هوكشتاين: رسالتكم سلبيّة لاوروبا وإيجابيّة لموسكو… والحزب يردّ: لبنان أولاً
خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رسم مسار المرحلة المقبلة وحدد السقف الذي لا يمكن النزول تحته، ووصل خطابه الى العدو الاسرائيلي والاميركيين والفرنسيين والسعوديين والعالم “الغاز اولا للبنان، والا لا غاز لاسرائيل” وتحدث عن مهلة شهرين للمفاوضات غير المباشرة بين لبنان والعدو الاسرائيلي، وللتأكيد على جدية المقاومة في هذا الملف وحسب المعلومات، هناك مسيرات ثانية وثالثة ورابعة فوق كاريش وما بعد بعد كاريش في أي وقت وزمان، وقد تتدحرج الامور الى السيناريوات كافة، ولذلك جهزت المقاومة نفسها وانهت استعداداتها، ووحدها “اسرائيل” تعرف ان السيد “لا يمزح” وكما حررت المقاومة الارض وطردت الارهابيين واهدت الانتصارات لكل اللبنانيين فانها ستأتي بالغاز وتهديه ايضا الى كل اللبنانيين، ومن يعش يرَ، كون استخراج الغاز هو السبيل الوحيد للخروج من الازمة الاقتصادية والمالية بدلا من التسكع على ابواب السفارات والصناديق الدولية، فالمقاومة اخذت خيارها وحددت استراتيجيتها، والجميع في حالة ترقب للمسار التي سيسلكه الملف حتى ايلول، والكرة الان في الملعب الاميركي الاسرائيلي بعد ان قال نصرالله كلمته.
وحسب المراقبين المحايدين للخطاب الذي تفاعل معه كل اللبنانيين ايجابا من مختلف احزابهم وطوائفهم، وفتح ابواب النقاشات الجدية، لانه اكد وبالملموس، ان سلاح حزب الله ليس ايرانيا او سوريا او يمنيا او شيعيا بل سلاح من اجل رغيف الخبز وتأمين المياه والادوية المزمنة وكل ما يحتاجه اللبنانيون لمغادرة صفوف الذل امام المحطات والحالة المأساوية ، كون انتاج الغاز هو الممر الوحيد للانتقال الى مرحلة التعافي الحقيقية ، وحسب المتابعين، ظهر سلاح حزب الله لبنانيا بامتياز وفي هذا الوضوح للمرة الاولى منذ التأسيس، وشكل الخطاب البداية لاستعادة حزب الله عافيته الشعبية عند كل اللبنانيين بعد عمليات التشويه التي عممها فريق محلي وعربي ودولي وصرف عليها مليارات الدولارات لضرب صورته الاخلاقية وانه اداة خارجية.
وحسب المتابعين، شكل التفاعل الايجابي مع الخطاب، قلق كل القيادات العاملة تحت السقف الاميركي السعودي، وصدرت الاوامر بالرد على مضامين خطاب السيد ورفع السقوف المنتقدة، وانه يريد اخذ اللبنانيين الى الحرب وضرب الموسم السياحي وثقافة الحياة. وتجاهل هؤلاء بان الاسرائيلي والاميركي يلهثان وراء المال والغاز الى اوروبا وهذا يسقط كليا خيار ذهابهما الى الحرب، فالهم الاميركي اوكراني حاليا، والاسرائيلي وحده فهم الرسالة وقد تدفعه الى سلوك خيارات جديدة وربما القبول بالشروط اللبنانية في المفاوضات، وهذا ما لا يريده بعض اللبنانيين لغايات معروفة وخبيثة لها حساباتها الداخلية الضيقة ولو أدى ذلك الى خسارة لبنان اوراق القوة التي امتلكها بعد الخطاب، وكان على هؤلاء انتظار الرد الاسرائيلي بالحد الادنى، بدلا من تعميم ما قاله هوكشتاين عبر بعض القنوات “المسيرات رسالة سلبية لاوروبا وايجابية لموسكو” وجاء الرد من السيد نصرالله “المسيرات رسالة لبنانية خالصة، وهدفها لبنان اولا، ومن حقنا استخراج غازنا وبشروطنا” مع تأكيد المتابعين، ان الحزب سينجح مع الجيش والشعب والمقاومة والدولة بفرض معادلاتهم وشروطهم في استخراج الغاز، والانتقال الى عصر البحبوحة، علما ان ردود القيادات السياسية لـ ١٤ اذار والوسطيين والتغيريين خلت من الردود العلمية والعملية ولم تقدم شيئا او تفتح ابوابا جديدة وايجابية للنقاشات في كيفية استخراج لبنان لغازه والتخلص من ازمته الاقتصادية منعا للانهيار الحتمي، بل اكتفت في تكرار ادبياتها السياسية السابقة عن ارتباطات الحزب في ايران وسوريا، ولو اخذ الحزب باراء هؤلاء لكانت “اسرائيل” ما زالت في لبنان والارهابيون في بيروت.
شهران حاسمان، نصرالله قال كلمته “يارب اشهد انني قد بلغت” وعلى الاسرائيلي عدم تقدير الموقف بشكل خاطئ والا سيدفع الثمن، والقرار اتخذ “لا غاز لاسرائيل اذا لم يستخرج لبنان غازه”.
اللواء ابراهيم دقّ ناقوس الخطر… توطين النازحين مخطط خارجي حججه عديدة طبخة سياسيّة على نار هادئة سيتحمّلها لبنان… أين المواقف المتصدّية للمؤامرة؟ – صونيا رزق
5-6 minutes
برز اهتمام لافت الاسبوع الماضي بملف النازحين السوريين، بدأه رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لحل هذا الملف القديم – الجديد، من خلال محاولة خرق في جداره الشائك، عبر تشكيل لجنة وزارية مولجة متابعته، وعقد اجتماعات تشاورية تنسيقية، وكلّف بهذا الموضوع وزير المهجرين عصام شرف الدين، الذي اعلن متابعته الملف مع الهيئات السورية لمناقشة الخطة الموضوعة، وبأنّ دمشق ابدت تفهماً، فسادت اجواء تفاؤلية بإمكان حل الملف، حتى ولو تطلّب الامر سنوات وسنوات.
في المقابل برزت مطالب اميركية واوروبية خلال إنعقاد “مؤتمر بروكسل 3 ” في شهر ايار الماضي، لوقف اعادتهم الى سوريا وإطالة أمد النزوح في لبنان، ما يؤكد على السعي الدولي والعالمي لتوطينهم على الاراضي اللبنانية، مع ما قد ينجم عن ذلك من تداعيات سلبية على البلد، الى ان كان التصريح اللافت مع إعلان المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم من طرابلس، بأنهم قدّموا عرضاً يقضي بتأمين عودة آمنة للنازحين، بعد حصولهم على ضمانة القيادة السورية لكنه رُفض دولياً، لافتاً الى ان لا نيّة لدى المجتمع الدولي لإعادة النازحين الى بلادهم، وهناك دول كبرى تعرقل عودتهم بحججٍ عديدة.
هذا التصريح كان كافياً لمعرفة مدى وجود نيّة خارجية بإبقاء النازحين في لبنان، وصولاً الى توطينهم ضمن طبخة سياسية نارها هادئة، أي خطة مبطنّة خفية تتسلّل وتصل الى مبتغاها، في وقت يشهد فيه لبنان كل انواع الازمات والإنهيارات، ما أكد المخاوف اللبنانية من قيام المجتمع الدولي بحلّ قضية النازحين السوريين على حساب لبنان، ومن هنا نستذكر ما قاله قبل سنوات الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، خلال تصريحه الصاعق حول حق اكتساب اللاجئين السوريين للجنسيات في البلاد التي يلجؤون اليها، ما يمكن ان يفتح باب توطين السوريين في لبنان، كردّ على موقف لبنان حينها على وزير الخارجية جبران باسيل، وعلى الملاحظات التي كان قد رفعها حول القرار 2254، في الشّق المتعلّق بـالعودة الطوعية للاجئين السوريين الى بلادهم .
الى ذلك اشارت مصادر سياسية مواكبة لملف النازحين منذ بدايته، الى انّ هذه المشكلة كانت وما زالت متربّعة لانها من أصعب ما يواجه البلد، وبالتالي فإن نقطة الضعف هذه ستكون المحور الاساسي، الذي يتطّلب من القادة السياسيين، اتخاذ قرار موّحد وعلني من الجميع، على غرار ما اعلن رئيس الجمهورية ميشال عون منذ سنوات برفض التوطين بكل أشكاله، لان كلمة “توطين” عادت تدّب الرعب في نفوس اللبنانيين، بحيث لم يجد هذا الملف طريقاً بعد الى حلول عملية تنظر جدياً بأوضاع هؤلاء، ليصبح تأثيره على لبنان كالكارثة التي ساهمت في تردّي اوضاعه من كل النواحي .
وذكّرت هذه المصادر بأن اتفاق الطائف أدخل بند رفض التوطين في الدستور، ليؤكد الإجماع اللبناني عليه. أي ان المطلوب اليوم إعلان هذا الرفض علناً ومن كل الاطراف من دون أي استثناء، مشدّدة على ضرورة ألا تؤدي المذهبية دورها مجدّداً كما أدته خلال الحرب اللبنانية تجاه الفلسطينيين، من قبل احد الافرقاء السياسيين الذي سار على الخط المذهبي اولاً، ومن هذا المنطلق على جميع الافرقاء ان يتصدّوا لهذه المؤامرة الخارجية، لافتة الى ان أنّ الاحزاب المسيحية سبق ان توحدّت على رفض توطين النازحين، وعلى رفض بحث أي اقتراح في هذا الاطار، لان لبنان ليس المسؤول الوحيد عن معاناة الشعب السوري، فهنالك الدول العربية التي كان همّها الوحيد رفع المسؤولية عنها، فيما لبنان يدفع دائماً الاثمان عن الكل، آملة توحيد المواقف خصوصاً في المسائل المصيرية، اذ لا يمكن للبلد ان يجمع اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين على اراضيه ، في الوقت الذي ينزف فيه ولا يستطيع تقديم ابسط مقومات العيش للبنانيين.