عملية التفاوض، فالحزب أعلن بوضوح أنه يقبل كل ما تقرره حماس، فإن وافقت على الصفقة وافق المحور عليها، وإن عارضتها استمر العمل في الجبهات دون ملل أو تعب.

 

الرسالة الثانية بحسب المصادر كانت للأميركيين و”الاسرائيليين” بشكل مباشر، ومفادها أن الحزب يعلن علانية وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية مع فلسطين المحتلة فور توقف إطلاق النار في غزة، وهو لا يحتاج لا الى تفاوض ولا الى تفاهم لأجل القيام بذلك، وهو يقول هنا إنه فور وقف إطلاق النار في غزة يمكن للمستوطنين “الاسرائيليين” العودة الى مستوطناتهم بشكل مباشر، وهو بذلك يقدم الحل الأسهل والأسرع لحل هذه المعضلة، التي تستنزف “اسرائيل” والحكومة منذ تشرين الأول الماضي.

 

هذه الرسالة موجهة الى المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين، وتتضمن موافقة الحزب على الشق الأول لطرحه المتضمن وقف إطلاق النار، وعودة النازحين في الجهتين اللبنانية وفي شمال فلسطين المحتلة، وبالتالي بعدها يمكن البحث في الأمور الأخرى المتعلقة بالحدود.

 

رمى السيد نصر الله الكرة في ملعب “اسرائيل”، حتى انه جهّز لها سلماً لتنزل من خلاله عن شجرة المواقف العالية، فإن استجابت بدءاً من وقف الحرب على غزة تُحل مشاكلها، وإن لم تستجب سيكون الجواب في الميدان مجدداً.