قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في طلته التلفزيونية اول امس، كل شيء من غير ان يشير صراحة الى مصلحة لبنان وشعبه في كلامه المطول، لاسيما ان نقده للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، ظل من ضمن المواقف المعلنة سابقا، لاسيما بالنسبة الى مآخذه على اداء العرب عموما الذين لا يرون رأي ايران في قضايا الامة، وهو ما لم يقترب منه، قياسا على كل ما قاله بصريح العبارة، ربما لان كل من لا يرى رأيه ولا يعبر عن رأي طهران خارج على الاصول الدينية والدنيوية.
مشكور سماحة السيد على شعوره الضمني تجاه المصلحة اللبنانية العليا، مع العلم انه بدا وكأنها في آخر اهتماماته، خصوصا ان اسرائيل لم تغب عن حديثه لكنه رأى المعركة معها مؤجلة الى حين معرفة مصير الحرب في سوريا والعراق واليمن، لكن هذا لم يعن شيئا بالنسبة الى غير حزب الله ممن يرون مصلحة عليا في الحرب المؤجلة مع اسرائيل، اضف الى ذلك ان ايران تنتظر بدورها محاربة اسرائيل لكنها غير مستعجلة على ذلك طالما ان طهران منشغلة بحربها مع الحرب ومن بعدهم يأتي الوقت المناسبة لتصفية الحسابات مع العدو الاسرائيلي الذي يعرف ذلك ويعد العدة للحرب الكبرى هذا في حال كانت حربا كبرى او صغرى لا فرق؟!
ان الامور في ميزان حزب الله تبدو معقدة لان الحرب في سوريا غير واضحة المعالم، قياسا على الحرب الدائرة في العراق واليمن، مع ان السيد توقع كل شيء من غير ان تسقط اليمن في ايدي اليمنيين الذين يحاربون بذات المستوى والحجم الموظفين من جانب حزب الله وايران، من دون معرفة النتائج التي يقال عنها انها بلا نتيجة تذكر، لان الامور معقدة اكثر من اللازم السياسي والعسكري، فضلا عن الحصار الذي تعاني منه بقايا الحوثيين الذين لم يتوصلوا الى الان الى معرفة النتائج الاولية للدعم المادي والمعنوي من جانب حلفائهم في ايران ومن جانب حزب الله اللبناني!
لقد نفى السيد حسن صراحة ان يكون لحزب الله دور في البحرين على رغم كل ما تردد عن اعتقالات في صفوفهم في المملكة من غير ان يتأثر الحزب بالمشكلة التي وقع فيها هناك مع جحافل من الحرس الثوري الايراني، ربما لان هؤلاء لم يؤثروا بتاتا في مجريات الحرب والقلاقل هناك، حتى وان كان المقصود اشغال دول مجلس التعاون الخليجي التي تساعد البحرين بكل ما تملك من قدرات (…)
ومن ضمن ما لم يقله السيد نصر الله عن الاحوال السيئة في لبنان عدم مقاربته ملف الفراغ الرئاسي باستثناء قوله انه لا يزال يدعم رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون من غير حاجة ملحة لان يحضر الى مجلس النواب لترجمة دعمه السياسي، لانه ناقص الى الان من وجهة نظر حليفه الجنرال الذي لم يعد بدوره يعرف صراحة ما اذا كان حزب الله يؤيده ام انه يتناول قوى 14 اذار على حسابه، خصوصا عندما يغيب نواب الحزب عن جلسات مجلس النواب، وفي الحالين ليس من بوسعه القول ان العماد عون راض عن طريقة تصرف حزب الله ازاء ترشحه للرئاسة الاولى؟!
وفي المقابل كان سماحة السيد صريحا في مجال محاربته الى جانب نظام بشار الاسد من غير حاجة للقول انه يخوض حربا ميؤوسا منها، لان ايام الاسد اصبحت معدودة بعد انسحاب القوى الجوية الروسية، بعدما شعر الروس انهم تورطوا زيادة في حرب لن يستفيدوا منها بشكل من الاشكال مثل الحاصل معهم في العراق التي دخلوها تحت عنوان دعم الشيعة وليس انقاذ العراق من حروبهم الداخلية؟!
الهم في نظر المراقبين ان مجالات انقاذ حكم بشار الاسد لم تعد متوفرة بتاتا، جراء مفاوضات السلام التي تخوضها سوريا بالتنسيق مع الروس والاميركان من غير حاجة للادعاء ان سوريا قادرة على الخروج من المعركة بأي مكسب سياسي يذكر طالما ان النتائج على الارض باتت تحسب لمصلحة قوى المعارضة، من دون حاجة الى حساب معنى ووجود حزب الله على الارض السورية الى جانب الحرس الثوري الايراني والقوات الروسية؟!
ان افلاس نظام الاسد اصبح مسألة وقت، لان الحال في سوريا شارفت على الانكشاف السياسي والعسكري، بحسب اجماع المراقبين الديبلوماسيين الذين يعدون الايام والساعات الباقية في عمر النظام قبل ان يضطر الى الانسحاب فارا من وجه العدالة قبل ان يحاكم كمجرم حرب سيلاحقه القضاء ولن يرحمه مهما كانت وجهته الاخيرة، حيث يقال ان مصيره سيكون لاجئا الى دولة اميركا اللاتينية اغلب الظن انها ستكون فنزويلا او البرازيل، بعدما تبين ان الروس في غير وارد قبول لجوئه السياسي الى بلدهم؟!