Site icon IMLebanon

شعار نصرالله «النووي»: الموت للعرب.. لا لإسرائيل

ليس الرئيس الأميركي باراك أوباما وحده من طمأن إسرائيل على سلامة أمنها. السيّد نصرالله أيضاً، قال، في حديثه الأول بعد إعلان «الاتفاق الإطار حول النووي» بين طهران و»الشيطان الأكبر»، إن «حزب الله لا يمتلك القدرة حالياً على شنّ حرب ضد إسرائيل أو تحرير فلسطين».. وتل أبيب من الإشارة تفهم!

أطلّ «السيّد» عبر التلفزيون الرسمي لـ»سوريا المقاومة»، حيث يواجه ومحوره «المؤامرة الأميركية-الصهيونية-التكفيرية»، ليتحدّث باسم شعوب المنطقة، وليَعبُرَ، برسائله، حدود لبنان الشرقية، باتجاه الدول العربية وصولاً الى باكستان! لما لا؟! فوجهة «بندقية المقاومة» ما بعد «الاتفاق النووي» تكرّس انحرافها عن الجبهة الجنوبية !

كلام «سيّد المقاومة» موجّه الى الداخل والخارج. داخلياً، يصارح السيّد جمهوره حول أولوية الصراع، وطبيعة المعركة المتواصلة منذ أربع سنوات. هي معركة بوجه «التكفيريين» على مساحة المنطقة. وخارجياً، يبعث السيّد برسالةٍ الى من يهمه أمر «ما بعد بعد حيفا»: لسنا بوارد الحرب.. حالياً! كأن بنصرالله يقول للإسرائيليين: «دعونا ننتهي من التكفيريين حالياً.. وحضروا أنفسكم«!

كلام السيّد، في زمن الاتفاق الإيراني – الأميركي، يتيح التخمين بأن الوظيفة الجديدة للسلاح الإيراني حصرية، بمعنى أنها بديل عن مقاومة إسرائيل! فهل استبدل نصرالله شعار «الموت لإسرائيل» بشعار «الموت للعرب»، متخفّياً تحت ستار «المعركة على التكفيريين»؟!

عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، يؤكد لـ»المستقبل»، أن «الهدف من بندقية حزب الله كان المساهمة بإنشاء مشروع ولاية الفقيه والامبراطورية الفارسية. أما مواضيع العداء النظري لإسرائيل والمتاجرة بفلسطين وقضيتها، فكانت جزءاً من عدّة الشغل«.

ويلفت الى أن «جزءاً أساسياً من الاتفاق الأميركي-الإيراني، هو ضمان أمن إسرائيل، كما تحدّث أوباما. لكن حزب الله والإيرانيين ومحور الممانعة قد يسوّقون لهذا الجانب من الاتفاق من خلفية اعتبار أن لا نية لدى إسرائيل في الاعتداء على المنطقة«.

ويرى أن «أيام المواجهة مع إسرائيل انتهت، وإذا ما حدثت، فستكون عملية لإدارة الصراع ضمن ضوابط محددة وخطوط حمر. أما مسألة القدس وفلسطين، فستحضر في أدبيات الخطابات عند اللزوم. وسيحل العداء للعرب والمنطقة مكان العداء لإسرائيل«.

طوال ثلاثين سنة، كان لا بد من المقاومة مسوّغاً لشرعيّة تمدد السلاح الإيراني إلى ساحل المتوسط. باسمها استُثني «حزب الله» من نزع سلاح الميليشيات (بمن فيها تنظيمات المقاومة) بعد الطائف، وباسمها فرض «حزب الله» استثناءه من حكم الدستور القاطع بحصرية السلاح للدولة. بعد التحرير تحولت المقاومة من فعل إلى عنوان تستتر خلفه «شرعية» السلاح. كان لا بد في السنوات الأولى بعد التحرير من «عمليات تذكيرية» كما وصفها نصرالله بلسانه. وحين أُجبر «حزب الله» على التزام الهدوء التام جنوباً بعد لجأ إلى قوة السلاح لفرض «ثلاثيته« (الشعب والجيش والمقاومة) في البيانات الوزارية، ليبني تحت ستارها دويلة لا تُسأل عما تفعل. أخطر ما في كلام نصرالله المعطوف على الصفقة الإيرانية – الأميركية أنه يعطل المقاومة عنواناً بعد سنوات من تجميدها فعلاً. ماذا يفعل «حزب الله» بشرعية السلاح إذا ذهبت المقاومة؟ أي «ثلاثيّة« سيفرضها على الوطن اللبناني ليخوض تحت ستارها حروب إيران الطائفية في سوريا والعراق واليمن ضمن جيش قاسم سليماني؟!

تجدر الإشارة الى الرحلة التي قام بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري إلى واشنطن عام ، لإقناع إدارة جورج دبليو بوش حينها بإزالة تحفظها على إنجاح مؤتمر «باريس »، يوم كان لبنان يعيش ذروة تأزم الوضع الاقتصادي بعد سنوات من حكم الرئيس إميل لحود. أطلق «حزب الله» النار على إسرائيل ليصيب جهود الحريري، وكانت حجته أن المقاومة لا تقبل النقاش. يتبين اليوم، أنها لا تقبل النقاش تحت السقف اللبناني، لكن بوصف قائدها جندياً من جنود الولي الفقيه، يمكن لهذا الأخير أن يوظفها، بشبابها وشهدائها و«سلاحها المقدّس« لتمرير صفقة الملف النووي والنفوذ الإقليمي!