نحن على أبواب حرب. حقوقنا أو الحرب. غازنا أو الحرب. هذا ما بشّرنا به المرشد الأعلى للجمهورية اللبنانية، وسط صمت رسمي وحكومي مريب ترجمته الحرفية: “ونحن شو طالع بإيدنا إذا نشبت حربٌ بين الكيان الصهيوني والمقاومة؟”. الحكم منهمك في تأديب محمد نجيب ميقاتي وتقليم أظافره وإفهامه قيمة نفسه وتلقينه أصول التخاطب وتقنيات التشكيل. الحكم سارح في عوالمه الميتافيزيقية ليلاً، ومنشغل نهاراً في تثبيت قطار الإصلاح على السكة إلى جانب انكبابه على ديكور أكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي. لن يشعر الرئيس بدنو الحرب وأجلنا إلّا مع سقوط أول قذيفة في سهول كاريش الخصبة.
نحن على أبواب حرب، إن لم يحسن العدو الصهيوني قراءة رسائل المرشد الأعلى وتحذيراته والأرجح أن يائير بن يوسف لبيد لا يقرأ ولا يكتب ولا يفهم بلغة الإشارة ولا بأي لغة. فاعملوا حساباتكم بناء على أميّة العدو.
يشعر منظمو الحفلات الصيفية وأصحاب المطاعم والملاهي واركان القطاع الفندقي بأن المرشد الأعلى يستهدفهم بالشخصي، ويستهدف السياحة برمتها. المرشد على عجلة من أمره لحسم الصراع حول حقول الغاز غير عابئ بمشاريعهم. قبل تركيب مسارح الغناء والرقص زف إليهم وإلينا هذه البشرى “أن منطقة البحر المتوسط كلها وليس منطقة بحدّ ذاتها ستتحول إلى مسرح للعمليات. بمعنى أوضح: تقول المقاومة إن المعركة لا تقف عند حدود معيّنة، بل يمكن أن تتجاوزها الى أبعد مما يقدّره الآخرون إذا تطلّب الأمر”. واضح.
في الحرب سيموت كثيرون. سيزيد عدد اليتامى والأرامل والثكالى في كل لبنان. سيملأ الجرحى المستشفيات. سيُقضى على ما تبقى من بنى فوقية وتحتية. وفي المقابل سترتعد فرائص العدو المتغطرس، ويُربك ويُصاب جنوده بالهلع، وستفر سفينة وحدة إنتاج الغاز المُسال وتخزينه ( إينرجيال) إلى جهة مجهولة نتيجة ضربات المقاومة المحكمة.
الحرب على الأبواب. أهلا بهالطلة وأهلا بالمعركة الكبرى التي ستزيل إسرائيل عن الخارطة للمرة السابعة في أربعين سنة.
اللبنانيون مدعوون للصعود في قوافل إلى الجنة ومجاناً من دون أي كلفة على ذويهم. مرحى بالإستشهاد. إخت الحياة من دون غاز لبناني. الموت أجمل.
فقد اللبناني كل أحلامه، ولن تستطيع أي قوة على الأرض أن تسلبه الحلم بالإستشهاد. أقلّه لن يموت بالسرطان أو بجلطة أو في سبق موستيكات أو نتيجة جرعة زائدة. لن يموت اللبناني قهراً على تبخر ثروة. سيموت في الحرب المقبلة شهيداً في معركة الحقوق النفطية. سواء شارك أو لم يشارك.
يقول نابوليون بونابرت الضربة الأولى تحسم نصف المعركة. كل ما أرجوه أخ نابوليون ألا تكون تلك الضربة على منزلي الكائن في بلدة أدما الرايقة.