13 عاماً على الحرب الإسرائيلية على لبنان، وتداعيات الحرب لا تنتهي في كيان العدو، ويبدو أنها لن تنتهي أبداً.
على خلفية المناسبة، برزت جملة تقارير على مختلف وسائل الإعلام العبرية، تعيد استذكار الفشل عام 2006 في مواجهة حزب الله، وتحاول استشراف الآتي بناءً على تغيير ميزان القوة بين الجانبين، وإرادة تفعيل هذه القوة، إضافة الى مفاهيم ورؤى ترسخت في الوعي الإسرائيلي، وإن صاحبتها حالة إنكار في السنوات الماضية.
ومن التقارير اللافتة، تقرير طويل على قناة «كانْ» العبرية أمس، استضاف عدداً من الخبراء والعسكريين السابقين الذين كانوا في سدة المسؤولية خلال الحرب. أهمية التقرير هو في تعرضه لحقيقتين فرضتهما الحرب، إضافة الى مجمل الصراع الطويل مع حزب الله، وجرى العمل على إغفالها، سواء من قبل إسرائيل نفسها، أو من قبل أنظمة وقادة «الاعتدال» العربي وأتباعهم:
أولاً، يرد في التقرير، أنه «حتى عام 2000، كانت الفرضية السائدة في العالم العربي بلا استثناء، أن من يريد استرجاع أرضه، عليه أن يبرم اتفاق سلام مع إسرائيل. وانتهت هذه الفرضية عام 2000 بعدما أثبت حزب الله إمكان استرجاع الأرض بالقوة، فـ(الأمين العام لحزب الله السيد حسن) نصر الله غيّر هذا المفهوم، وأكد أنه يمكن الحصول على أرض من إسرائيل من دون سلام ومن دون أي إشارة للسلام، وحصراً من خلال القوة».
الحقيقة الثانية أن حزب الله فرض على الحكومة الإسرائيلية، بحسب ما يرد أيضاً في التقرير، «أن تجثو على ركبتيها، والتراجع عن أهدافها المعلنة من خوض الحرب، وهي القضاء على حزب الله وتفكيكه. والجمهور في إسرائيل علم أن الجيش الإسرائيلي خرج بكل قوته الى الحرب، من أجل تجريد حزب الله من سلاحه، وهذا ما قالته لنا قيادتنا السياسية والعسكرية. لكن بدلاً من ذلك، اضطرت إسرائيل إلى القبول بوقف لإطلاق النار».
قائد فرقة الجليل السابق: حزب الله جيش كبير مع خبرة ميدانية
أما لجهة الواقع الحالي، أي بعد 13 عاماً على الحرب، فحزب الله «لم يجرؤ منذ نهاية الحرب على إطلاق طلقة واحدة على إسرائيل، وكذلك أيضاً نحن، فلم نجرؤ على إطلاق طلقة واحدة باتجاه الأراضي اللبنانية، وهذا هو الردع المتبادل بين الجانبين».
وسيطر على التقرير أيضاً الحديث عن واحدة من القدرات العسكرية لدى حزب الله، التي تعاظمت جداً بعد 13 عاماً من حرب تموز ــــ آب 2006، وهي الخبرة القتالية التي في أساسها المناورة البرية والتوغلات والمواجهات المباشرة، وهي تراكمت لديه نتيجة تدخله العسكري الواسع في الحرب السورية.
وفي تفاصيل هذه الخبرة، يؤكد التقرير أن «حزب الله قاتل الجيش الإسرائيلي في الماضي انطلاقاً من مجموعات صغيرة وكمائن سريعة من دون مواجهات طويلة، وكانت النتيجة بين نجاح وفشل (ربطاً بنجاح الضربة الأولى). أما في سوريا، فقاتل طويلاً في الميادين المختلفة مع سيطرة على الأرض، ما فرض عليه قتالاً واستعداداً مغايرين». وبحسب قائد فرقة الجليل في حرب عام 2006، غال هيرش، «بات لدى حزب الله القدرة على خوض القتال المدمج عبر قوات كبيرة. هو جيش كبير مع خبرة ميدانية».