على توقيت غزة ترسم قواعد المعارك والاستحقاقات اللبنانية، التي اضفى على وقع قرقعة طبول حربها الشغور الرئاسي عامه الاول، فيما بات الهم اللبناني “في حرب او لا وايمتى”، حيث الانظار تتجه الى مواقف حارة حريك، التي بات الجميع في الداخل مسلما بحقها في قرار الحرب والسلم، باستثناء اقلية، في ظل حكومة “اللاحرب” اللبنانية.
ومع مرور عام على الفراغ الرئاسي، ومع التعقيدات الظاهرة في الاقليم بعد عملية”طوفان الاقصى”، تكشف اوساط مواكبة عن ان ثمة تحركا ما في الكواليس تقوده قطر على الصعيد الرئاسي، قد يحدث خرقا في غضون ايام في حال كتب له النجاح، عنوانه اسم ثالث من خارج كل الاسماء المتداولة، حيث يبني المتفائلون نظريتهم على تأكيد الموفد القطري الذي غادر منذ ايام بيروت الى بلاده، انه عائد بعد ايام لاتمام مهمته، دون ان يفصح عن مضمون ما حققه، هذا من جهة، ومن جهة ثانية الزيارة السريعة لرئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى الدوحة، التي جاءت تحت عنوان بحث حماية وتحييد لبنان، الا ان باطنها كان الملف الرئاسي.
في كل الاحوال، فان لبنان على موعد مع محطتين الاسبوع الجاري: الاولى زيارة مساعدة وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط بربارة ليف، وما تحمله معها من رسائل حازمة، والثانية كلمة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الجمعة، حيث تؤكد المعطيات ان كلمة السيد لن تكون تصعيدية في العمق، و ان طابع التهدئة سيكون غالبا عليها، وان بلهجة قوية.
وسط هذه الضبابية المحيطة بكلام السيد، تشير مصادر مقربة من الثامن من آذار، وعلى تواصل يومي مع حارة حريك، الى ان امين عام حزب الله سيوجه رسالتين اساسيتين، من بين مجموعة رسائل داخلية وخارجية، مباشرة وغير مباشرة، عنوانهما:
– رسالة الى “اسرائيل” مفادها ان الحزب لن يعلن الحرب، وهو لم يبادر يوما الى فتح المعركة، انما كان دوما في موقع الدفاع عن لبنان، خصوصا ان حركة حماس مرتاحة لوضعها الميداني، وهي تحقق الانتصارات حتى الساعة، وان الهدف المراد من وراء تحريك الجبهة الشمالية محقق حتى الساعة، وفقا للوتيرة الحالية، حتى ان الحزب تمكن من تحقيق انتصار على “تل ابيب” بمجرد نجاحه في تثبيت قواعد الاشتباك الراهنة، الا انه في المقابل سيؤكد ان اي اعتداء او محاولة دخول الى الاراضي اللبنانية، سيتم مواجهته فورا.
– رسالة واضحة الى الاميركيين تذكرهم بما عانوه طوال فترة طويلة في الثمانينات، وما لحق بهم من هزائم، معيدا التأكيد على ان المعركة عنوانها الابرز يبقى في اخراج الاميركيين من المنطقة وانهاء وجودهم فيها، وتوقعت المصادر ان رد الفعل الاميركي لن يتخطى بعض البيانات والتصعيد الاعلامي، لعلمهم ان البوارج وحاملات الطائرات ليست للاستعمال، بقدر ما هي للاستثمار المعنوي.
وفي هذا الاطار، وضعت المصادر زيارة وزير الدفاع السعودي الى واشنطن من جهة ، وطلب الاردن نشر بطارية صواريخ “باتريوت” على اراضيه، خصوصا انه على ما يبدو ثمة مقاربة اميركية جديدة لملف اليمن وللتعامل مع الحوثيين.
فهل دخلنا مرحلة اتساع النزاع الاقليمي، وما يعرف بالحرب الكبرى التي توقعها الكثيرون؟