IMLebanon

غطرسة نصرالله على حساب لبنان

كلام الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أن الحزب انتصر لأن فريق ١٤ آذار اختار مرشحين للرئاسة من ٨ آذار يذكر بالغطرسة والأسلوب الإسرائيلي في التعامل مع الشعب الفلسطيني. فنصرالله يتباهى بأنه سجل انتصاراً. ولكن يجدر السؤال: كيف هو الانتصار في ايصال لبنان الى الحالة التي هو فيها؟ هل هو انتصار ان يبقى الفراغ الرئاسي مستمراً وأن تبقى الحكومات معطلة والاقتصاد مشلولاً والتدهور يأخذ البلد الى شفير الهاوية؟ هل هو انتصار ان يعطل اجراء انتخاب رئاسي وعدم فتح البرلمان لاختيار أحد المرشحين العماد ميشال عون او سليمان فرنجية ليتم انتخاب أحدهما ديموقراطياً؟ ما هو هذا الانتصار في بلد تعمه النفايات والفساد والبؤس الاجتماعي؟ هل هو انتصار ان يرسل نصرالله شباب لبنان للقتال في سورية وتجويع الشعب السوري والمساهمة في حصار مدن سورية باسلة وترك سكانها يموتون من الجوع؟ اي انتصار هو في المساهمة الى جانب النظام السوري في تدفق اكثر من مليون لاجئ سوري الى لبنان في حالة مزرية؟ وهل يرى انتصاراً في دفع ابناء الخليج الى مقاطعة زيارة لبنان؟ وما هذا الانتصار في تهديد عمل وإقامة الجاليات اللبنانية في الدول العربية؟

ان كلام نصرالله عن الانتصار على ١٤ آذار يندرج في الأسلوب الذي اعتمده الحزب في ٧ ايار (مايو) ٢٠٠٨ عندما هاجم بالسلاح ابناء بلده دافعاً الى فتنة طائفية شيعية سنية ما زالت عواقبها موجودة بقوة في بلد يعيش في ظل «انتصار حزب الله». وهل هو انتصار هيمنته قد تؤدي الى دفع الشارع السني الى التطرف «الداعشي» مثلاً؟

كلام نصرالله عن استمراره في تأييد مرشحه ميشال عون وأن سليمان فرنجية يحظى بتقديره وثقته يعكس واقع أن «حزب الله» يريد استمرار الفراغ الرئاسي. فلا يريد المخاطرة في اتاحة انتخاب رئيس يمكن في لحظة ما أن يحاول الحد من وضع يد «حزب الله» على المؤسسات اللبنانية. فالحزب الذي يسيطر على كل القرارات في لبنان اما بالهيمنة او بالتعطيل مثل ملف الرئاسة لا يريد المجازفة بحصول انتخاب رئاسي يجيء بشخصية مسيحية، ان كانت عون او فرنجية، قد تستاء من أحادية نفوذه في قرار الحرب والسلم مثلما يفعل في المدن اللبنانية الحدودية ومثلما خرب البلد في «انتصاره» في ٢٠٠٦ عندما انهالت الضربات الاسرائيلية على البلد ودمرته.

«حزب الله» مرتاح الآن في «انتصاره» على فريق ١٤ آذار على حساب البلد وحساب اللبنانيين جميعهم وليس فقط ١٤ آذار بل ايضاً انصار الحزب والذين يقتلون ويصفهم نصرالله بالشهداء. وشهادة هؤلاء الشباب هي في سبيل الأمين العام لحزب يعمل لخدمة ايران و»الحرس الثوري» في سورية ولبنان وأينما كان في المنطقة. لذا فـ «حزب الله» يخشى من وصول اي لبناني الى سدة الرئاسة حتى لو كان مقرباً منه لأنه يريد التفرد بالسلطة ووضع اليد على المؤسسات في بلد يشهد المزيد من التردي الاقتصادي، ويريد حماية نظام الاسد لحساب النظام الإيراني الذي يعتبره قضية مصيرية في سياسته الأقليمية. فإن كان هذا «انتصار حزب الله » فهدفه القضاء على مستقبل لبنان السيد والديموقراطي والذي كان يمكن ان يكون بلداً واعداً للأجيال الصاعدة التي تبحث عن مغادرته عندما تتمكن من ذلك.